OMAN-LOGO-NEW1
OMAN-LOGO-NEW1
كلمة عمان

مخاطر حقيقية لتكريس الانقسام الفلسطيني

05 مايو 2018
05 مايو 2018

بالرغم مما هو معروف من أن الانقسام الفلسطيني، كان في معظم الأحيان ولا يزال، صدى أو مظهرا من مظاهر الانقسام الأوسع بين الأشقاء العرب، بشكل أو بآخر، وهو أمر يعود في الواقع إلى عقود عدة، إلا أن الجميع يميل دوما إلى إلقاء مسؤولية استمرار الخلافات على عاتق الأشقاء الفلسطينيين، باعتبار أنهم المسؤولون مباشرة عن ذلك، بغض النظر عن أية تأثيرات مباشرة أوغير مباشرة لهذا الطرف العربي أو الإقليمي أو ذاك، بالنظر إلى الأهمية التي تمثلها القضية الفلسطينية على المستويات العربية والإقليمية، على الأقل إعلاميا، ومن ثم محاولات توظيفها بشكل أو بآخر من جانب أطراف عدة، يكون الأشقاء الفلسطينيون آخر المستفيدين منها، كما أثبتت الكثير من التجارب.

وإذا كان الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، بغض النظر عن أسبابه ودوافعه ومن يقف خلفه أو يغذي استمراره في الظروف المختلفة، قد سبب، ولا يزال يسبب الكثير من الخسائر والأضرار للقضية الفلسطينية، وللفلسطينيين أنفسهم في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات أيضا، فإن تعثر المصالحة الفلسطينية، برغم ما بذل من جهود من جانب فتح وحماس، وعبر الدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية، وما يحظى به من تأييد من جانب الأشقاء، في إطار جامعة الدول العربية وخارجها، من شأنه أن يزيد من المشكلات للأشقاء الفلسطينيين، سواء على صعيد الأوضاع الحياتية والمعيشية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، أو على صعيد فرص نجاح عملية المصالحة، خاصة مع اتجاه أكثر من طرف فلسطيني إلى تعميق الانقسام، ومحاولة البعض نزع الشرعية عن الآخر، بزعم أنه لا يمثل الشعب الفلسطيني، وهو أمر يتسم بالكثير من الخطورة، لأن هناك متربصون كثر، وفي مقدمتهم إسرائيل، التي تريد وتسعى إلى توظيف كل ما يمكن لضرب القضية الفلسطينية وتعميق الانقسام وتصوير الانقسامات الفلسطينية وكأنها غير قابلة للالتآم أوالحل لخدمة مصالحها بالطبع.

وبدون الدخول في تفاصيل الخلافات بين فتح وحماس، والأسباب الكامنة وراء تعثر جهود المصالحة، والاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس، وهي معروفة على نطاق واسع، فإنه من المؤسف أن تكون اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني، التي عقدت في الأيام الأخيرة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وقاطعتها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، مجالا للخلافات وتبادل الاتهامات ومحاولات نزع الشرعية، في ممارسة لا يمكن إلا أن تخدم إسرائيل في النهاية.

وإذا كان من المؤكد أن المصالحة والتقاء الأشقاء الفلسطينيين في فتح وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية، هو أفضل السبل لتحقيق مصلحة الفلسطينيين والسير على طريق التسوية السلمية على نحو يحفظ الحقوق الفلسطينية المشروعة بقدر الإمكان، فإن استمرار الخلافات وتصاعدها يعرض القضية الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني إلى مخاطر جمة وحقيقية ربما أكثر من أي وقت مضى، فهل تعود كل الفصائل الفلسطينية إلى جادة الصواب وتلتقي جميعها حول ما يخدم القضية والحاضر والمستقبل وتجاوز الحسابات الضيقة لهذا الفصيل أو ذاك ؟