صحافة

الهولندية: أوروبا والتغيرات الأمريكية المتكررة

12 مايو 2018
12 مايو 2018

كتبت يومية «دي فولكسكرانت» الهولندية أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية انسحبت حتى الآن من اتفاقين دوليين بمنتهى الأهمية. الانسحاب الأول كان من اتفاق باريس الدولي حول المناخ، والانسحاب الثاني هو من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني. هذان الانسحابان يضعان الاتحاد الأوروبي أمام مفترق طرق دولي بغاية الدقة، بعد أن باتت العلاقات الأوروبية الأمريكية على صورة الرئيس الأمريكي، أي متغيرة ومتقلبة وغير متوقَّعة.

يشير بعض المتفائلين إلى أن قرار الرئيس الأمريكي يمكن أن يجعل إيران توافق على مناقشة اتفاق جديد يكون أفضل من ناحية طمأنة الغرب. في الوقت ذاته، يشير بعض المتشائمين إلى أن قلقاً أمنياً دولياً بات راسخاً في نفوس المسؤولين الدوليين المراقبين لشخصية الرئيس الأمريكي الذي لا يزال مقتنعاً بديمومة فكرة «أمريكا أولاً» ولا يكترث كما يجب بالاتفاقات الدولية والثنائية ولا باتفاقات التعاون ولا حتى بالتعاون.

بالنسبة للمسؤولين الأوروبيين، تبدو هذه المواقف متناقضة مع المبادئ المؤسسة للاتحاد الأوروبي، لذلك، من المهم جدا أن يُصار إلى وضع خطة سياسية أوروبية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التغيُّر السياسي الأمريكي الحالي والمستقبلي، لأن أوروبا، وبحسب المستشارة الألمانية ميركل، لم يعد بإمكانها الاعتماد على الحماية الأمريكية بينما يعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن الولايات المتحدة ليست على صواب في انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران.

الرئيس الفرنسي تسلَّم جائزة شارلومان من المستشارة ميركل يوم الخميس الماضي وقد أثنت ألمانيا على الطروحات المهمة جداً للرئيس الفرنسي بالنسبة لمستقبل أوروبا الموحدة وقد أرفقها بأربع توصيات هي: يجب ألَّا نخاف. يجب ألَّا نضعف. يجب ألَّا ننقسم. يجب ألَّا ننتظر.