oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مشروع تنموي وخدمي ضخم

07 مايو 2018
07 مايو 2018

إنه بالفعل مشروع تنموي عملاق سواء بحكم واقعه الذي دخل به أمس إلى نطاق التشغيل الفعلي؛ ليضيف واحدا من أهم محاور الحركة والنقل، وليس ذلك فقط بالنسبة لمحافظات مسقط وشمال وجنوب الباطنة والداخلية، ولكن أيضا بالنسبة لحركة النقل والتجارة على مستوى السلطنة ككل، وبالنسبة لاستراتيجية تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي لوجستي متطور وقادر على خدمة حركة التجارة بين المنطقة والعالم من حولها.

إنه طريق الباطنة السريع الذي تم تدشينه أمس (أربع حارات في كل جانب)، وهو الذي يشكل إضافة وفق أعلى المواصفات العالمية في مجال الطرق، حيث يمتد الطريق بطول مائتين وسبعين كيلومترا؛ ليشكل مع طريق مسقط السريع (ثلاث حارات في كل جانب)، طريق بمواصفات دولية، وبأعلى معايير السلامة، وهو ما ييسر ويسمح بالحركة على مدار الساعة وفي كل الأحوال الجوية، ولكل المركبات، بما فيها الشاحنات، وبشكل سلس وآمن، وهو ما يخدم حركة السفر والنقل والسياحة والتجارة ونقل البضائع بين محافظات السلطنة المختلفة، وبالطبع بينها وبين الدول الشقيقة.

وإذا كان من المعروف في أدبيات التنمية أن إنشاء طريق، وتوفير خدمات الكهرباء والاتصال والمياه بامتداده، كفيل بإيجاد وتوسيع مناطق السكن والاستثمار ومشروعات التنمية المختلفة على جانبيه وبامتداده، بحكم أن الطرق هي بالفعل بمثابة شرايين التنمية والازدهار الاقتصادي والسياحي، فإن السلطنة لها في الواقع تجارب عديدة في هذا المجال، إذ كانت شبكة الطرق والمحاور الرئيسية فيها بمثابة شرايين تنمية وتطور اقتصادي وتنموي وتوسع عمراني ونمو مجتمعات جديدة، ومن محافظة ظفار مرورا بمحافظة الوسطى ووصولا إلى محافظة مسندم، وبامتداد أرض عمان الطيبة، شكلت شبكة الطرق الحديثة والمتطورة خطوط تنمية، ونمت على جانبيها مناطق استثمار كبيرة ومتنامية، تمتد من المزيونة إلى صلالة إلى الدقم إلى صور إلى مسقط والرسيل، مرورا بنزوى وبركاء وصحار وعبري صولا إلى البريمي ومسندم، وتتكامل شبكة الطرق البرية الحديثة هذه، مع خطوط السكك الحديدية التي يتم العمل فيها، ومع سلسلة الموانئ البحرية، ومجموعة المطارات التي يتم إنشاؤها، بعد افتتاح مطار مسقط الجديد؛ لتجعل من السلطنة مركز نقل وتجارة وحركة نشطة اقتصادية وسياحية على مدار الساعة؛ لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار للوطن والمواطن، أينما كان على امتداد أرض عمان الطيبة، ومع أن طريق الباطنة السريع يمر عبر مناطق جديدة وخفيفة التركز السكاني، إلا أنه تم البدء في إعداد المخططات والتقسيمات لمناطق ومواقع الخدمات والاستثمار على امتداده، بكل ما يعنيه ذلك من تشغيل للقوى العاملة الوطنية وتنشيط حركة الاقتصاد والخدمات بما يعود بالخير على الوطن والمواطن في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.