1334798
1334798
العرب والعالم

ميركل: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي يقوّض الثقة بالنظام الدولي

11 مايو 2018
11 مايو 2018

ظريف في جولة دبلوماسية «حساسة» بعدد من العواصم -

عواصم - سجاد أميري(أ ف ب - د ب أ):-

اعتبرت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بأنه يقوّض الثقة بالنظام الدولي، مشيرة إلى أنه من الخطأ بمكان الانسحاب من قرار أجمع عليه العالم.

وقالت ميركل: «أعتقد أنه من الخطأ إلغاء الاتفاق الذي تم تنسيقه والموافقة عليه بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، كل ذلك يضعف الثقة في النظام الدولي».

في ذات السياق اعتبر وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان» عقوبات واشنطن على الشركات الأجنبية في إيران «قيودا مرفوضة»، مشدد على ضرورة تفاوض الأوروبيين مع واشنطن لتفادي آثار هذه العقوبات.

وأكد الوزير الفرنسي في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة «لوباريزيان» إنه يجب على الأوروبيين صياغة الإجراءات الضرورية لحماية مصالح شركاتهم، وبدء المفاوضات مع واشنطن حول ذلك».

من جهتها طالبت إيران سائر أطراف الاتفاق النووي بتنفیذ تعهداتها دون قید أو شرط.

وقالت الحكومة الإيرانية في بيان إن مضمون الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض بأي شكل من الأشكال، معتبرة انسحاب أمريكا من الاتفاق بأنه يعرض النظام الحقوقي الدولي إلى الخطر.

ولفت البيان إلى أن إيران ستواصل مباحثاتها مع الأطراف الأخرى في الاتفاق «روسيا والصين والترويكا الأوروبية» وفي حال عدم ضمان مصالحها على أساس الاتفاق ستتخذ إجراءات قانونية ردا على انسحاب أمريكا من الاتفاق.

في سياق متصل خرجت مسيرات حاشدة في مختلف أنحاء إيران منددة بقرار الرئيس الأمريكي القاضي بالانسحاب من الاتفاق النووي. في غضون ذلك يبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم جولة دبلوماسية حساسة في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي بعد المخاوف الدولية التي أثارها التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل على الساحة السورية.

وسيزور ظريف على التوالي بكين وموسكو وبروكسل مقر الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات حول الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي تحاول الدول الأخرى الموقعة عليه -بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا- الحفاظ عليه.

ويرى محللون ان إيران تبدو مصممة على عدم الانجرار الى نزاع مفتوح مع إسرائيل، عدوتها اللدود التي رحبت بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران.

وأوضح المتحدث باسم وزير الخارجية الإيراني ان ظريف الذي رافقه مسؤولون اقتصاديون إيرانيون «غادر طهران مساء أمس متوجها الى بكين قبل ان ينتقل الى موسكو ومن ثم الى بروكسل». وأضاف «في مطلع الأسبوع، سيعقد لقاء في بروكسل مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني وفيديريكا موغيريني» وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي. من جهته ناشد وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن الأوروبيين التحلي باستقلال أكبر.

وقال أسلبورن أمس في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف): «من واجبنا المؤكد أن نبذل كافة الجهود من أجل 500 مليون أوروبي حتى لا ينهار هذا الاتفاق».

وذكر أسلبورن أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية أمر يخصها، مضيفا أن الاتفاقية نفسها لا تزال سارية. وفي إشارة إلى خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأول خلال تسلمه جائزة شارلمان الألمانية المرموقة في مدينة آخن الألمانية، قال أسلبرون: «ماكرون تحدث أمس الأول (الخميس) عن سيادة أوروبية. لسنا بحاجة إلى وصي».

وذكر أسلبورن أنه لا ينبغي قبول أن يملي الرئيس الأمريكي ببساطة على الاتحاد الأوروبي ما ينبغي أن يفعله، وقال: «يتعين علينا في أوروبا أن نقبل أنه (الرئيس الأمريكي) لم يعد يضع أوروبا تحت حمايته ومظلته، لكنه لأمر في غاية التهور أن يضعنا في مواجهة مخاطر جديدة كانت محظورة من قبل. يتعين علينا نحن الأوروبيين التكاتف - ليس ضد أمريكا، بل ضد موقف الرئيس الأمريكي».