1326678
1326678
عمان اليوم

« مسكن » .. بلدة زاخرة بالمعالم الأثرية ومعامل صهر النحاس التاريخية

04 مايو 2018
04 مايو 2018

الأهالي يطالبون بافتتاح المركز الصحي وإنشاء سدود للأودية -

عبري :‏ سعد الشندودي -

ولاية عبري تشتهر بالعشرات من القرى والبلدات التابعة لها التي تمتاز بالمعالم الأثرية والسياحية والتاريخية الضاربة في عمق التاريخ .

وقد كانت لنا وقفة ببلدة مسكن بولاية عبري وذلك لمعرفة سبب تسمية هذه البلدة بهذا الاسم ومعرفة أهم المعالم التاريخية والأثرية والسياحية التي تشتهر بها بالإضافة إلى معرفة الطموحات والجهود والأعمال التي قام بها الأهالي من أجل الارتقاء والنهوض بالبلدة .

سبب التسمية

إن سبب تسمية بلدة مسكن بولاية عبري بهذا الاسم حسب ما يذكر كبار السن بالبلدة يعود لوجود قنطرة قديمة في الماضي لعبور القوافل القادمة من محافظة الباطنة إلى محافظة الظاهرة والعكس، وبلدة مسكن تقع في الجزء الشمالي من ولاية عبري وتبعد عن مركز الولاية حوالي 50 كيلومترا، وتربطها العديد من الطرق لمختلف الولايات وذلك كولاية الرستاق والتي تبعد عنها بحوالي 70 كيلومترا وولاية الخابورة عن طريق وادي الحواسنة والتي تبعد عنها بحوالي 65 كيلومترا وولاية صحم والتي تبعد عنها بحوالي 75 كيلومترا، وفي العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - قام جلالته بالتوقف في بلدة مسكن عام 1974م ، أثناء جولاته المستمرة بمحافظات السلطنة والتقى حينها جلالته بأهالي وشيوخ بلدة مسكن وتوابعها.

معامل صهر النحاس

التاريخ في بلدة مسكن يحكي الكثير عن الإنسان القديم الذي عاش في هذه البلدة العريقة بداية من الآثار القديمة ومن أهمها (معامل صهر النحاس) والتي تعمل على صناعة الأدوات النحاسية قديماً بالإضافة إلى المقابر القديمة، ويبقى حصن بيت الجبل شامخاً والذي يعود بناؤه لأكثر من 400 سنة تقريباً ويقع الحصن في أعلى ربوة جبلية في وسط البلدة وكان به عدد من المدافع الأثرية القديمة، ويوجد بالبلدة كذلك العديد من الأبراج التاريخية ومن أهمها برج المني والذي يعد من الأبراج القديمة في البلدة ويقع البرج في قمة جبل شرقي البلدة بالإضافة إلى برج المقيشر وبرج المزرع وبرج اللمثار وبرج الحصن وغيرها من البروج، وأيضاً ما يميز بلدة مسكن وجود الحارات القديمة المبنية من الطين والحجارة وهي شامخة تحكي الكثير من القصص عاشها الآباء والأجداد في العصور السابقة .

الصناعات الحرفية

بلدة مسكن بعبري تشتهر بالعديد من الصناعات الحرفية التي عمل بها أهالي البلدة سابقاً وتشتهر كذلك بالصناعات المعدنية والنحاسية، وقد عمل الأهالي في البلدة قديماً على صناعة الأسلحة التقليدية وذلك كصناعة السيوف والخناجر، وصناعة السعفيات والخوصيات ومنها ( السمة ) التي تصنع من سعف الغضف الذي يشبه السعف ويؤتى به من الوديان بالإضافة إلى ذلك فإن نساء البلدة يصنعن في السابق المدريات من المدر وهو نوع خاص من الطين يجلب من مقطعة المدرة، وتشتهر البلدة كذلك بالفنون الشعبية التقليدية كفن العيالة والعازي والشلة والرزحة وغيرها من الفنون الشعبية .

المعالم الأثرية والتاريخية

إن بلدة مسكن بعبري تمتاز بالمعالم الأثرية والتاريخية ويوجد بها مسجد الحجرة القديم وهو من المساجد الأثرية القديمة والذي يعود بناؤه إلى أكثر من أربعة قرون ويوجد بالقرب من المسجد مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والتي تتلمذ عليها كثير من أبناء البلدة في السابق على يد المرحوم علي بن سالم الكلباني ( المطوع ) والذي كان يعطي تلاميذ وأبناء البلدة تعاليم حفظ القرآن الكريم وتجويده، وكذلك تشتهر البلدة بجبل النمر وهو شعار البلدة ويقع الجبل شمال البلدة وسمي بهذا الاسم لوجود حيوان النمر العماني ويكثر به كذلك حيوان الوعل والذئب والغزال وخلايا نحل العسل.

تمتاز بلدة مسكن بعبري بالعديد من الأودية وذلك كالوادي الكبير ووادي إيبط ووادي القرطي ووادي مقر الذي يتميز بالمياه، وظلاله الوافرة وبنخيله الشامخة وجمال منظره وتكثر في هذه الأودية العديد من الأشجار البرية كالسدر والشوع والسيداف والسمر والضجع وغيرها من الأشجار الوارفة الظلال .

المنجزات التنموية

تعتبر أشجار النخيل رمز الحياة في بلدة مسكن بعبري وتشتهر البلدة بالعديد من أشجار النخيل كالنغال والفرض والخصاب والقسويح بالإضافة إلى زراعة البرسيم والذي يعد دلالة واضحة على اهتمام أهالي البلدة بالمحاصيل الزراعية، وزراعة الثوم والموز وثمار الباباي «الامبا»، ويوجد بالبلدة فلج مسكن وهو يعتبر من الأفلاج الداودية دائمة الجريان وهو ينقسم إلى شقين الشق الأول المسمى ( بأم الفلج ) ويأتي من وادي القرطي والشق الثاني يأتي من الوادي الكبير.

وحظيت البلدة بالعديد من المنجزات التنموية خلال عهد النهضة المباركة فتوجد بها مدرسة سعد بن عبادة للتعليم الأساسي، وجامع مسكن التابع لديوان البلاط السلطاني ومدرسة تعليم القرآن الكريم، ومركز صحي مسكن. وفي مجال الطرق فقد حظيت البلدة بنصيب وافر من الطرق الداخلية بالبلدة وإنشاء طريق مسكن -‏ كهنات، وبذلك أصبحت بلدة مسكن نقطة ومركز عبور بين أربع ولايات وهي: عبري، والرستاق، والخابورة، وصحم .

طموح الأهالي

إن الأهالي ببلدة مسكن بولاية عبري يأملون ويطمحون من قبل الحكومة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - باني نهضة عمان الحديثة أن تقوم وزارة الصحة بافتتاح مركز صحي مسكن والذي تم الانتهاء من بنائها منذ أكثر من ثلاثة أعوام وجاهز بمعداته وتجهيزاته وإلى يومنا هذا لم يفتتح، وبالرغم من التكلفة المالية الكبيرة للمشروع، وخاصة وأن المركز الصحي سيخدم شريحة كبيرة من الأهالي ومن البلدان التابعة للبلدة، ورصف الطرق الداخلية لمخطط مرتفعات مسكن، حيث أصبحت مكتظة بالمساكن والأهالي وهم يعانون من الأتربة وما شابه ذلك، وكذلك ينقص المخطط توصيل خدمة ماء المسرات والذي لا يبعد سوى كيلو متر عن أقرب نقطة، وصيانة الفلج، حيث إنه لأكثر من 20 عاما لم تتم صيانته، وهناك الآلاف من النخيل التي هي مهددة بالموت بسبب قلة المياه، وماتت الكثير من النخيل والمزروعات، وتحتاج أيضا لعمل سدود لتغذية المنسوب الجوفي بالبلدة لأن البلدة توجد بها العديد من الأودية، وكذلك يعاني أهالي بلدة مسكن عند نزول الأودية من دخول الوادي إلى منازلهم ومزارعهم وتسبب في كثير من الخسائر للأهالي وتمت مخاطبة الجهات المختصة ولكن بدون جدوى، ويرجع السبب الأساسي لوجود خطأ هندسي في الطريق الذي يربط البلدة بولاية الرستاق، حيث قام أهالي البلدة بمحاولة تفادي المشكلة ببناء جسر من الطابوق العادي ولكن صار بدون جدوى، وكذلك يطالب الأهالي ببناء مجلس عام للبلدة كون المجلس الذي تم بناؤه منذ أكثر من 20 عاماً لا يتسع لأهالي البلدة سواء في الأفراح أو في إقامة العزاء وأصبحوا يستخدمون المسجد في التعازي واللقاءات وهذا مما يدل على عدم وجود أي جدوى للمجلس الحالي، ولهذا نتمنى من الجهات المختصة استبدال المجلس الحالي بمجلس أكبر مساحة ويتسع لجميع المناسبات والفعاليات، وتبقى الحاجة ملحة لعمل مركز للدفاع المدني بالبلدة لكون البلدة تبعد عن مركز مدينة عبري حوالي 51 كيلومترا، بالإضافة إلى ذلك فإن الأهالي ببلدة مسكن يطالبون بإنشاء عبارات لمجرى الوادي الكبير لأن الطريق أصبح مزدحما بالمركبات وفي حالة جريان الأودية ينتظر أصحاب السيارات لعدة ساعات، ورصف طريق الرسة -‏ مقر - مسكن لمسافة 12 كيلومترا ويطالب الأهالي أيضاً بإنشاء طريق يربط بين ولاية عبري من بلدة الحيال وإلى بلدة الحيلين بولاية السويق لمسافة تقدر بحوالي 30 كيلومترا.