oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عمان تقوم بدورها تحت كل الظروف

09 مايو 2018
09 مايو 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأنه من المعروف على نطاق واسع ، خليجيا وعربيا ودوليا ، وعلى امتداد العقود والسنوات الماضية أن السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - باعتبارها « دولة سلام » ، تؤمن بأهمية وضرورة العمل بكل السبل الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لدول هذه المنطقة الحيوية من العالم ، خليجيا وعربيا ، وذلك عبر الحوار الإيجابي والطرق السلمية ، ومن خلال الالتزام بمبادئ القانون والشرعية الدولية ، وفي مقدمتها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، وعدم اللجوء الى القوة أو التهديد باستخدامها تحت أية ظروف، إلا في حالة الدفاع الشرعي عن النفس وفق ميثاق الأمم المتحدة، فإنها - أي السلطنة - حرصت دوما على القيام بكل ما في وسعها وتحت كل الظروف من أجل تحقيق مزيد من السلام والأمن والاستقرار وتجنيب دول المنطقة وشعوبها أي مواجهات أو حروب تؤثر بالضرورة على حاضرها ومستقبلها .

وفي هذا الإطار فإن السلطنة، وبتوجيه من جلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - لم تتردد في القيام بما يمكنها للتقريب بين المواقف ، ولتحقيق فهم صحيح ومتبادل لمواقف الأطراف المختلفة ، وبالتهيئة لإقامة جسور التواصل فيما بينها ، وتهيئة الفرصة لاستعادة الثقة المتبادلة، طالما أعربت الأطراف المعنية عن رغبتها في ذلك وطلبت من السلطنة بذل جهودها ، وقد حدث ذلك مرات عديدة وأكثر من أن تحصى بين أشقاء وأصدقاء على امتداد المنطقة ومن حولها وباتساع العالم أحيانا، ولأن السلطنة تقوم بدورها بتجرد وإيمان بأهمية وضرورة السلام وتعزيزه في هذه المنطقة، ولأنها لم تسع أبدا لاستثمار جهودها الخيرة ومساعيها الحميدة لخدمة مصلحة ذاتية لها ، أو تجييرها لخدمة علاقتها مع طرف أو أطراف على حساب أطراف أخرى فإنها تمكنت، ومنذ سنوات طويلة من كسب ثقة وتقدير كل الأطراف، عربية وإقليمية ودولية ، للدور والمساعي التي تقوم بها ، وبتوجيه من جلالة القائد المفدى ، خاصة وأنها حتى لم تنزع الى الحديث أو إلى الاستثمار الإعلامي لتلك الجهود تحت أية ظروف ، لأن ما يعنيها في المقام الأول هو سلام واستقرار وازدهار شعوب المنطقة ودولها وحل خلافاتها بالطرق السلمية . خاصة وأنها تدرك أن مساعيها الخيرة بين الأطراف المعنية، لا علاقة لها بما قد تراه، أو تتخذه تلك الأطراف أو بعضها من مواقف حسبما تمليه عليها مصالحها في ظروف أو أخرى .

وفي هذا الإطار فإنه في الوقت الذي قامت فيه السلطنة بدور مهم ومعروف في التهيئة للاتفاق النووي ، واحتضان لقاءات تمهيدية أمريكية إيرانية، وجولات مفاوضات بشأنه في مسقط بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين مجموعة الدول الست الكبرى ( 5 +1 ) حتى تم التوقيع عليه في عام 2015، وأقره مجلس الأمن الدولي أيضا ، وهو ما تنفس العالم بعده الصعداء في ذلك الوقت لانتهاء احتمال حدوث صدام مسلح ، فإن السلطنة وكما أشارت وزارة الخارجية في بيانها أمس إلى أنها تتابع التطورات المتصلة بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي، وسوف تستمر في متابعة هذه التطورات وبذل الجهود الممكنة والمتاحة للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وفي حين أنها تقدر موقف الدول الخمس الأخرى ، الموقعة على الاتفاق النووي والتي أعلنت التمسك به ، فإنها تعتقد أن كلا من الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية معنيتان بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة خاصة أن خيار المواجهة ليس في مصلحة أي طرف.