1327872
1327872
عمان اليوم

ندوة علمية لتدريب أطباء المسالك البولية على الطرق الجراحية لعمل المثانة الجديدة

05 مايو 2018
05 مايو 2018

ناقشت مستجدات علاج سرطان المثانة -

نظم مستشفى جامعة السلطان قابوس ممثلاً في دائرة التدريب والتطوير المهني المستمر وقسم جراحة المسالك البولية بالتعاون مع الرابطة العمانية لجراحة المسالك البولية «الندوة العلمية لسرطان المثانة» اشتملت على برنامج تدريبي عن الطرق الجراحية المتخصصة بتحويل مجرى البول واستهدفت الاطلاع على آخر مستجدات العلم الحديث في علاج سرطان المثانة وتدريب أطباء المسالك البولية في السلطنة على الطرق الجراحية لعمل المثانة الجديدة، وذلك بحضور الدكتور وليد بن خالد الزدجالي رئيس الجمعية الطبية العمانية والدكتور محمد المرهون رئيس الرابطة العمانية لجراحة المسالك البولية، ومشاركة كبيرة من الأطباء والمتخصصين من مختلف مؤسسات القطاع الصحي في السلطنة.

واستمر البرنامج ثلاثة أيام شمل الجانبين النظري والعملي، حيث تضمن اليوم الأول حلقة عمل تدريبية متخصصة في الطرق الجراحية لتحويل مجرى البول وعمل مثانة جديدة من الأمعاء الدقيقة، واشتمل اليوم الثاني على محاضرات علمية عن آخر مستجدات الطرق العلاجية لسرطان المثانة سواء السطحي أو العميق أو المنتشر وطرق العلاج بالجراحة أو بالإشعاعات أو بالأدوية الكيماوية، واختتم البرنامج التدريبي في يومه الثالث بالتطبيق العملي لإجراء عملية استئصال المثانة وتحويل مجرى البول. وقام بتدريب المشاركين وتقديم المحاضرات فريق طبي متخصص في مجال جراحة المسالك البولية وأطباء الأورام وأطباء الأنسجة من مستشفى جامعة السلطان قابوس والمستشفى السلطاني بوجود المحاضر العالمي المعروف والمتخصص بجراحة المثانة الجديدة البروفيسور حسن أبو العينيين من جامعة المنصورة في مصر. وجاء تنظيم هذا البرنامج تحت إشراف الدكتور محمد المرهون استشاري أول ورئيس قسم جراحة الكلي والمسالك البولية والتناسلية والعقم بالمستشفى الجامعي والدكتور خرم صديقي استشاري أول جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية والعقم بالمستشفى الجامعي. يذكر أنه بعد إزالة المثانة المصابة بالسرطان يتم تحويل مجرى البول في السابق إلى جدار البطن وتفريغ البول في الكيس الخارجي الملصق على البطن وغير المريح لمعظم المرضى، ولكن مع تقدم وتطور الطب أصبح العلاج الأمثل لهذا هو عمل مثانة جديدة من الأمعاء الدقيقة بحيث يتمكن المريض من تفريغ البول عن طريق مجرى البول الطبيعي (الأحليل) مما يمكنه من التعايش مع وضعه الصحي بشكل طبيعي. وفي حال أن مرض السرطان وصل الأحليل فيجب هنا استئصاله مع المثانة، وفي هذه الحالة يتم توصيل المثانة المحكمة بالسرة في جدار البطن بحيث يتم تفريغ المثانة الجديدة بالقسطرة الذاتية من السرة حسب رغبة المريض وفي الوقت المناسب له. تجدر الإشارة إلى أن سرطان المثانة يحتل المرتبة العاشرة من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في السلطنة حسب نشرة وزارة الصحة عام 2013، ويبلغ معدل انتشار سرطان المثانة السنوي في السلطنة 6.9 لكل 100000 من الرجال و 6.0 لكل 100000 من النساء، والنسبة الأكثر في الإصابة بسرطان المثانة هي محافظة مسقط تليها محافظتا شمال الباطنة ثم الداخلية.

سرطان المثانة

وعن سرطان المثانة يقول الدكتور محمد المرهون :هو السرطان الذي يصيب الغشاء المبطن للمثانة وتبدأ الخلايا المبطنة في فقدان تحكمها في النمو فتبدأ بالنمو والتكاثر بصورة عشوائية، فمعظم أورام المثانة البولية السرطانية تنشأ من الغشاء الطلائي المبطن للمثانة البولية، وتزيد الحالة تقدما وسوءًا كلما تعمق الورم في أنسجة المثانة البولية. وعن العوامل المسببة لحدوث سرطان المثانة يقول: الإحصائيات تبين أن ما نسبته 30-50% من سرطان المثانة سببه التدخين وذلك لاحتواء الدخان على مواد مسرطنة، كما ثبت أن التوقف عن التدخين يقلل خطورة الإصابة بسرطان المثانة، إضافة إلى العمل في بعض المهن يزيد من احتمال الإصابة بسرطان المثانة مثل العمل في منتجات المطاط كالإطارات والكابلات الكهربائية، ومصانع الأصباغ، ومصانع المواد الكيميائية، ومصانع الغاز، والحلاقين، ومصانع الجلد، والسائقين المعرضون للديزل والعوادم، وبعض الالتهابات المزمنة للمثانة والتهيج بحصى المثانة أو البلهارسيا وبعض الأدوية وعلاج الحوض بالأشعة. كما أن الأفراد الذين يتناولون نظاما غذائيا يشمل كميات كبيرة من اللحوم المقلية والدهون الحيوانية هم أكثر عرضة للتعرض لسرطان المثانة وأيضا الشخص الذي أصيب بسرطان المثانة في فترة سابقة معرض لعودة المرض حتى بعد العلاج، كما أن التهيج المستمر والطويل للغشاء الطلائي للمثانة البولية كوجود أنبوب مستمر في المثانة البولية أو الحصوات أو الإصابة بالبلهارسيا أو الالتهابات المزمنة المستمرة للمثانة البولية.

أعراض المرض

وأضاف أنه عند الإصابة بسرطان المثانة البولية يشتكي المريض من عدد من الأعراض كخروج دم مع البول وغالبا يكون ذلك من دون ألم، وأيضاً حرقان في البول مع سرعة وعدم تحكم في البول، أو ألم في منطقة ما فوق العانة، وزيادة عدد مرات التبول، وضعف في قوة خروج البول، وأعراض عامة كفقر الدم والتعب السريع ونقص الوزن وارتفاع الحرارة وآلام عامة في منطقة الحوض، وهذه الأعراض تظهر بعد انتشار الورم من مكانه إلى أنحاء أخرى من الجسم. وتشير الدراسات إلى أن الرجال معرضون للإصابة بنسبة 2.5 % أكثر من النساء وتزداد نسبة الإصابة مع التقدم في العمر والتي عادة ما تكون في عمر فوق 50 عاماً، ومن أكثر أعراض سرطان المثانة شيوعا (85%) هو ظهور الدم في البول بدون ألم.

التشخيص

وأوضح الدكتور محمد المرهون أنه أثناء عملية التشخيص تكون البداية بدراسة تاريخ المرض، ثم يتم الفحص العام للمريض وإجراء الفحوصات المعملية مثل: استخدام منظار المثانة لتتضح الرؤية داخل المثانة وأخذ عينة من الأورام التي قد تشاهد، وكذلك يأخذ اختبار البول للخلايا السرطانية، وأخذ عينة من البول لتحليلها تحت المجهر للتأكد من الخلايا السرطانية في عملية تسمى فحص خلايا البول، وأيضاً التصوير المقطعي المحوسب ويتم فيه فحص المريض والحوض بالأشعة المقطعية لبيان انتشار المرض خارج المثانة من عدمه.

وتنقسم سرطانات المثانة إلى سطحية أو متعمقة وهذا التقسيم يعتمد على ما إذا كان الورم قد وصل إلى طبقة العضلات في المثانة أم لا، و يتم علاج الأورام السطحية بالاستئصال الجراحي بواسطة المنظار الذي يتم إدخاله عن طريق مجرى البول (الأحليل) ويتم قطع الورم وكي جدار المثانة لإيقاف النزيف. وبالرغم من أن هذه الطريقة يمكن أن تقضي على الورم نهائياً إلا أن المريض معرض لتكوين المرض مرة أخرى، لذلك يجب إجراء الفحص بالمنظار كل بضعة أشهر للتأكد من أن المثانة مازالت سليمة وخالية من الأورام.

وللوقاية من سرطان المثانة ينصح بالابتعاد عن التدخين، وعلاج التهابات المسالك البولية، وأخذ الحيطة من عدم الإصابة بالبلهارسيا، وأيضاً أخذ الحيطة عند التعرض للأصباغ والطباعة، وتناول السوائل فيعتبر تناول كميات كبيرة من السوائل لدى مرضى سرطان المثانة نمطا من أنواع العلاج، وذلك عن طريق زيادة الحصيل البولي منقصاً بذلك فترة ألتماس بين العوامل المسرطنة والبطانة البولية، كما أنها تقلّل من تركيز العوامل المسرطنة في البول، وكذلك على الأطباء توخي الحذر عند استخدام الأشعة المفرطة لتصوير الحوض عند بعض المرضى.