hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية : ضرورة تقسيم مسافات طريق الباطنة السريع

05 مايو 2018
05 مايو 2018

حمد بن سالم العلوي -

[email protected] -

إن طريق الباطنة السريع، الذي سيحتضن حركتنا المرورية اعتباراً من يوم غد، الموافق السابع من مايو 2018م هو يوم ينتظره المواطن بشوق يُماثل يوم افتتاح طريق الباطنة القديم لأول مرة في مطلع السبعين، فإن كان ذلك نقل الناس من السير على طرق غير ممهدة إلى الطرق المعبدة، فإن الطريق السريع سيزيح عن الناس هموم ومشقة التعامل مع التعرجات والدوارات، وسينقلنا من طرق الضرورة والحد الأدنى من التيسير، إلى طرق الرفاهية التي تواكب عصر الحداثة والسرعة والتمدن، كما أن هذا الطريق ليس فقط، سينقل الحركة الى مرحلة متقدمة جداً تواكب القرن الحادي والعشرين، بل سيكون أكثر أماناً لمستخدميه، إذا ما هم التزموا الحيطة والحذر، وعملوا على الأخذ بالأسباب لحفظ حياتهم، وعدم إهمال التقيد بقواعد وآداب المرور، فقانون المرور يمثل مفتاح الخارطة في استخدام السيارة والطريق، وكذلك التعامل مع الآخرين بأمان واحترام.

ولكن هذا الطريق سيعبر بالناس في مناطق تكتشف لأول مرة من قبلهم، فسيشعرون بالغربة والرغبة لمعرفة الجغرافيا الصماء التي سيمرون عليها بلا معالم في معظمها، فإذا استغنينا عن الترقيم الذي كان يرافق طريق الباطنة القديم، والمعرف بالرقم واحد، وذلك لأن العمران الذي أحاط بجانبي الطريق لاحقاً، قد أغنى عن الترقيم الذي رافق الطريق ذات الاتجاهين في الماضي، إلا أن الطريق السريع الجديد، ليس له معالم تُعرّف بالمناطق التي يمر بها، لذلك فإن الضرورة تحتم على وزارة النقل والاتصالات، أن تضع ترقيما ينطلق من مشارف مسقط، وليكن تقاطع القرم نقطة (الصفر) وإلى نهاية الطريق عند المنافذ البرية، ولتكن خطمة ملاحة نقطة (النهاية) بحيث يتم وضع رقم واضح مقروء من قبل الجميع، وذلك كل مسافة عشرة كيلومترات، بحيث يُقرأ تصاعدياً من مسقط الى الخارج، ويقرأ تنازلياً باتجاه مسقط وهكذا.

كما أن نقاط الخدمات، كالوقود وورش صيانة المركبات، والمقاهي والاستراحات، يجب أن يُستعجل في استحداثها، لأنها تمثل ضرورة ملحة، وكذلك نقاط لشرطة المرور أو النجدة، ونقاط الإسعاف وحتى الطائرات المروحية، أكانت للإسعاف أو للرقابة المرورية، تعد كذلك من الضروريات المهمة، ذلك بالنظر إلى أهمية هذا الطريق الرائع، والذي سيزهو كثيرا بتوفر هذه الخدمات الأساسية، وأيضاً نتمنى أن تكون هناك أبراج على طول الطريق، تزود بكاميرات تراقب لمسافة منسقة، وليس فقط كاميرات رصد السرعة التي ترصد السرعة وحدها، ولا ترى السلوكيات الخطرة التي يقوم بها بعض السائقين .. فهل يا ترى سيظفر هذا الطريق بهذه الأساسيات الضرورية والملحة، حتى ينعم مستخدمو الطريق براحة البال، وراحة النفس من هول المفاجآت التي لازمت الطرق القديمة.

*اعلم أخي السائق:{إن القيادة، فن، وذوق، وأخلاق، وأنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها} وقال تعالى: {.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة (195).