المنوعات

إرجـاء جائـزة نـوبـل للآداب فـي 2018 إلـى العام التالي

04 مايو 2018
04 مايو 2018

ستوكهولم، (أ ف ب) - تغيب جائزة نوبل للآداب أعرق المكافآت الأدبية في العالم منذ أكثر من قرن، هذه السنة للمرة الأولى منذ سبعين عاما فيما تجد الأكاديمية السويدية التي تمنحها، نفسها في دوامة على خلفية اتهام رجل مرتبط بها باعتداءات جنسية.

وقال الأمين العام الدائم للأكاديمية اندرس اولسون في بيان الجمعة «نرى ضرورة أخذ الوقت لاستعادة ثقة الرأي العام بالأكاديمية قبل الإعلان عن الفائز المقبل» مضيفا ان العام 2019 سيشهد إعلان فائزين.

وتمر الأكاديمية التي أسست في العام 1786 على نموذج نظيرتها الفرنسية، بأزمة منذ نوفمبر مع انعكاسات حركة #أنا_أيضا للتنديد بالتحرش الجنسي في أواخر 2017.

فقد نشرت صحيفة «داغنز نيهيتر» شهادات 18 امرأة يؤكدن أنهن تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء أو التحرش الجنسي من قبل الفرنسي جان-كلود أرنو الشخصية المؤثرة على الساحة الثقافية السويدية.

وأرنو هو أيضا زوج الشاعرة كاترينا فورستنسون العضو في الأكاديمية.

وقد نفى أرنو ان يكون ضالعا في سلوك كهذا.

وقد أدى نشر هذه الشهادات الى خلاف عميق بين أعضاء الأكاديمية الثمانية عشر حول طريقة التعامل مع هذه القضية.

وفي الأسابيع الأخيرة اختار ستة منهم الاستقالة من بينهم الأمينة الدائمة للأكاديمية سارة دانيوس.

وقال أولسون إن «أعضاء الأكاديمية السويدية النشطين يدركون تمام الإدراك بان أزمة الثقة الراهنة تلزمنا بضرورة الاتفاق على تحرك متين وطويل الأمد من أجل التغيير». وتعرف الأكاديمية التي أسست العام 1786 عادة بنزاهتها وتكتمها فيما تحيط السرية باجتماعاتها وقراراتها.

إلا ان الخلاف ظهر الى العلن وشن أعضاء في الأكاديمية هجمات على أعضاء آخرين عبر وسائل الإعلام. وكانت المرة الأخيرة التي لجأت فيها الأكاديمية الى إرجاء إعلان الجائزة، في العام 1949.

ونال الجائزة بعد سنة وليام فولكنر بالتزامن مع برتراند راسل.

وهي تحفظت عن منح الجائزة في ست مناسبات أخرى في 1915 و1919 و1925 و1926 و1927 و1936 وفي أربع منها أرجئ منح الجائزة لتسلم تزامنا مع مكافأة السنة التالية.

وكان أعضاء عدة في الأكاديمية ألمحوا الى احتمال إرجاء جائزة العام 2018 بسبب هذه الأزمة التي لطخت سمعة الأكاديمية وسمعة جائزة نوبل.

وأعرب خبراء في الأدب في السويد عن حزنهم للقرار إلا انهم اعتبروه صائبا.

وقالت الناقدة الأدبية ماريا شوتينيوس من صحيفة «داغنز نيهيتر» لوكالة فرانس برس «أظن انه قرار حكيم وأفضل الممكن.

ستنسح لهم فرصة لإصلاح الأكاديمية خلال هذه السنة وتعيين أعضاء جدد للعودة بأكاديمية قوية يمكنها أن تمنح الجائزة».

ويعين أعضاء الأكاديمية عادة مدى الحياة من دون إمكانية الاستقالة حتى، لكن يمكنهم «إخلاء» مقاعدهم من خلال عدم المشاركة في الاجتماعات والقرارات.

إلا انه بغية ضمان استمرارية الأكاديمية، قرر ملك السويد كارل غوستاف وهو راعيها، الأربعاء الماضي تغيير نظامها الداخلي للسماح بتغيير أعضائها أو استقالتهم.

وبعد ورود الاتهامات في الصحف، قطعت الأكاديمية روابطها بمركز أرنو الثقافي «فوروم» في ستوكهولم الذي كانت تدعمه ماديا لسنوات والذي كان ملتقى للنخبة الثقافية في البلاد.

وكان المركز الذي يملكه أرنو وزوجته يقدم المعارض والقراءات والمسرحيات من قبل النخبة الثقافية والهواة، بينهم فائزون بجوائز نوبل للآداب.

وقد أقفل المركز الآن.

واظهر تقرير أعد لحساب الأكاديمية وجود تضارب مصالح وتسريب أعضاء في الأكاديمية أسماء فائزين بجوائز نوبل.

وقد عجزت الأكاديمية عن الاتفاق على القرارات التي ينبغي اتخاذها مع فريق دافع عن فورستنسون والحرس القديم في الأكاديمية، في حين أراد الفريق الآخر المدعوم من دانيوس، إدخال إصلاحات.

واعلن مدعون عامون في منتصف مارس الماضي انهم أوقفوا أجزاء من تحقيق حول أرنو بشأن ادعاءات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي بين العامين 2013 و2015 بسبب عدم كفاية الدليل.

ولا تزال بقية التحقيقات متواصلة.

وقال جهاز الجرائم الاقتصادية في السويد الأسبوع الماضي انه يحقق في قضية «مرتبطة بالأكاديمية» التي وفرت معلومات حول الدعم المادي الذي تلقاه أرنو. وأتت هذه الفضيحة أيضا بعد تعرض الأكاديمية لانتقادات قاسية في بعض الأوساط لمنحها جائزة العام 2016 الى المغني والمؤلف الأمريكي بوب ديلان.

وقد فاز بالجائزة العام 2017 الكاتب البريطاني من أصل ياباني كازوو إيشيغورو.