1334157
1334157
العرب والعالم

غارات إسرائيلية على أهداف عسكرية في سوريا وصواريخ على الجولان المحتل

10 مايو 2018
10 مايو 2018

دعوات دولية «لضبط النفس».. وتل أبيب «لا ترغب في التصعيد» -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تصاعدت حدة التوتر فجأة بين إيران وإسرائيل في سوريا امس الأول، حيث أعلنت إسرائيل أنها قصفت عشرات الأهداف الإيرانية ، بينما تعرضت القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل الى قصف صاروخي من سوريا.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية على عدة مناطق في سوريا عن مقتل 23 مقاتلا على الأقل بينهم خمسة من قوات الحكومة السورية و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس.

وقال المرصد «قتل لا يقل من 23 مقاتلين بينهم خمسة من قوات الحكومة أحدهم ضابط و 18 آخرين ما بين سوريين وغير سوريين في الغارات الاسرائيلية بعد منتصف الليل في عدة مناطق في سوريا».

ولا شيء يدل عما اذا كان هذا التطور يشكل بداية لتصعيد تسري مخاوف بشأنه على خلفية تأجيج التوتر القائم بين الولايات المتحدة وايران بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية.

وأكدت إسرائيل امس أنها لا ترغب بالتصعيد. وأدان البيت الأبيض في بيان «الهجمات الاستفزازية بالصواريخ من سوريا ضد رعايا إسرائيليين، وندعم بقوة حق اسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها».

ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون البلدين الى «نزع فتيل التصعيد»، ودعتهما لندن الى تجنب اي «تصعيد إضافي».

اما روسيا فدعت اسرائيل وايران الى «ضبط النفس» وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف «لقد اجرينا اتصالات مع الجانبين وندعوهما الى ضبط النفس».

بينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام» بعد الضربات الإسرائيلية داعية كل الأطراف الى «ضبط النفس».

وأطلقت عشرات الصواريخ ليلاً من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل من قبل إسرائيل في هضبة الجولان، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح امس من دون أن يحدد ما اذا كان مقاتلون ايرانيون وراءها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي ان الصواريخ لم توقع ضحايا وان الدفاعات الجوية اعترضت أربعة منها بينما سقطت الصواريخ الأخرى خارج المواقع الإسرائيلية.

وأكدت قناة الميادين، أن الرزمة الأولى من الصواريخ التي استهدفت المواقع الإسرائيلية شملت أكثر من 50 صاروخاً، وكل مجمع من المجمعات المستهدفة يضم عدة مراكز عسكرية إسرائيلية أساسية.

أما الأهداف والمراكز فهي: مركز عسكري رئيسي للاستطلاع الفني والإلكتروني، مقر سرية حدودية من وحدة الجمع الصوري 9900، مركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الإلكتروني، مركز عسكري رئيسي للتنصت على الشبكات السلكية واللاسلكية بالسلسلة الغربية، محطات اتصالات لأنظمة التواصل والإرسال، مرصد لوحدة أسلحة دقيقة موجهة أثناء عمليات برية، مهبط مروحيات عسكرية، مقر القيادة العسكرية الإقليمية للواء 810، مقر قيادة قطاع كتائب عسكرية في حرمون، المقر الشتوي للوحدة الثلجية الخاصة «البنستيم».

وبدورها أكدت مصادر ميدانية سورية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت نحو 70% من الصواريخ الإسرائيلية.

المصادر أضافت أن الدفاعات الجوية السورية أصابت 3 طائرات إسرائيلية حاولت اختراق الأجواء السورية.

وأفادت المصادر بأن انفجارات قوية دوت نتيجة إسقاط الدفاعات الجوية السورية صواريخ إسرائيلية في محيط الكسوة بريف دمشق، وفي ريف حمص وتل القبع وتل الأحمر وقرص النفل بالقنيطرة، فيما أحبط الجيش السوري محاولة مجموعات مسلحة مهاجمة مدينة البعث مستفيدة من الغارات الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل اتهمت إيران ببدء التصعيد عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة، وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرلمان في مؤتمر أمني امس «ضربنا كل البنى التحتية الايرانية تقريبا في سوريا... عليهم ان يتذكروا المثل القائل: اذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم».

واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري، «كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة» من دون تحديد موقعها.

بينما قالت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الاسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سوريا، موضحة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ.

وقالت الوزارة ان هذه الضربات جرت في 10 مايو بين الساعة 1:45 و3:45 بالتوقيت المحلي «بذريعة ‹الرد› على إطلاق نار استهدف مواقع إسرائيلية في الجولان» واستهدفت «مواقع للقوات الإيرانية ومواقع على صلة بمنظومة الدفاع الجوي السوري في منطقة دمشق وفي جنوب سوريا».

وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق لوكالة فرانس برس أن «بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير» في القلمون الشرقي قرب دمشق.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة ايرانية وتابعة لحزب الله اللبناني في جنوب سوريا ووسطها وفي محيط دمشق.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها ايرانيون.

ويأتي التصعيد الجديد غداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للحكومة نصفهم ايرانيون في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابعاً «للحرس الثوري الايراني» في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي، وفق ما افاد المرصد السوري.

ولا تزال سوريا واسرائيل رسمياً في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا بالمجمل طوال عقود حتى اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011.

ويتزامن التصعيد غير المسبوق بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 مايو انسحابه من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى عام 2015، وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وكانت إسرائيل أول الداعمين للقرار الذي وصفته بـ(الشجاع)، وأثار في المقابل قلق المجتمع الدولي ولاسيما الدول الموقعة وهي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة الى ألمانيا.