1322380
1322380
المنوعات

ندوة بظفار تناقش ثوابت ومتغيرات المواطنة والهوية

06 مايو 2018
06 مايو 2018

هدفت لتعميق اللحمة بين أفراد المجتمع ومؤسساته المدنية -

عمان - مكتب صلالة: حسن بن سالم الكثيري -

نظمت وزارة التراث والثقافة ممثلة بالمديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار أعمال ندوة مشروع (المواطنة والهوية.. ثوابت ومتغيرات)، وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين الأكاديميين، الذين تحدثوا في هذه الندوة، وهم عبدالله بن غفرم الشحري إمام وخطيب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والدكتور محمد بن سيف الحبسي والدكتور سيف بن ناصر المعمري والأستاذة منى بنت محمد جعبوب، رعى الندوة سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار.

وبهذه المناسبة قال أحمد بن سالم الحجري مدير عام المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار إن فكرة مشروع المواطنة والهوية ثوابت ومتغيرات الذي تبنته المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار، يأتي ضمن أهداف سامية وملموسة على كافة الأصعدة الافتراضية والرقمية والاجتماعية والثقافية بغية تعميق اللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع ومؤسساته المدنية، متمنين أن يحقق هذا المشروع كافة الأهداف المرجوة، ساعين كذلك لنشر هذا المشروع في مختلف نيابات وولايات محافظة ظفار.

وقدم الشيخ عبدالله بن علي الشحري ورقة عمل تحت عنوان (الوطنية في النص الديني والخطاب الفلسفي)،عن الوطنية كونها شعورا فطريا من الصعوبة بمكان أن نتصور إنسانا يفتقر إليه أو يفقده بيد أن الدراسات الاجتماعية والإنسانية المعاصرة تسلط الضوء على قضية الانتماءات بمعنى أنه من المحتمل أن تسيطر فكرة على مجامع ذهنية الإنسان فتحور انتماءه وارتباطه إليها في حال تم الترويج والدعوة إليها وهنا مكمن التحدي في هذا العصر فقضية المواطنة القائمة على الحقوق والواجبات حاضرة ماثلة في الذهن المعاصر ولكن كثيرا ما نخلط اليوم بين المواطنة والوطنية.

فالوطنية هي ذلك الشعور القلبي الذي يحمل الإنسان على أن يسعى جاهدا مهما كانت الظروف المحيطة ليرتقي بوطنه فمنطلق الوطنية الانتماء والارتباط الشعوري الذي ينبغي التأسيس له منذ بداية النشأة.

المواطن المساهم الحقيقي.

أما الدكتور محمد بن سيف الحبسي فقدم ورقة عمل بعنوان (المواطنة في ظل المتغيرات الثقافية .. المسرح أنموذجا)تطرق الحسبي إلى المتغيرات الثقافية بمختلف مضامينها المعرفية والتي تهدف إلى إيجاد علاقة إيجابية بين الفرد والمجتمع والدولة حتى ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تخدم كيفية المساهمة في وضع الثوابت المتينة لذلك. والسلطنة ومنذ عصر النهضة الحديثة كانت الرؤية القابوسية في أن يكون المواطن هو المساهم الحقيقي مع الدولة في تحقيق المواطنة وبناء الوطن، وهو ما يؤكد عليه جلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه - في خطاباته السامية في مختلف المناسبات، حيث شهدت السلطنة منذ ذلك الوقت تحولات ثقافية كثيرة تنوعت بين الآداب والفنون والعلوم ومختلف الجوانب الثقافية والمعرفية والتي يمثل المسرح احد أهم جوانبها على اعتبار انه أبو الفنون جمعها، خاصة إذا ما علمنا أن رسالة المسرح في هذا الإطار قديمة منذ معرفة العالم بالمسرح، والمسرح العماني ومنذ بداياته الأولى في المدارس والأندية هدف إلى غرس روح المواطنة لدى الطالب والمشاهد، ثم مع التطورات التنموية الحديثة بعد 1970 تطورت معها الأشكال والمضامين المسرحية الجديدة.

فيما قدم الدكتور سيف بن ناصر المعمري ورقة عمل تحمل عنوان (تعزيز المواطنة الفاعلة والنزعة المدنية لمواجهة النزعات الارتدادية الضيقة) حيث قال المعمري: إن المواطنة كونها كانت ولا تزال تعد أهم الأدوات لصهر المكونات الاجتماعية في بوتقة وطنية واحدة تقوم على مرجعية واضحة هي الحقوق والواجبات المشتركة التي يحظى بها الجميع، والضامن الأساسي لتلك المرجعية هو الدولة التي توفر البيئة التي يشعر فيها الجميع بأن حقوقهم مكفولة ومصانة، وهي أيضا المسؤولة عن حراسة المؤسسات والفضاء الذي يتحرك فيه كل هؤلاء المواطنين في إطار مسؤول يقوم على احترام رابطة المواطنة وعدم إضعافها بأي شكل من الأشكال، والعمل على تعزيز الانتماء الوطني ليكون المظلة التي تتحرك فيها بقية الانتماءات، بحيث لا توظف تلك الانتماءات بأي شكل كان من أجل توليد نزعات ارتدادية للانتماءات الضيقة الفرعية مما قد يهدد الوحدة الوطنية وبالتالي حق الجميع في العيش في مجتمع تسوده الروح المدنية والرابطة الوطنية التي يلتقى عندها الجميع من أجل تحقيق أهداف مشتركة لا أهداف فئوية تجزيئية تؤدي إلى العمل في دوائر ضيقة بدلا من العمل في دائرة واسعة هي الوطن.

أما منى بنت محمد جعبوب فقدمت ورقة عمل بعنوان (تعزيز المواطنة في العالم الرقمي ) وتطرقت إلى مشروع المواطنة الرقمية الذي يعزز لدى الشباب حب الوطن والتفاني من أجله من خلال الترابط والتلاحم والحذر عند الدخول لعالم التكنولوجيا المختلفة وهى رسالة من أجل تضافر الجهود لإعداد منهج مواطنة رقمي يحقق الهدف من المشروع، ويهدف هذا المشروع أيضا إلى إيجاد مواطنين لديهم الثقافة والمسؤولية الرقمية، وإعداد المستخدمين لمجتمع تغمره التقنيات دون إساءة استخدامها، والترويج للسلوكيات الجيدة النابعة من الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد الأصيلة واحترام الآخرين على الصعيد العالمي عند التواصل في العالم الرقمي بحيث يتم تمثيل السلطنة بأحسن صورة من خلال السلوك الرقمي السليم، والوصول الآمن والذي يمكننا من الاعتماد عليه إلى الوسائط والموارد الرقمية، وفتح المجال للإبداع والابتكار والحرية من أجل اكتشاف المواهب وصقلها مع ترك مساحة لهم من أجل إفراغ طاقاتهم وتوجيهها التوجيه السليم.