عمان اليوم

كلية العلوم الشرعية تحتفي بالفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي

08 مايو 2018
08 مايو 2018

البوسعيدي في المركز الأول والشيرازي ثانيا والجهضمية ثالثا -

متابعة: سالم الحسيني -

احتفت صباح أمس كلية العلوم الشرعية ومجموعة شركات ابن عمير بالفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي في نسختها الرابعة عشرة والتي ترعاها مؤسسة ابن عمير للبحث العلمي والأعمال الخيرية. وقد رعى حفل التكريم سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء، بحضور سعادة الشيخ رشاد بن أحمد بن محمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية، والشيخ حمود بن أحمد بن محمد الهنائي نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ابن عمير، والشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي مستشار معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية لشؤون مجلس أمناء الكلية، إضافة إلى أعضاء لجنة المسابقة وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وجمع من الطلاب.

وقدّم الحفل الطالب عبد العزيز بن زهير الفارسي، وتلا الطالب محمد بن ناصر الوهيبي آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الشيخ ناصر بن سليمان السابعي رئيس لجنة المسابقة وعضو هيئة التدريس بالكلية كلمة أشاد فيها باستمرار المسابقة إلى نسختها الرابعة عشرة المحتفى بها، وإعلانها عن التسجيل في النسخة الخامسة عشرة، وما لذلك من أثر كبير على إضافة جو من البحث والاطلاع على الطلبة والطالبات ورفدا للمكتبة العمانية بالكثير من البحوث في موضوعات متنوعة، فضلا عن الغوص في مكنونات التراث العماني والعمل على دراسته واستخراج نفائسه. بعد ذلك استمتع راعي الحفل والحضور بمتابعة العمل الفني المعد خصيصا لعرض ملخصات البحوث الفائزة بالمراكز الأولى.

البحوث الفائزة

وقد حصل الطالب إبراهيم بن عيسى بن يوسف البوسعيدي على المركز الأول عن بحثه «السيد حمد بن سيف البوسعيدي ومكانته العلمية»، الذي سلك فيه منهج توثيق التاريخ الشفوي مشيرا إلى أنه من أهل سمد الشأن بشرقية عمان، عاش في القرن الرابع عشر الهجري، العشرين الميلادي، حيث ولد في العام 1341هـ/‏‏1922م، وقد ارتبط السيد حمد بعدد من أهل العلم والرياسة في عمان، حيث تتلمذ على يدي الإمام محمد بن عبدالله الخليلي - رحمه الله - وكبار أهل حضرته من العلماء، ثم تقلد القضاء والولاية في زمن الإمام الخليلي، والسلطان سعيد بن تيمور، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله-.

وحول مكانة السيد حمد بن سيف البوسعيدي العلمية يقول الباحث: ترك السيد آثارا علمية عدة اتخذت موضوعين رئيسيين: أولهما الفقه وله فيه كتاب «إرشاد السائل في أجوبة المسائل» وكتاب «الجواهر السنية في المسائل النظمية»، أما الموضوع الثاني من آثاره العلمية فكان في مجال التاريخ العماني، حيث ألّف السيد حمد كتاب (الموجز المفيد نُبَذ من تاريخ البوسعيد) وكتاب (قلائد الجمان في أسماء بعض شعراء عمان).

وحاز بحث (جهود العمانيين الدعوية في زنجبار) للطالب محمد بن صالح بن جمعة الشيرازي جائزة المركز الثاني، وقد هدف الشيرازي في بحثه إلى بيان الدور العماني في خدمة الدعوة الإسلامية في زنجبار، والتعريف بجهود العمانيين في النهضة الاجتماعية والسياسية والتجارية للمنطقة، مبينا أن زنجبار اكتسبت شهرتها الذائعة بعد نزول العمانيين فيها، وخاصة بعد نقل السيد سعيد بن سلطان عاصمته إليها، وقد تناول الباحث الأدوار التي قام بها العمانيون في حماية الإسلام ونشره من خلال تعاملاتهم التجارية الحسنة مع السكان، كما ذكر الباحث عددا من جهود العمانيين في المجالات العلمية، كالتأليف ونشر العلم وبناء المدارس والمساجد والقيام عليها، ووقف الأوقاف الخاصة بها وما إلى ذلك من الجهود التي ساهمت في الحضارة الفكرية والعلمية لزنجبار حتى أصبحت مقصدا يأتيها الناس سواء من الجزيرة العربية لطلب الرزق والبحث عن الاستقرار، أو من شبه القارة الهندية أو حتى من قبل الدول الغربية الاستعمارية آنذاك.

وخصص الباحث فصلا للحديث عن التسامح الديني الذي مارسه العمانيون في زنجبار سواء من قبل الأفراد أو الحكومات، حيث لم يسع العمانيون إلى نشر مذهبهم الإباضي بالقوة بين الناس، بل يؤكد الباحث أن حكومات سلاطين البوسعيد في زنجبار كانت لا تفرق في الاستعمال بين القضاة الشافعية والإباضية، بل وجد الكثير من القضاة والفقهاء من المذهب الشافعي ممن تقلّد عددا من المناصب والأعمال في مختلف الحكومات التي حكمت زنجبار.

كما حصل بحث «الإرشاد الديني النسوي في عمان بين الواقع والطموح» للطالبة أبرار بنت زايد بن سليمان الجهضمية على المركز الثالث، وقد سعت الباحثة من خلال تناول هذا الموضوع إلى إلقاء الضوء على الإرشاد النسوي في المجالات الدينية من حيث واقعه، ومستقبله، مبينة أن المرأة في المجتمع المسلم لها دورها الكبير في مجال إرشاد بنات جنسها وتعليمهم أمور دينهم، وقد ظهرت في المجتمع العماني نماذج مشرقة في هذا الجانب.

يذكر أن مسابقة ابن عمير للبحث العلمي التي أكملت نسختها الرابعة عشرة وأعلنت عن فتح المجال للمشاركة في النسخة الخامسة عشرة وهي تعد إحدى أبرز إسهامات القطاع الخاص ورجال الأعمال في دعم التنمية الثقافية والفكرية لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي، وتنظمها وتشرف عليها كلية العلوم الشرعية. وتطرق موضوعات المسابقة أبواب البحث في جميع ما يتعلق بالمجتمع العماني وتاريخه وآثار علمائه، إضافة إلى القضايا المعاصرة وموضوعات لغوية وتاريخية وغيرها.