1333152
1333152
العرب والعالم

تنديد دولي واسع وتحركات أوروبية وصينية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني

09 مايو 2018
09 مايو 2018

خامنئي: سننسحب إذا لم نحصل على ضمانات «كافية» -

طهران - عمان - سجاد أميري - (ا ف ب):-

سارعت القوى الأوروبية والصين امس لإنقاذ الاتفاق الذي يقيد برنامج إيران النووي بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب واشنطن منه وإعادة فرض العقوبات على طهران، وسط تنديد دولي واسع.

وينذر قرار ترامب بتقويض الجهود الدبلوماسية وإضافة عامل جديد لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط ويهدد الشركات الأجنبية التي لديها استثمارات في إيران بمليارات الدولارات.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من أن «خطر وقوع مواجهة حقيقية»، مضيفا: إن أوروبا ستتحرك «لتجنب تفجر(نزاع) ينذر بحدوثه في حال ... عدم اتخاذ إجراءات».

وردت إيران بغضب على قرار ترامب وأحرق نواب علما أمريكيا من ورق على منصة مجلس الشورى.

وتعهدت الدول الأوروبية والعملاق التجاري الصيني العمل على إنقاذ الاتفاق وحماية الشركات التي تعمل في إيران. وقال جون بولتون مستشار ترامب في وقت سابق إن الشركات الأوروبية التي لديها مصالح في إيران أمامها الآن مهلة ستة اشهر لإنهاء استثماراتها أو مواجهة عقوبات أمريكية.

وستقوم الحكومات الأوروبية «ببذل كل جهد لحماية مصالح» شركاتها العاملة في إيران، بحسب مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه.

وشنّ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي هجوما حادا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقراره ترك الاتفاق النووي، وقال إن إبقاء الصفقة يتطلب تقديم الأوروبيين ضمانات كافية لطهران.

وشدد خامنئي، في كلمة له أمام حشد من المعلمين بمناسبة يوم المعلم الوطني، على أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي تضمن أكثر من عشرة أكاذيب، وأشار المرشد الأعلى إلى أن على ترامب أن يدرك أن قراره كان خطأ كبيرا، مضيفا أن قبول طهران بالاتفاق النووي لم يضع حدا لعداء الولايات المتحدة لها.

وقال خامنئي: إن الخلافات بين إيران والولايات المتحدة ليست مرتبطة في الواقع بالطاقة النووية، مضيفا: أن هذه هي مجرد ذريعة تلجأ إليها واشنطن .

ولاحظ المرشد الأعلى أن إبقاء الصفقة النووية لا يبدو منطقيا دون حصول إيران على ضمانات كافية من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مقرا بأن طهران لا تثق بالدول الأوروبية الثلاث بشأن الاتفاق النووي مثلما لم تثق سابقا بالولايات المتحدة . وأعرب خامنئي عن إصرار إيران على تطوير برنامجها النووي السلمي، مشيرا إلى أن بلاده ستحتاج بعد عدة أعوام، حسب دراسات الخبراء، إلى 20 ألف ميجاواط من الطاقة الكهر وذرية.

من جانبه أكد وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف ردا على إعلان الرئیس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي، أنه سیقوم بجهود دبلوماسیة للتأكد من ضمان مصالح إیران عبر الاتفاق النووي.

وأكد ظریف في تغریدة نشرها عبر حسابه بتویتر، «رداً على الانتهاكات المستمرة للولایات المتحدة والانسحاب غیر القانوني من الاتفاق النووي سوف أقوم، بناء على إیعاز الرئیس حسن روحانی، بجهود دبلوماسیة لدراسة ما إذا كان بقاؤنا فی خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) قد یضمن المصالح الكاملة لإیران.. النتیجة ستحدد ردنا».

وفي الصين شدد المتحدث باسم الخارجية غينغ شوانغ ان بكين وهي من بين الدول الموقعة على الاتفاق في 2015 ستواصل «المبادلات الاقتصادية والتجارية بصورة طبيعية» مع إيران رغم قرار ترامب، وقال غينغ إن بكين «ستواصل الحوار والتفاوض مع كل الاطراف».

واستهزأ ترامب بأكثر من عشر سنوات ونصف من الجهود الدبلوماسية التي بذلتها بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا والإدارة الأمريكية السابقة، ودعا إلى «اتفاق جديد ودائم» في حين وصف اتفاق 2015 بأنه «مخجل» للولايات المتحدة وبأنه لم يفعل شيئا لاحتواء طموحات إيران النووية.

وردا على القرار الأمريكي يلتقي وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا مسؤولين إيرانيين الاثنين المقبل «لدراسة الوضع». وأجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني حسن روحاني امس، مطالبا طهران بالبقاء في الاتفاق.

وشكل القرار خيبة أمل كبيرة لأوروبا التي ناشد قادتها الرئيس الأمريكي إعادة النظر في الأمر. وفي بيان مشترك، قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي ماكرون أنهم تبلغوا قرار ترامب «بأسف وقلق». لكن بولتون أكد أن التعاون مع أوروبا بشأن إيران لم ينته. ودعا وزير الخارجية البريطاني الولايات المتحدة إلى عدم إعاقة الآخرين عن تطبيق الاتفاق النووي مع إيران الذي وصفه بانه «حيوي» لأمن بلاده. وقال جونسون امام البرلمان البريطاني «أحث الولايات المتحدة على تجنب أي عمل يمكن أن يمنع الأطراف الأخرى عن مواصلة المضي في تطبيق الاتفاق بما فيه مصلحة أمننا الجماعي».

هذا وصرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بأن إيران تنفذ كل التزاماتها بشأن الاتفاق النووي .

وجاء في بيان صدر عن أمانو «أما فيما يتعلق بالوقت الراهن، فيمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية التأكيد أن إيران تنفذ التزاماتها الخاصة ببرنامجها النووي».

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن واشنطن «هي الخاسرة» من الانسحاب. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد على «دعمه الكامل» لقرار ترامب «الشجاع».