1330198
1330198
الاقتصادية

السويق تحتضن أكبر مزرعة بحرية للشعاب الصناعية في الشرق الأوسط

07 مايو 2018
07 مايو 2018

بتكلفة 2.6 مليون ريال وبطول 20 كيلومترا -

كتب - حمد بن محمد الهاشمي -

وقعت وزارة الزراعة والثروة السمكية أمس مع الشركة الكورية هايجو للهندسة والمقاولات المحدودة اتفاقية إقامة أكبر مزرعة بحرية من الشعاب الصناعية على مستوى الشرق الأوسط في محافظة شمال الباطنة بولاية السويق، بقيمة مليونين و600 ألف ريال عماني، وتستغرق فترة إنشائه سنتين ونصف، ويبلغ طول المشروع 20 كيلومترا على خط الساحل، وبعرض يبلغ 7 كيلومترات، وعلى أعماق تتراوح بين 15 إلى 30 مترا.

وعقب توقيعه اتفاقية المشروع أوضح معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية مشاريع المزرعة البحرية من الشعاب الصناعية في السلطنة أثبتت نجاحها بشكل كبير، بعد أن تم تنفيذ العديد من المشروعات الصغيرة وأثبتت نجاحها بشكل كبير، مؤكدا أنها بيئة جاذبة في زيادة كميات الأسماك بأنواع وأصناف مختلفة.

وقال في تصريحات صحفية: إن قرار إنشاء مزرعة كبيرة جاء على ضوء النجاحات السابقة، وتعد الأكبر على مستوى دول المنطقة، حيث سيكون إنتاجها كبيرا، مما يقدم الفائدة للصيادين بالنسبة لكميات الصيد والعائدات المالية التي سيجنونها من خلال هذا المشروع، ونتعامل في هذا المشروع مع شركة لديها خبرة كبيرة وسبق أن قامت بمشروعات بالسلطنة.

وأضاف معاليه: إن محافظة الباطنة بحاجة إلى إنشاء مشروعات مشابهة، وسيكون أولها مشروع مزرعة السويق، بطول حوالي 20 كيلومترا وعرض 7 كيلومترات، معربا عن امله في إقامة مثل هذا المشروع في ولايات أخرى وبالتالي زيادة كميات وأنواع الأسماك فيها. لافتا إلى أن الصيادين يقومون بهذا النوع من الشعاب باستخدام الأدوات المحلية، والوزارة تقوم بنفس العملية ولكن بشكل علمي ومنظم وسبق تجربتها وأثبتت نجاحاتها، وخلال فترة بسيطة تبدأ الأسماك اللجوء لهذه الشعاب وتكون لها بيئة للتكاثر فلا يوجد ضرر على البيئة المحلية.

إنتاج 480 ألف طن

وسيسهم المشروع بشكل مباشر في رفع المستوى المعيشي للصيادين من خلال تقليل تكاليف الصيد والجهد بتوفير الوقت في البحث عن مواقع صيد وافرة بأنواع مختلفة وذات أهمية تجارية واقتصادية، ومن المتوقع أن ينعكس ذلك على زيادة فرص العمل للعمانيين.

كما سيسهم في دعم الإنتاج السمكي للوصول إلى 480 ألف طن بحدود عام 2020، حيث يبلغ عدد وحدات الشعاب الصناعية التي سيتم إنزالها 4280 وحدة موزعة على ثلاثة نماذج، الأول منها يبلغ عدد وحداته 3000 وحدة من النموذج “الهرم العربي”، وهو مصنوع من الإسمنت المقوى، ويبلغ ارتفاعه مترين ووزنه 1.4 طن، وسيتم إنزاله في الأعماق التي تتراوح يبن 15 إلى 20 مترا. أما النموذج الثاني فيبلغ عدد وحداته 1200 وحدة من النموذج “المكعب”، وهو مصنوع من الإسمنت المقوى، ويبلغ ارتفاعه 3.6 متر ووزنه 9.1 طن، وسيتم إنزاله في الأعماق التي تتراوح يبن 20 إلى 25 مترا. والنموذج الثالث: يبلغ عدد وحداته 80 وحدة من نموذج “القصر الفولاذي للأسماك”، وهو مصنوع من الفولاذ ويبلغ ارتفاعه 8 أمتار ووزنه 20 طنا، وسيتم إنزاله في الأعماق التي تتراوح يبن 25 إلى 30 مترا.

الشعاب الصناعية

وتعرَّف الشعاب الصناعية بأنها موائل بحرية يتم تصميمها وتصنيعها من مواد صديقة للبيئة، وبنماذج مختلفة تتوافق مع الأعماق والكائنات البحرية المستهدفة، حيث يتم إنزالها في قاع البحر لاسيما في المناطق التي تفتقر إلى وجود شعاب مرجانية طبيعية، وتبرز أهمية الشعاب الصناعية في تعزيز التنوع الأحيائي للمنطقة التي تقام فيها من خلال توفير بيئة مناسبة لتكاثر وتغذية الكائنات البحرية، وبالتالي المساهمة في تعزيز المخزون السمكي واستدامته، كما أنها توفر بيئة صيد مثالية لصيادي المنطقة من حيث تقليص تكاليف جهد ومدة الصيد واستعمال معدات صيد انتقائية “الخيوط”، وبالتالي الحصول على منتجات ذات جودة عالية مما سيترتب عليه زيادة العائدات المادية للصيادين، ومن جانب آخر فإن الشعاب الصناعية ستساهم في تنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى من خلال إيجاد بيئة جاذبة لعمليات الغوص والترفيه السياحي، كما ستوفر بيئة مناسبة لتنفيذ دراسات علمية خاصة بالشعاب الصناعية والكائنات الحية التي تعيش فيها.

مشاريع الشعاب الصناعية

وبين عامي 2013 و2016 نفذت وزارة الزراعة والثروة السمكية العديد من المشاريع الخاصة بالشعاب الصناعية لتدعيم المخازين السمكية في كل من محافظتي شمال وجنوب الباطنة ومحافظة جنوب الشرقية، وقد بلغ عدد الولايات المستفيدة من هذه المشاريع 14 ولاية، حيث تم إنزال 13890 وحدة من الشعاب الصناعية موزعة على 152 موقعا.

فعلى سبيل المثال تم إنزال 120 وحدة من الشعاب الصناعية في ولاية السويق في عام 2013، و60 وحدة في ولاية السيب لتعزيز مخازين الأسماك القاعية والسطحية، وفي عام 2014 تم إنزال 30 وحدة من الشعاب الصناعية لتعزيز مخزون الشارخة في ولاية جعلان بني بو علي بنيابة الأشخرة، أما في عام 2015 فقد تم إنزال 64 وحدة من الشعاب الصناعية في ولاية صحار بقرية مجيس لتعزيز مخزون الأسماك القاعية والسطحية، وفي عام 2016 تم إنزال 25 وحدة من الشعاب الصناعية بولاية صور لتعزيز الأسماك القاعية والسطحية.

وانعكست تلك الجهود إيجابا في ازدهار البيئات البحرية ومستوى التنوع البيولوجي في تلك الولايات، كما عززت تلك الجهود مخازين الأسماك وإنتاجيتها، فعلى سبيل المثال شهدت مخازين الأسماك القاعية نموا مرتفعا في كميات الأسماك المنزلة بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة حيث بلغ الإنتاج 6902 طن في عام 2017 مرتفعا بنسبة نمو 12.3% عن 2013، حيث قدر إنتاج الأسماك القاعية بــ6146 طنا، أما أسماك السطح الصغيرة فقد قدر إنتاجها في محافظتي شمال وجنوب الباطنة 20146 طنا في عام 2017 مرتفعا بنسبة نمو قدرت بــ91.2% عن عام 2013 والتي بلغت 10534 طنا.

ارتفاع الإنتاج

الجدير بالذكر أن القطاع السمكي حقق ارتفاعا في كمية الإنتاج بفضل الجهود الرامية إلى تعزيز دور هذا القطاع وتطويره، حيث بلغ إجمالي إنتاج السلطنة من الأسماك لعام 2017 بحوالي 348 ألف طن مرتفعا عن عام 2016 بنسبة 24%، وبقيمة إجمالية بلغت حوالي 227 مليون ريال عماني، ويعد مشروع المزرعة البحرية للشعاب الصناعية في ولاية السويق بشمال الباطنة من المشاريع الحيوية الهادفة إلى تعزيز المخازين السمكية واستدامتها في بحر عمان وزيادة إنتاجيته.