mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: استثمارات الأفراد .. المضاربات وفرص تنويع المحافظ الاستثمارية

08 مايو 2018
08 مايو 2018

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

أظهرت تداولات الأسبوع الماضي (المنتهي في 3 مايو 2018) عودة قوية لاستثمارات المستثمرين المحليين الأفراد مقابل تراجع استثمارات المؤسسات المحلية، وبحسب الإحصائيات فإن مشتريات المستثمرين المحليين الأفراد استحوذت على 45.2% من إجمالي قيمة التداول البالغة 20.5 مليون ريال عماني، في حين بلغت نسبة مشتريات المؤسسات الاستثمارية المحلية 42%، وفي الوقت نفسه زادت مبيعات المستثمرين الأفراد لتشكل 52.6% من إجمالي قيمة التداول مقابل 37.5% مبيعات المؤسسات الاستثمارية المحلية، وقد ساهمت مشتريات الأفراد في زيادة قيمة التداول بأكثر من 160% عن مستواها في الأسبوع الذي سبقه والبالغة 7.8 مليون ريال عماني.

عندما ننظر إلى هذه الأرقام نجد أنها أرقام إيجابية، فعلى مستوى المشتريات ربما وجد المستثمرون الأفراد أن هناك فرصا استثمارية جيدة في أسهم جديدة، ولعل هذا يفسر حجم الإقبال الكبير على شراء أسهم جلفار للهندسة والمقاولات التي استحوذت على نحو 29% من إجمالي قيمة التداول أي ما يصل إلى 5.9 مليون ريال عماني، والمدينة تكافل التي بلغت قيمة تداولاتها 4.1 مليون ريال عماني مستحوذة على نحو 20% من إجمالي قيمة التداول، ومن الملاحظ أن جلفار والمدينة تكافل والخليجية لخدمات الاستثمار والأسماك العمانية شهدت تنفيذ أكثر من 3200 صفقة من بين 5125 صفقة شهدتها السوق، وهذا كله يؤكد الاهتمام الذي حظيت به هذه الشركات الأربع التي شهدت كذلك ارتفاعا في أسعار أسهمها خاصة سهم جلفار الذي ارتفع الأسبوع الماضي بنسبة 21.8% وأغلق على 117 بيسة والمدينة تكافل الذي ارتفع بنسبة 16.6% وأغلق على 112 بيسة.

وعلى الرغم من أننا لم نجد أي إفصاحات مهمة لهذه الشركات خلال الأسبوع الماضي إلا أنه يبدو أن ثقة المستثمرين فيها قوية، أو أنهم يتوقعون أن تحقق خلال العام الجاري نتائج أفضل، مع الإشارة إلى أن نتائج بعض هذه الشركات لم تكن إيجابية بالشكل الذي يجعلنا نعتبر أنها هي السبب في الإقبال الكبير على شراء أسهمها بل إن بعضها سجل خسائر متراكمة كما تشير إلى ذلك النتائج المالية المدققة للعام الماضي.

ولكن - كما أشرنا - يبدو أن لدى المستثمرين أسبابا أخرى تدفعهم إلى الشراء.

ولعله من الأهمية التذكير بضرورة قيام المستثمرين بقراءة النتائج المالية للشركات التي يستثمرون فيها بعناية قبل أن يستثمروا مهما سمعوا من أحاديث تدور في وسائل التواصل الاجتماعي عن قوة هذه الشركة أو تلك، إذ لا بد أن يقوم المستثمر بقراءة النتائج المالية أو استشارة بيوت الخبرة خاصة إذا كان يرغب في استثمار أموال كبيرة، صحيح أن بعض الأسهم ترتفع بشكل كبير خلال فترة وجيزة دون أن تكون للشركة نتائج مالية قوية وربما يجني البعض أرباحا جيدة من ارتفاع السهم ولكن ارتفاع هذه الأسهم قد لا يستمر كثيرا وبالتالي فإن المستثمرين الذين يدخلون في الفترات الأخيرة لصعود السهم عادة ما يتكبدون خسائر كبيرة لا يستطيعون تعويضها.

إن المضاربات التي شهدناها الأسبوع الماضي ساهمت في تحريك بعض الأسهم وربما يحقق المضاربون من خلالها مكاسب جيدة إذا استمرت موجة الصعود، ولكن من المهم أيضا أن يتابع المستثمرون محافظهم الاستثمارية بعناية، فارتفاع سهم ما لا يعني دائما أن نتائج الشركة جيدة وأن السهم سوف يستمر في الصعود، ولعله من الأهمية الإشارة إلى أن مبيعات المستثمرين المحليين الأفراد استحوذت الأسبوع الماضي على 52.6% من إجمالي قيمة التداول وهو ما يعني في جانب منه أن هؤلاء المستثمرين وجدوا مع ارتفاع الأسعار فرصة جيدة للخروج من بعض الأسهم بعد أن حققوا مكاسب جيدة أو لتقليص خسائرهم أو تنويع محافظهم الاستثمارية.