1332387
1332387
عمان اليوم

طلبة الهندسة بجامعة السلطان قابوس يبتكرون روبوتا للكشف عن التلوث الزيتي بالبحر

12 مايو 2018
12 مايو 2018

«مركز مراقبة التلوث بالبيئة» يتطلع لتجربته ميدانيا في التمارين القادمة -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

ابتكر مجموعة من طلاب الهندسة بجامعة السلطان قابوس روبوتا بحريا يعمل بنظام الميكاترونكس “USV” الدامج لمجالات الهندسة المختلفة من الهندسة الميكانيكية والكهربائية والحاسوب وهندسة الإلكترونيات، يساعد في معالجة مشكلة التسرب النفطي من السفن التي تعبر البحر عن طريق تقليص المدة المستغرقة لمعالجة المشكلة واحتوائها وتقليل التكلفة، حيث يحتوي الروبوت على أنظمة متعددة مثل نظام الملاحة ونظام أخذ العينة تحت الضوابط العالمية، مع قابلية التحكم به يدويا عن طريق جهاز تحكم خاص باستخدام الموجات بعيدة المدى تصل إلى أكثر من ثلاثين كيلومترا، ويسير بسرعة تصل إلى ثماني عقد بحرية.

وأكد الطلبة ماجد بن خليفة اليعربي وأحمد بن سعيد الناعبي ووليد بن محمد المعولي العاملين على المشروع خلال عرضهم للروبوت على المختصين بمركز مراقبة عمليات التلوث بوزارة البيئة والشؤون المناخية، أن الروبوت يبدأ عمله بعد تلقي البلاغ عن وجود تسرب نفطي في منطقة بحرية فيتم إدخال موقع المنطقة كبيانات للروبوت باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي في الروبوت وباستخدام خوارزميات وبرمجيات معينة، حيث ينطلق الروبوت بشكل أوتوماتيكي للموقع، ويقوم بأخذ عينة من مياه المنطقة ثم يعمل مباشرة على فحصها باستخدام تكنولوجيا خاصة مبتكرة باستخدام نظام “الذكاء الإصطناعي” ليتم التحقق من أن التلوث الموجود في البحر ناتج عن تسرب النفط، ثم يقوم بإرسال النتائج إلى الجهة المعنية بعد فحص العينة، وإرجاع العينة التي تم الكشف عليها باستخدام الروبوت المتنقل في البحر إلى مركز قيادة التحكم.

وأثنى المهندس عمران بن محمد الكمزاري مدير مركز مراقبة عمليات التلوث بوزارة البيئة والشؤون المناخية على ما حققه الطلبة من خلال إنتاج التقنية لما لها من فائدة ملموسة كوسيلة أسرع وأدق وأقل تكلفة من الوسائل المعتادة، وأكد على ضرورة استخدامها في التمارين القادمة لمكافحة التلوث لتجربته ميدانيا ومعرفة المؤشرات الإيجابية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة وتشجيعهم لتطوير الفكرة وتجنب أي تحديات تعيق أداء الجهاز لمهامه، ولما للتقنية من إمكانيات للتنبؤ بالتلوث النفطي وموقعه الجغرافي ومعرفة حجم البقعة النفطية وكميتها واتجاهها وانتشارها وكذلك متابعة وتقييم عمليات مكافحة بقعة النفط أولا بأول، وأكد أن الوزارة توظف طاقات الطلاب لتطوير مهاراتهم واكتساب خبرة كافية بقطاع البيئة ومكافحة التلوث، لما يتميز به الشباب في المراحل التعليمية بالحماس والانطلاق، وأشار إلى أهمية مرحلة التدريب أثناء المراحل التعليمية المختلفة، وضرورة إشراك الجهات التعليمية في ميدان العمل، وقال أن هناك ضرورة ملحة لإدارة الموارد الطبيعية واستخدامها بشكل فعّال باستخدام وسائل حديثة أسرع وأدق وأقل تكلفة من الأساليب التقليدية المعتمدة حاليا.

آليات رصد

وبحثت المهندسة موزة بنت موسى السلامية مفتشة بيئية بمركز مراقبة عمليات التلوث بوزارة البيئة والشؤون المناخية، أهم التحديات التي تواجه عمليات رصد البقع الزيتية والتعرف عليها، حيث أوضحت أن بقع الزيت يتم رصدها حاليا باستخدام السفن أو طائرات التصوير الجوي أو عن طريق الملاحظة بالعين المجردة أو باستخدام النظارات المكبرة من السفن، وكذلك عن طريق استخدام تقنية الاستشعار عن بعد عن طريق الأقمار الصناعية من خلال مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية، ووجهت الطلبة بضرورة النزول إلى الميدان الذي يوفر لهم ميزة الاحتكاك المباشر بالمشاكل البيئية على أرض الواقع، وتكوين فكرة مسبقة عن مضمون العمل وكيفية استخدام التكنولوجيا في حماية البيئة ومكافحة التلوث وتقييم الموقع، وتوقع تطورات التلوث والكشف عن خطورته على الأحياء البحرية، كما ناقشت التحديات والصعوبات التي تصاحب عمليات رصد ومسح وتقييم الحوادث البيئية وخاصة حوادث التلوث بالزيت والتي تتطلب الكثير من الإمكانيات من طائرات وزوارق بحرية، حيث يستوجب الموقع الاستراتيجي للسلطنة اتخاذ إجراءات ومعالجات ووضع معايير وسن التشريعات الكفيلة بالحد من هذا النوع من التلوث لخطورة آثاره على مختلف صور الحياة وما لها من آثار وخيمة على بيئة الإنسان وصحته.

وتستقطب وزارة البيئة والشؤون المناخية الطلبة من خلال برامج التدريب العملي في جميع المجالات البيئية ومجالات صون الطبيعة، لتطوير مهاراتهم وإعدادهم لسوق العمل، وذلك في إطار التعاون القائم بين الوزارة ومؤسسات التعليم العالي لتوفير البيئة التعليمية الملائمة لهم.