1330705
1330705
الرياضية

كشافو الإخاء والتواصل يواصلون برنامجهم الدولي بإسبانيا

08 مايو 2018
08 مايو 2018

اطلعوا على المعالم الإسلامية وقصر الحمراء في غرناطة -

متابعة - أحمد الكندي:-

في إطار فعاليات البرنامج الدولي الحادي عشر للإخاء والتواصل بمملكة إسبانيا والذي تقيمه المفوضية الكشفية والإرشادية بمحافظة الداخلية بمشاركة عشرين قائدا كشفيا من قادة الفرق الكشفية بالمحافظة والمهتمين بالحركة الكشفية والمساهمين في دعم مسيرتها يتواصل البرنامج وفق ما هو مخطط له بهدف توطيد أواصر الأخوة بين القادة والمهتمين بالحركة الكشفية وتكريم المجيدين من قادة المحافظة، سعيا إلى التعرف على المعالم السياحية والأثرية والتراثية التي تحظى بها مملكة إسبانيا الصديقة إلى جانب التعريف بالتاريخ الحضاري والثقافي الذي تتميز به السلطنة، وإبراز الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في الارتقاء بالحركة الكشفية والإرشادية في عمان، والتسويق الحضاري للمقومات السياحية والتاريخية للسلطنة والعادات والتقاليد والموروثات والفنون التقليدية وتعزيز التواصل الإنساني وتوطيد أواصر الصداقة بين كشافة البلدين من خلال تبادل الزيارات، والاطلاع على آخر المستجدات الكشفية والإرشادية في الدولة المستضيفة، وقد زار الوفد مدينة غرناطة وعاصمة مقاطعة غرناطة في منطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا، والتي تقع على سفح جبال سييرا نيفادا حيث تقع على ارتفاع من 738 مترًا فوق مستوى سطح البحر، تسمية غرناطة تأتي من أيام الحكم الإسلامي للأندلس بعد أن فتحها المسلمون الأمويون عام 711 ميلادي وأسسوا قلعة غرناطة، وكان وفد البرنامج الدولي الحادي عشر قد اطلع على عدد من معالم مدينة غرناطة وتعرفوا على الحضارة الإسلامية التي نشأت في هذه المدينة من بين هذه المعالم قصر الحمراء الذي يعتبر من أهم الأماكن السياحية في غرناطة وهو قصر اثري يعود تاريخ بنائه إلى عام 889، وقد كان في ذلك الوقت حصنًا منيعًا إلى أن تم تحويله إلى قصر ملكي من قبل سلطان غرناطة يوسف الأول.

ويعد القصر من أهم مفاخر البناء الإسلامي في إسبانيا الذي تم تشييده بين عامي 1238 و1273 على يد الملك المسلم أبو عبدالله محمد الأول وقد تم اختياره في عام 2007 كواحد من الإثني عشر كنزًا من الكنوز الإسبانية الموجودة، ويعد من أهم أماكن السياحة في غرناطة كما أنه أعظم وأروع الآثار الأندلسية على الإطلاق يأتي لزيارته قرابة أربعة ملايين سائح سنويا من مختلف أرجاء العالم، تجول وفد الإخاء والتواصل في أرجاء القصر المختلفة واطلع على ما يتميز به من روعة التصميم ودقة النقوش والزخارف الإسلامية التي انتشرت في أرجاء القصر.

جنة العريف

كما اطلع الوفد على تنسيق الحدائق عند العرب القدامى عبر زيارتهم للحدائق التي تحيط بالقصر كحديقة جنة العريف، وهي حديقة أندلسية وواحدة من أشهر معالم قصر الحمراء في غرناطة حيث تقع في الجبال بين حي البيازين وقصر الحمراء مكونة من عدة حدائق مجتمعة بمكان واحد وتعود تسمية جنة العريف بهذا الاسم من اللغة العربية حيث إن العريف تعني بالعربية الجنان المتواضعة على السفوح وتعد حديقة جنة العريف عروس غرناطة تستقبل سنويًا آلاف الزوار للتعرف على الحضارة الإسلامية والفن المعماري المتميز، وقد أُضيفت مؤخرًا لتكون على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وخلال تجوال الوفد في قصر الحمراء اطلع كشافو الإخاء والتواصل على أرجائه المختلفة كبهو الأسود والذي يعد من أهم معالم القصر حيث تتوسطه بحيرة مياه على حوافها يصطف السباع التي تخرج المياه من أفواهها بقوة قذف متساوية وبدقة متناهية الأمر الذي يثير حيرة ودهشة الزائر، عقب ذلك تجول الوفد في قاعة الملوك مستمتعين بالمجموعة الكبيرة من الزخارف المزدوجة بالأشكال الهندسية البديعة المرصعة بالآيات القرآنية بالإضافة إلى زخارف تحمل مدائح وأبياتا شعرية في الحكم والأمثال العربية حيث جمع بناء القصر بين الطراز الإسلامي والفن العربي القديم.

زيارة حي البيازين

عقب ذلك زار قادة الكشافة المشاركون في البرنامج حي البيازين وهو حي أندلسي قديم ما زال يحتفظ بهويته الأندلسية، ويعتبر من أجمل الأماكن السياحية في غرناطة وأشهر الوجهات السياحة فيها حيث يقصده الكثير من السياح لرؤية معالمه التاريخية التي تظهر من خلال شوارعه الضيقة وأبنيته الجميلة، وهذا الحي مصنف لدى منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي، وخلال تجوال الوفد بحي البيازين زار القادة المشاركون جامع غرناطة الذي يقع ضمن محيط هذا الحي ويحتوي الجامع على مركز للدراسات الإسلامية، ويعد رافدًا للمسلمين الذين يبلغ عددهم في غرناطة قرابة عشرين ألف مسلم، كما زار الوفد متحف غرناطة الأثري والذي يضم الكثير من القطع الأثرية النادرة، ويتكون المتحف من طابقين يعرض حضارات عديدة حكمت المنطقة ومن ضمنها الحضارة الرومانية والفينيقية والقرطاجية والعربية وغيرها.

آراء وانطباعات

القائد خلفان بن سليم المجيزي المشرف الكشفي بمفوضية الداخلية وعضو اللجنة المنظمة للبرنامج أكد على أهداف البرنامج مشيرًا إلى أن البرنامج يهدف إلى توطيد أواصر الأخوة بين القادة والمهتمين بالحركة الكشفية وتكريم المجيدين من قادة المحافظة، وتوطيد أواصر الصداقة بين قادة كشافة السلطنة وقادة الكشافة بمملكة إسبانيا، مشيرًا إلى أن البرنامج مر بعدة مراحل، من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ.

وحول اختيار المشاركين في الوفد قال: لقد تم اختيار أعضاء الوفد من القيادات المجيدة في العمل الكشفي بالمحافظة ومن رواد الحركة الكشفية الذين كان وما زال لهم دور بارز في دفع مسيرة العمل الكشفي والإرشادي بالمحافظة، إضافة إلى مشاركة مشرف كشفي من مفوضية جنوب الباطنة ومشرف آخر من محافظة شمال الباطنة، فأصبح عدد الوفد عشرين قائدًا.

وعن جدول البرنامج قال: البرنامج حافل بعدد من الفعاليات والأنشطة في عدد من المدن الإسبانية كالزيارات الميدانية والجولات السياحية، إضافةً إلى البرامج الاجتماعية مع القيادات الكشفية بمملكة إسبانيا، وستكون هناك زيارة إلى سفارة سلطنة عمان بإسبانيا عند زيارة مدينة مدريد عاصمة مملكة إسبانيا.

تبادل الأفكار

أما القائد علي بن مبارك المعولي المشرف الكشفي بمحافظة جنوب الباطنة فيرى أن هذا البرنامج اشتمل على العديد من الأنشطة والفعاليات التي من شأنها الارتقاء بمعارف ومهارات القادة المشاركين، إضافة إلى تبادل الأفكار والآراء والخبرات بين القادة من مختلف دول العالم، وحول مشاركته ضمن الوفد قال: جاءت مشاركتي تلبيةً لدعوة إخواني في قسم الكشافة والمرشدات بمفوضية الداخلية، وأنا سعيد بهذه المشاركة كون القادة المشاركين في الوفد هم من القيادات التي تربطني بهم علاقة وطيدة خلال المشاركات المحلية المختلفة، وهذه فرصة لتوطيد أواصر الأخوة والمحبة، كما أن المشاركة في البرنامج ستساهم في التعرف على الحضارة العريقة التي تزخر بها مملكة إسبانيا ودور العرب والمسلمين في بناء هذه الحضارة.

تبادل المعارف والخبرات

وأكد القائد سعيد بن خير الله العريني أحد رواد الحركة الكشفية والمساهمين في دعم مسيرتها بمحافظة الداخلية على أهمية مثل هذه البرامج للمنتسبين للحركة الكشفية، حيث تصقل معارفهم واتجاهاتهم ومهاراتهم المختلفة، كما أنها فرصة لتبادل المعارف والخبرات بين القادة المشاركين أنفسهم والقادة من مختلف الدول التي تستهدفها برامج الإخاء والتواصل.

وحول مشاركته في البرنامج الحادي عشر قال: سعدت كثيرا بالمشاركة ضمن الوفد المشارك في البرنامج الحادي عشر بمملكة إسبانيا، حيث إنها من الدول التي تمتاز بحضارة ضاربة في جذور التاريخ، وتشتمل على تاريخ إسلامي عريق استمر قرابة ثمانية قرون، ووجه شكره للقائمين على هذا البرنامج من أعضاء قسم الكشافة والمرشدات واللجان العاملة في البرنامج والجهات الداعمة له.

تنمية القدرات

في حين يرى القائد سليمان بن مبارك الرواحي أن برامج الإخاء والتواصل تعد نموذجا للبرامج الكشفية الناجحة حيث تساهم في تنمية قدرات المشاركين سواءً كانوا فتيةً وفتيات أو قادة وقائدات، وحول الزيارات التي استهدفها البرنامج الحادي عشر قال: زرنا عددا من المدن الإسبانية كمدينة برشلونة ومدينة فالنسيا ومدينة غرناطة اطلعنا خلال هذه الزيارات على المعالم الحضارية والتاريخية التي تزخر بها مملكة إسبانيا، والتي تدل على الوجود العربي والإسلامي في هذه المملكة، وسوف نواصل جدول البرنامج في عدد من المدن الأخرى كمدينة قرطبة وماربيا وملقا وروند ، وطليطلة، وسيختتم البرنامج فعالياته وأنشطته في مدينة مدريد عاصمة مملكة إسبانيا.