صحافة

الوفاق : ماذا بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي؟

13 مايو 2018
13 مايو 2018

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «الوفاق» مقالا جاء فيه: بعد قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الانسحاب من الاتفاق النووي بين طهران والمجموعة السداسية الدولية والذي تطرق فيه لبرنامج إيران الصاروخي البالستي بات العالم والمنطقة بشكل خاص أمام وضع جديد جرّاء تباين ردود الأفعال لمختلف الأطراف المعنية بهذا الاتفاق ففي حين اعتبرت معظم الدول القرار بأنه يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي رجّحت دول أخرى الدخول في مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الأزمة النووية، فيما أبدت أطراف قليلة تأييدها لقرار ترامب بذريعة أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لأمن المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا والصين والترويكا الأوروبية «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا» أعربت عن اعتقادها بضرورة تطبيق بنود الاتفاق النووي على الرغم من الملاحظات التي أبدتها الترويكا حول برنامج إيران الصاروخي، الأمر الذي تعتبره طهران خارج نطاق الاتفاق وغير قابل للتفاوض.

واعتبرت الصحيفة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي بأنه مؤشر على إمكانية تكرار هذا الأمر مع اتفاقيات دولية أخرى، وهذا يشكل بحد ذاته عامل عدم استقرار، خصوصا وأن واشنطن تسعى للتوصل إلى اتفاق مع «بيونج يانج» بشأن البرنامجين الصاروخي والنووي لكوريا الشمالية.

ولفتت الصحيفة إلى أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي من شأنه أن يقوّض دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها الجهة الوحيدة المخوّلة بالبتّ بمدى التزام الدول الأعضاء بشروط الوكالة، وكونها تلعب دورا حصريا في مراقبة برنامج إيران النووي للتأكد من خلوّه من أي نشاط عسكري.

وألمحت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن الدولي الذي أيّد الاتفاق النووي في قراره المرقم 2231 بات اليوم أمام مسؤولية مباشرة لمعالجة الخلل الذي طرأ على الاتفاق نتيجة انسحاب أمريكا منه، كما أن الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا باتت في موقف حرج؛ لأنها من ناحية تريد الحفاظ على مصالحها مع واشنطن، لكنها لا تريد من ناحية أخرى أن تخسر علاقاتها مع طهران وهذا يتطلب منها الحفاظ على الاتفاق النووي باعتبارها تعتقد بأهميته على كافة المستويات خصوصا دوره في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.