1331689
1331689
العرب والعالم

الرئيسان الصيني والكوري الشمالي يبحثان تحسين العلاقات بين بلديهما

08 مايو 2018
08 مايو 2018

بعد تأييد بكين لعقوبات دولية على بيونج يانج -

بكين - (أ ف ب) - التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس الزعيم الكوري الشمالي في شمال شرق الصين خلال زيارة مفاجئة لكيم جونج اون قبل قمته المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وعقب الإعلان عن اللقاء كتب ترامب على تويتر انه سيتحدث مع «الصديق» شي حول كوريا الشمالية في وقت لاحق.

وعرض تلفزيون «سي سي تي في» الصيني الرسمي صورا لشي وكيم يسيران بمحاذاة البحر في مدينة داليان شمال شرق البلاد ويجريان محادثات، فيما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية ان الزعيمين التقيا خلال اليومين الماضيين.

وهذه ثاني زيارة يقوم بها كيم الى الصين منذ مارس ما يبرز الجهود التي يقوم بها البلدان الحليفان لإصلاح العلاقات بينهما والتي فترت بعد ان ايدت بكين فرض عقوبات دولية على بيونج يانج بسبب نشاطاتها النووية.

وتسعى بكين الى عدم تهميشها عقب اللقاء التاريخي بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان والقمة المرتقبة مع ترامب في يونيو المقبل. الا ان زيارة كيم الى الصين لمرة ثانية خلال فترة قصيرة تظهر أن بكين لا تزال تلعب دورا رئيسيا في التغير الدبلوماسي.

ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن شي قوله «بعد اللقاء الاول بيني وبين رفيقي كيم، حققت العلاقات بين الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والوضع في شبه الجزيرة الكورية تقدما ايجابيا.وأشعر بالسرور لذلك».

وذكرت وكالة كوريا الشمالية الرسمية للأنباء ان شي وكيم «تبادلا التحيات الودية ولم يستطيعا اخفاء سرورهما باللقاء مرة اخرى».

وأضافت ان «الزعيم المحترم كيم اعرب كذلك عن سروره بانتعاش العلاقات الثنائية وأشاد بالتبادلات الرفيعة المستوى والاتصالات الاستراتيجية بين البلدين والتي وصلت الى مستوى غير مسبوق». بدوره كتب ترامب على تويتر ان «المسائل الرئيسية» لمحادثاته مع شي ستكون «التجارة حيث ستحدث امور جيدة، وكوريا الشمالية حيث تبنى العلاقات والثقة».

وعرض الإعلام الياباني في وقت سابق صوراً لطائرة يستخدمها عادة كبار الشخصيات من كوريا الشمالية تحلق من داليان، ما اثار شكوكا بأن كيم موجود في البلدة.

ويظهر استخدام كيم للطائرة انه لم يرث عن والده خوفه من الطيران، ويشير إلى أنه قد يكون مستعدا للقاء ترامب في بلد ثالث، مع تردد أنباء عن احتمال عقد اللقاء في سنغافورة. وفي مارس توجه كيم الى بكين بقطار في أول زيارة رسمية له الى الخارج، والتقى الرئيس الصيني لأول مرة منذ توليه السلطة في 2011.

وتم التكتم على رحلته الى حين عودته الى كوريا الشمالية. وقال شي انه مستعد للقاء كيم مرة أخرى وأبدى تأييده لالتزام كوريا الشمالية بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة والحوار بين بيونج يانج وواشنطن، بحسب وكالة الصين الجديدة. وقال شي «الصين مستعدة لمواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية ولعب دور فعال في دفع عملية التوصل الى حل سلمي في شبه الجزيرة من خلال الحوار وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل».

كما أعرب الرئيس الصيني عن دعمه لتركيز كوريا الشمالية «الاستراتيجي على بناء الاقتصاد». وقالت وكالة الصين الجديدة ان كيم اشاد بـ«رؤية شي المتقدمة وحكمته الاستثنائية..وأعرب عن امتنانه للصين» على مساهمتها في جهود نزع الأسلحة النووية والسلام.

وفي القمة التي عقدت الشهر الماضي بين كيم ومون في المنطقة العازلة بين الكوريتين، اتفق الزعيمان على السعي لإزالة الأسلحة النووية بشكل كامل من شبه الجزيرة الكورية.

وطبقا لوكالة الصين الجديدة فقد ابلغ كيم شي انه لا ضرورة لأن تكون كوريا الشمالية بلدا نووية «طالما ان الأطراف المعنية ستلغي سياساتها العدوانية وتزيل التهديدات الأمنية ضد كوريا الشمالية».

وأعرب كيم كذلك عن أمله في ان تتخذ الولايات المتحدة وكوريا الشمالية «اجراءات تدريجية ومتزامنة» لتحقيق نزع الأسلحة والسلام، بحسب وكالة الصين الجديدة، في إشارة الى مطالب بيونج يانج لاتخاذ خطوات مماثلة لتلك التي ستتخذها.

وقال ترامب الاسبوع الماضي انه لا يتوقع سحب قواته من كوريا الجنوبية في الوقت الحالي، وهو ما ترغب فيه كوريا الشمالية.الا انه أقر بأن ذلك أمر ممكن على المدى البعيد.

واتفقت الكوريتان على اجراء محادثات مع الولايات المتحدة وربما الصين للتوصل الى معاهدة سلام لإنهاء الحرب بينهما.

وانتهت الحرب الكورية التي قاتلت الصين فيها الى جانب كوريا الشمالية بهدنة في 1953 وليس باتفاق سلام.

ومن المرجح ان تطلب الصين ان تكون طرفا في محادثات التوصل الى اتفاق سلام، بحسب الخبراء. ورغم ان الصين أيدت الإجراءات العقابية ضد كوريا الشمالية، يقول محللون ان بكين قد تكون قلقة من أن يؤدي تحسن العلاقات بين بيونج يانج وواشنطن الى إبرام اتفاق ليس في مصلحتها.

وصب انقسام شبه الجزيرة الكورية في صالح بكين لأن كوريا الشمالية هي بمثابة منطقة عازلة بينها وبين كوريا الجنوبية التي يتمركز فيها جنود امريكيون.