1335149
1335149
الرياضية

صراع البقاء يستحوذ على الأضواء .. ومقعد الأمان سلعة من غير ضمان !

12 مايو 2018
12 مايو 2018

ياســر المـنــا -

يحافظ صراع تجنب الهبوط على قوته ليشكل العنوان البارز في الجولات المقبلة من بطولة الدوري وعلى غير العادة يحتدم التنافس في هذه النسخة على البقاء بين عدد كبير من الفرق وجدت نفسها في مأزق صعب وتواجه خطر مغادرة دوري الأضواء.

تشهد المنافسة في عشرة مراكز تقريبا لعبة تبادل الكراسي بين كل جولة وأخرى من دون أن يضمن أي منهم حتى الآن مقعده في الموسم المقبل والكل يقع تحت دائرة الهبوط ويحتاج لكسب المزيد من النقاط في الجولات المتبقية.

يشكل فارق النقاط القليل سببا مباشرا في عملية تبادل المقاعد بين الفرق الباحثة عن حزام الأمان وتفادي المفاجآت في الجولات الأخيرة الحاسمة وهذا الأمر يجعل كل الخيارات متاحة وممكنة بشأن هوية من سيكون ضحية الدوري في هذا الموسم.

لا تزال الصورة غير واضحة لإصدار مقاييس حقيقية وعادلة عن الفريق الذي يمكن أن يقفز بقوة متخطيا الحواجز والصعوبات ويكسب المزيد من النقاط في الجولات المقبلة ويضمن لنفسه مقعدا في المسابقة الأولى وأن يتجاوز العقبات والمتاريس التي باتت العنوان الأبرز في الدوري هذا العام نتيجة التوقف المتكرر للمباريات والذي أحدث خللا فنيا عند غالبية الفرق وأثر سلبا على عمل الأجهزة الفنية، الظاهر في دوران الدوري تصاعد التنافس بقوة بين جميع الفرق ورفض المنافسة القوية أن تتوقف وأن تدخل في هدنة لحرص كل فريق على كسب النقاط مع اقتراب الدوري من نهايته وحاجة معظم الفرق للفوز وتحسين موقفها في الترتيب وهو ما يرشح الجولات المقبلة لتشهد قمة الجدية والأداء القوي والندية.

الصراع على البقاء يجد اليوم متابعة المحللين والمراقبين والكل يتابع التنافس المثير بين عدة فرق للابتعاد عن دائرة الخطر نسبة لتقاربها في النقاط في حاجز الرقم العشرين ويصل التهديد إلى النصر الثالث صاحب الـ31 نقطة والنهضة الرابع صاحب الـ30 نقطة، وتمثل المباريات المقبلة فرصة شبه أخيرة لبعض منها في تحديد إذا ما كان سيحافظ على فرصته في المنافسة على حجز مقعد في منطقة الأمان أو يعلن الاستسلام ويودع الدوري ويلحق بالفرق التي هبطت ولا يزال بعضها يبحث ويجتهد من أجل العودة من جديد. وحسب الوقائع الحالية تكثر الاحتمالات وتبدو كل الخيارات مفتوحة وممكنة بشأن البقاء في ظل مؤشرات تقارب المستوى الفني بين جميع الفرق وما يمكن أن يسفر نتيجة الصدامات التي ستحدث في الجولات المقبلة بين الفرق المتصارعة على فاتورة الاستمرارية في المنافسة الكروية المهمة.

برهنت بعض الفرق على قدرتها في تقديم الأفضل وأن تتجاوز تذبذب المستوى وهو ما أثر إيجابا على الدوري ومنحه الكثير من الإيجابيات وأضفى عليه الإثارة وجذب لمدرجاته الجماهير في نقلة نوعية مقارنة بالمواسم الماضية التي كانت المدرجات فيها تبدو شبه خالية من الجماهير.

حرص وإصرار كل الفرق على تحقيق النتائج الإيجابية أشعل المنافسة ومنح الدوري ملامح جيدة جاذبة للمتابعين والمراقبين وجعل التوقعات تبدو الأمر الصعب وشبه المستحيل بشأن الترتيب النهائي الذي سينتهي عليه الدوري.

تتباين فرص الفرق التي تقاتل من أجل البقاء وهناك من تدعمه قوته الفنية وتبدو حظوظه كبيرة جدا في أن يتقدم في الترتيب نحو المقدمة ويتوقع أن يحدث هذا انقلابا في الجدول إلا أن هذا يحتاج لجهد كبير والاستفادة من الأخطاء ومعالجة السلبيات التي تؤثر على النتائج.

هناك العديد من النقاط الفنية التي ربما تشهد معالجات عند الفرق خاصة التي خسرت نقاط بسبب الأخطاء وكانت قريبة من الفوز أو تفادي الخسارة لذلك فإن المباريات المقبلة ستتخذ طابع الإثارة والقتال وربما تفرض نتائج التعادلات نفسها ويستمر التقدم في الترتيب بطيئا وهو ما سيعطل تحديد هوية الشكل النهائي للترتيب.

الركن الفني: تحديات كبيرة في انتظار الأجهزة الفنية -

تباينت المستويات الفنية في الجولة الماضية نتيجة تنوع بصمة المدربين الذين لعب كل منهم وفق متطلبات فريقه والأسلوب الذي يقوده لتحقيق أهدافه المرجوة وهو ما أدى إلى اختلاف واضح في المستويات والذي بات أمرا متكررا في كل الجولات ويؤثر بصورة مباشرة على النتائج لتكون مرهونة لظروف المباراة وحسن الحظ والصدفة أحيانا.

انتهت معظم المباريات بالفوز باستثناء مباراة السلام والنصر التي انتهت بالتعادل وهذا دليل على أن الفرق جميعها تركز على النتائج الإيجابية وتحرص على أن تحصد النقاط في الجولات الأخيرة المتبقية من الدوري.

تدعم ظاهرة كثرة حالات الفوز الإيجابيات ثم تؤسس لمزيد من النجاح فيما تبقى من جولات ختامية وأن تشهد المباريات المتبقية قمة الإثارة وجودة الأداء وأن لا تخلو من المفاجآت في صراع القمة والمؤخرة.

الترقب يحاصر الدوري وينتظر الجديد من المتغيرات الفنية التي يمكن أن تقود لوضعية جديدة ومستجدات في ترتيب الفرق وبالتالي معرفة بعض الحقائق الفنية ومدى قدرة المدربين على التعامل مع أوضاع فرقهم الصعبة وحاجتها للفوز ويكون التحدي كبيرا بالنسبة للفرق التي نجحت في الجولة الماضية وأصبحت قريبة من وضع حد لهاجس الهبوط.

دائرة الضوء: الحسابات الصعبـــة تسـد باب التسـاهل -

تميزت نسخة الموسم الحالي من الدوري في الجولات الأخيرة بتشابه الحسابات بين جميع الفرق والتي تفرض عليها خيار الفوز دون غيره وهو ما يعني أن الموسم الحالي لن يشهد بأي حال من الأحوال مجاملات أو تساهلا من فريق لمصلحة فريق آخر بعد أن باتت النقاط هدفا مشتركا للجميع دون استثناء بمن فيهم السويق الذي على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب.

لعب السويق مباراته الماضية أمام مسقط بقوة ونجح في العودة بعد أن كان متأخرا بهدف في الوقت الذي كان يمثل الفوز فيه قمة طموح منافسه ويحتاج له بشدة حتى يحسّن من وضعيته في المنافسة.

الثابت أن جميع الفرق ستلعب بجدية وستقاتل من أجل النتائج الإيجابية ولن تفرط في أي فرصة تقودها للحصول على الثلاثة بسبب الحسابات المتقاربة وتركيز كل فريق على وضعيته ونفسه وكيفية تفادي مأزق الهبوط.

بداية من الجولة المقبلة بعد غد ستكون المواجهات صعبة خاصة تلك التي تجمع فرقا متقاربة في النقاط وكل الاحتمالات تبدو مفتوحة بشأن التغييرات في المركز الأخير نتيجة تقارب النقاط وأي فوز يمكن أن يمنح صاحبه دفعة ويجعله قريبا من المراكز المتقدمة.

تشترك كل الفرق في شعار عدم التفريط أو التهاون في المواجهات المقبلة المتبقية من الدوري وهو ما يرشح إمكانية استمرار المنافسة على البقاء حتى الجولة الأخيرة.

بورصة الأهداف: المقبالي يقترب من اللقـب بفـــارق 6 عــن الغســـاني -

تراجعت نسبة تسجيل الفرق للأهداف باستثناء مباراتي السويق ومسقط والعروبة والمضيبي التي شهدت أربعة أهداف في كل منهما وذلك لظروفها التي تختلف عن المباريات الأخرى خاصة فريق السويق الذي لعب بقوة وسعى لحسم النتيجة رغم قوة أداء منافسه مسقط.

وسجل فريق العروبة ثلاثية في مرمى المضيبي في عودة قوية للفريق الأخضر بعد أن غابت خطورته الهجومية في الجولات الماضية.

ويعتبر هدف نادي عمان الوحيد في مرمى فنجاء هو الأغلى في مسيرة الفريق في الجولات الدور الثاني حيث منح الفريق ثلاث نقاط غالية منحته أمل البقاء.

واصل مهاجم فريق السويق ونجم المنتخب الوطني عبدالعزيز المقبالي تمسكه بقمة الهدافين برصيد 17 هدفا في حين توقف مهاجم صحم محمد الغساني عن الملاحقة والمطاردة متجمدا رصيده في الـ11 هدفا بعد أن كان متصدرًا للترتيب في الدور الأول وبدايات الثاني.

تقدم المقبالي بهذه النسبة من الأهداف يرشحه إلى أن يتوج مع فريقه بلقبي الدوري والهداف وهو ما يمثل دفعة معنوية طيبة للاعب الذي ظل يسعى لهذا اللقب في المواسم الماضية من دون أن ينجح في إدراكه عندما كان لاعبا في فنجاء.

شروق -

  • حصد فريق السويق ثمار مستوياته الفنية الجيدة وحافظ على تصاعد الأداء لينجح في التقدم بقوة مدافعا عن الصدارة وفرصته الكبيرة في تحقيق اللقب وهو ما يمنحه الدوافع والحوافز لحسم الأمر بعد أن بات بحاجة لنقطتين فقط حتى يسترد وضعيته كفريق بطل.

    السويق برهن على قدرته للعودة ونفض غبار المواسم الماضية ويحاول تأكيد أن البطل لا يغيب كثيرا وأنه لا يزال قويا ويلعب بجدية بعد أن عانى في بداية الدور الثاني من التذبذب.

    فرصة السويق في التتويج منطقيا حسمت ولكنه في انتظار التأكيد وهو ما يضاعف حرص اللاعبين على تقديم الأفضل والاحتفال في الجولة المقبلة بالبطولة في حال الفوز.

    استفاد السويق بشكل كبير من عودة مدربه العراقي حكيم شاكر الذي نجح في استعادة ضبط الفريق وإعادة الروح له بعد أن كادت تنهار في آخر أيام المدرب الروماني بلاتشي.

  • واصل فريق ظفار انتصاراته العريضة والقوية محافظا على صحوته التي جاءت متأخرة ونجح في تجاوز العقبات الصعبة في مشواره بعد أن حقق فوزا ثمينا على النهضة بهدف وحيد عزز من إمكانية أن يمضي الفريق بثقة ومعنويات عالية ليقدم المستويات الفنية الجيدة ويحصد المزيد من النقاط ليتقدم في الترتيب ويتجاوز خطر الهبوط الذي شكل صداعا لجماهير النادي التي لا تعرف أسبابا منطقية لتراجع فريقها بطل الموسم الماضي.

    تجاوز ظفار مرحلة عدم التوازن من خلال تحقيقه للفوز في جولتين على التوالي ليبرهن بأنه قادر على التعامل مع تهديد الهبوط وتفادي عيون الاستغراب والدهشة بأن البطل لا ينجح في ضمان مقعد له بالدوري.

    سيكون ظفار أمام اختبار صعب في الجولة المقبلة لمعرفة قدرته على الدفاع عن صحوته والاستمرار في حصد النقاط حتى يتقدم للأمام ويقترب من منطقة عبور الخطر وهو ما سيكون عملا جيدا في ظل المعاناة التي تعرض لها الفريق في هذا الموسم.

  • قدمت جماهير السلام نموذجا جيدا وهي تشجع فريقها وتسانده بقوة وبحضور كبير وتواجد خلف الفريق باستمرار في مباريات الدور الثاني وساهمت في الانتفاضة التي يشهدها النادي عبر نتائجه الإيجابية.

    جماهير السلام لم تقصر تجاه فريقها ولعبت دورا مهما في دعمه وتقدمه وسيكون لها الباع الطويل في تحطيم الفريق لقاعدة الصاعد هابط إذا سارت الأمور وفق المؤشرات الحالية التي تمنح فريق حق الاستمرارية في بطولة الدوري للموسم المقبل.

  • استعاد صحار توازنه وعاد لتحقيق النتائج الإيجابية ونجح في كسب مباراة الديربي في مواجهة صحم ليتقدم خطوة للأمام بعد أن توقف عن الزحف للمقدمة بسبب بعض النتائج التي جعلته يفقد النقاط ويمثل هذا الفوز نفض لغبار الجولات الماضية وعودة للفريق الأخضر لحصد النقاط بعد أن كان قد بدأ الموسم بقوة وكان ضمن المتقدمة في المراكز ولكن مع مرور الأيام بدأ هذا الأمر غير مؤكد نتيجة تذبذب مستوى الفريق الفني.
  • الفوز على صحم منح صحار معنويات جيدة ودوافع قوية لمواصلة مشوار الانتصارات وزيادة الرصيد حتى يضمن أحد المراكز المتقدمة ويعوض بعض أحلامه التي كانت تحاصر لقب الكأس ودخول التاريخ.

غروب -

  • لم ينجح فنجاء في المحافظة على موقعه المتقدم في جدول الترتيب وعاد من جديد لنزيف النقاط ولم تستمر الصحوة التي بدأت في الفترة الأخيرة وكشفت عن نوايا واضحة للفرقة الصفراء لبلوغ المنطقة الدافئة التي تتناسب وتاريخه ومكانته في خارطة الكرة العمانية باعتباره أحد الفرق الكبيرة ومن ضمن أبطال المواسم الأخيرة.

    تأثر فنجاء في مواجهته الأخيرة بعدم قدرة فريقه على استغلال الفرص ثم الوصول إلى شباك نادي عمان الذي عرف كيف يتعامل مع طموحات وحماس منافسه ونجح في التغلب عليه بهدف قاتل ليتراجع فنجاء إلى أن يكون ضمن المقاعد الثلاثة الأخيرة.

  • وضع صحم نفسه في موقف صعب بعد خسارته أمام صحار ليتجمد رصيده عند 22 نقطة محتلا المركز الأخير ليدخل في منطقة الحسابات الصعبة بعد أن كانت فرص الفريق جيدة في الابتعاد بشكل كبير عن المنطقة الخطرة وحجز مقعد مع الفرق التي تلعب بعيدا عن الضغوط.

    فريق صحم الذي تميز بالأداء القوي والجاد في المواسم الماضية لكنه تعرض لمشكلة تذبذب الأداء وهو ما جعله تائها في الموسم الحالي ويخسر الكثير النقاط التي كانت في متناول يده وأقرب له من منافسيه الذين حصلوا عليها سواء بإدراك التعادل أو ترجيح الكفة.

  • يتشارك أكثر من فريق في ضعف الأداء والتعامل مع طموحات البقاء وهناك من يبدأ استسلامه لمصيره نتيجة وضعيته الفنية المتواضعة والتي ترشحه إلى أن يخسر مبارياته المقبلة ويعجز عن التحرك خطوة نحو المقدمة.

    لم تنجح محاولات ضخ دماء جديدة في معظم الفرق مع بداية الدور الثاني وتكررت مشكلة إقالة الأجهزة الفنية بصورة مزعجة أدت إلى غياب الاستقرار الفني وتحول أكثر من فريق إلى حقل تجارب للمدربين.

    دفع أكثر من فريق فاتورة تذبذب المستوى الفني غالية وخسر العديد من النقاط التي كان يمكن أن يحصدها ويبدو أن الشعور العام بعدم الأمان تسبب في ضغوط كبيرة أثرت على الأداء وجعلت الكل في حالة من التوتر والشد.

  • خسر فريق المضيبي مباراة مهمة أمام العروبة كانت تشكل مقياسا لجدية الفريق وقدرته على تجاوز نظرية الصاعد هابط والتقدم بقوة للاقتراب من الرصيد الذي يفتح أمامه الفرص واسعة للبقاء رغم قوة المنافسة وتشابه الظروف بينه وعدد كبير من الفرق الباحثة عن تفادي مخاطر النزول لدوري الدرجة الأولى.

    لم تظهر أي فوائد فنية واضحة على الفريق الذي حافظ على لاعبيه في فترة توقف الدوري وتهيأت له فرص القيام بتحضيرات فنية جيدة ومراجعة للأداء ثم معالجة السلبيات والأخطاء والعودة أكثر تنظيميا وقوة وقدرة على تحقيق النتائج الإيجابية.

    وسبق لمدرب الفريق أنور الحبسي أن اشتكى من تكرار فترات التوقف والتي اعتبرها أضرت بفريقه ولم توفر ظروفا مثالية للإعداد وتجهيز اللاعبين وقللت كثيرا من قوة فريقه وأضعفت الدوري بصورة عامة.