عمان اليوم

إكمال المسار التعليمي للدفعة الثالثة في البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين

09 مايو 2018
09 مايو 2018

بهدف تعزيز القدرات التنافسية والتنظيمية للسلطنة -

مشاريع وفرص أعمال حقيقية للمشاركين في عدة مجالات تنموية -

كتب ـ محمد الصبحي -

أكمل المشاركون من الدفعة الثالثة للبرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين الوحدة السادسة بالمسار التعليمي المتعدد الأبعاد الذي تم تطويره ليزود المشاركين في البرنامج بالمعرفة المتكاملة والرؤى العالمية اللازمة لتحفيز مسيرة التحول والنمو في الأداء عبر القطاعات المختلفة وزيادة القدرة التنافسية للسلطنة.

وقال الدكتور خميس بن سعود التوبي مدير عام المديرية العامة للتطوير الإداري القائم بأعمال مدير عام معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني: «إن الالتزام الذي تعاملت به هذه الدفعة من المشاركين في كل وحدة من وحدات البرنامج في عمان، وسويسرا، وأستونيا، لهو مثال يحتذى به وظهر جليا في عروض مشاريع المشاركين النهائية»، معربا عن تطلعه لتفعيل هؤلاء المشاركين لطاقاتهم وقدراتهم في مجال القيادة حيث إن بصمتهم وتأثيرهم سيمتد لأبعد من نطاق مؤسساتهم وسيسهم في تقديم قيمة تنموية متواصلة للسلطنة.

وقال محمد بن حمد الهاشمي أحد المشاركين: إن البرنامج يثمل نقطة تحول في صياغة البرامج التدريبية العملية التي تتطرق للمهارات القيادية بما يتفق والتحول المعرفي والتكنولوجي وبما يتناسب مع التوجهات الاقتصادية للسلطنة، حيث إن البرنامج علامة فارقة في نوعية التدريب كونه صمم خصيصا لعصر ثورة المعلومات والتقدم التقني والطرق المثالية لقيادة المؤسسات برؤية عصرية متكاملة وبما يتفق مع خطط التنمية الاقتصادية في السلطنة.

الخبرات والمهارات

وأضاف الهاشمي إن البرنامج أضاف له الكثير من الخبرات والمهارات سواء من خلال الزيارات ومشاهدة التجارب العملية في سويسرا وإستونيا أو من خلال المحتوى التعليمي، مشيرا الى أن هناك العديد من النماذج العملية القابلة للتطبيق والتي تتطلب قدرات قيادية تم تطويرها بشكل مكثف من خلال البرنامج. وأضاف إن الفريق عمل على مشروع إعادة هيكلة قطاع المياه، والبحث عن بعض الحلول الملائمة لتطوير كفاءة القطاع ومواجهة التحديات المالية والفنية التي تواجه الهيئة العامة للكهرباء والمياه، وقدم فريق العمل تصورا حول عملية تفعيل دور القطاع الخاص في قطاع المياه وإنشاء شركة معنية بشبكة التوزيع وتطويرها وتوسعتها من خلال تضمين التكنولوجيا كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي بما يحول القطاع الى قطاع اقتصادي واستثماري مستدام للصناديق الاستثمارية والمصارف العاملة في قطاع البنية التحتية ويخفف العبء المالي على الحكومة، ويعزز كفاءة تغطية شبكة المياه.

المهارات المتقدمة

من جهته قال علي بن خيت حسان كشوب «إن رحلة البرنامج الوطني للرؤساء مثرية ومفيدة جدا من كل النواحي الوظيفية منها والشخصية، حيث إنها وظيفيا تعتبر المهارات المتقدمة في القيادة والإدارة من المميزات التي أضافها هذا البرنامج لي شخصيا. كما لا أنسى أن شبكة المعارف التي كونتها خلال مدة البرنامج داخل وخارج السلطنة تعتبر بمثابة كنز حقيقي، وقدمنا في الأسبوع الختامي مشروع يطرح لأول مرة ضمن سياق البرنامج هذه السنة وهو مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تم التركيز في المشروع على قطاع التعليم وكيف يمكن تطبيق هذا النوع من الشراكات فيه من منظور شامل واستراتيجي».

من جهتها قالت جميلة بنت سلطان الجابرية: «اكتسبت رؤى واسعة حول وظائف العمل المتعددة التي منحتني الثقة لقيادة المنظمة بنجاح، وكانت عملية التعلم شاملة للغاية حيث إنها تضمنت الكثير من المنهجيات الفكرية والتجريبية، وأتاحت لي فرصة كبيرة للتواصل مع مجموعة كبيرة من القيادات الذين تعلمت منهم الكثير». وأضافت «عملت في مشروع للأغذية والزراعة تناول قضية الأمن الغذائي في البلاد واقترحنا منصة رقمية للسلع الغذائية الرقمية التي ستساعد شركات الإنتاج الغذائي على توفير ما يقرب من 40 مليون ريال عماني من فاتورة الاستيراد في السنة الأولى وتوفير أكبر في السنوات القادمة».

بناء وتنمية القدرات العملية

وقالت أصيلة بنت سالم الصمصامية إن «البرنامج يعتبر من البرامج المتميزة في بناء وتنمية القدرات العملية في إدارة دفة التقدم والنجاح وبناء الاقتصاد المتنوع لهذا البلد المعطاء، واستفدنا ولمسنا الكثير من التطوير في الجانب الفني والمهني والمهاري والقدرة على الإبداع في فنون القيادة، كما أتاح لنا هذا البرنامج التعمق بالمؤسسات والقطاعات المختلفة بالسلطنة والتحديات التي تواجهها، وبالإضافة الى بناء شبكات تواصل مثمرة وبناءة وإمكانية إدارة بعض التحديات وتقديم بعض الحلول البناءة والتي لها علاقة مباشرة بالرؤية الوطنية الاستراتيجية».

ويعتبر البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين إحدى مبادرات فريق العمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص «شراكة» الذي يشرف على تنفيذه معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني، وصُمم بعناية كبيرة حيث يقوم على تنفيذه مجموعة من الخبراء الذين يتقلدون مناصب عالية بالمعهد الدولي لتطوير الإدارة (IMD) في لوزان بسويسرا.

وجاءت الوحدة السادسة من البرنامج تحت عنوان «التنافس من أجل المستقبل»، واتسمت بطبيعتها التفاعلية بقدرات المشاركين الاستراتيجية والتنفيذية، وذلك من خلال تناول العديد من الموضوعات ذات الصلة والتي شملت الحوكمة واتخاذ القرارات والديناميكيات التنافسية وأدوات وتقنيات التنفيذ العملي. وتضمنت الوحدة أيضا عرضا لمشروعات التطبيق العملي، والتي قام بها المشاركون أمام مجموعة من كبار القادة في القطاعين الحكومي والخاص. وتُعد هذه المشاريع جزءا لا يتجزأ من مكونات البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين، واستندت على فرص أعمال حقيقية في عدة مجالات كالتعدين، والبنية الأساسية، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والزراعة، كما هدفت إلى تحقيق قيمة مستدامة بالتوافق مع الأجندة الوطنية للسلطنة.

الجدير بالذكر أن حفل تخريج الدفعة الثالثة من البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين سيقام يوم الأحد المقبل بنادي الواحات بمسقط، لينضم هؤلاء الخريجون كأعضاء في منتدى عمان للأعمال الذي يضم نخبة من القادة العمانيين يهدفون لإثراء وتنمية التعاون بين القطاعين العام والخاص وتشجيع المشاركة في الأفكار والمعرفة وأفضل الممارسات بين القطاعين.