1325859
1325859
المنوعات

المسـلمـون في بيلاروس.. محاضـرة بالجـامع الأكـبر

03 مايو 2018
03 مايو 2018

كتبت - بشاير السليمية -

أقام المتحف الوطني مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «المسلمون في بيلاروس، تاريخهم والتعايش السلمي على مدى ستة قرون»، قدمها الشيخ يعقوب ألكسندروفيتش بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر.

استهل الشيخ ألكسندروفيتش المحاضرة بما يمكن أن نعتبره «نادرة الزمان»، والذي قد يكون سبب إقامة محاضرة كهذه في مسقط، حيث إن المسلمين البيلاروس الذين يمارسون شعائر الدين الإسلامي الحنيف منذ (600) عام في وسط نصراني، يثيرون اهتماما كبيرا في جميع أنحاء العالم بحسب ألكسندروفيتش.

وناقش الشيخ في المحور من الأول من المحاضرة «تاريخ المسلمين خلال عهد دوقية ليتوانيا الكبرى»، تاريخ الثقافة الإسلامية خلال ذلك العهد والمعروفة باسم الثقافة «الليتوانية التتارية»، واستعرض الشيخ رحلة شعب التتار ـ والذين هم أسلاف المسلمين الحاليين في بيلاروس ـ حيث جاؤوا إلى بيلاروس واستوطنوا فيها باحثين عن مأوى في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي أي منذ ستة قرون مضت، أما عن السماح لهم ببناء المساجد فجاء حسب ألكسندروفيتش بعد ما قاتل التتار جنبا إلى جنب مع البيلاروس والبولنديين والليتوانيين، ضد الغزاه الصليبيين الآتين من الغرب، تم إعفاؤهم من جميع الضرائب والرسوم وسمح لهم بإنشاء المساجد، ولذات السبب دعى العديد من الأمراء النصارى التتار للاستقرار بالقرب من حدود الدولة ليكونوا خط الدفاع الأول للبلاد.

وفي المحور الثاني تحدث الشيخ يعقوب عن المساجد في بيلاروس، وعلى حد قوله فإن أقدم مسجد كان في مدينة نوفوغرودوك، وذكر في السجلات المخطوطة أنه يعود إلى العام 1558م، وفي عام 1792، حصل التتار على حق إقامة مسجد، وفي عام 1796 شيدوا مسجدهم. تشير السجلات كما ذكر ألكسندروفيتش بأن المسجد بني من الأخشاب، وكان يقع في الشارع المعروف باسم لينين اليوم، ومنذ عام 1842 أضيف ملحق للمسجد والذي يعتقد بأنه كان مصلى للنساء.

وتحدث الشيخ كذلك عن تاريخ جامع مينسك، ومساجد أخرى في بلدات مثل: سلونيم ومولوديشينو وأوشميناخ، كما تطرق إلى القوانين التي تتعلق بحرية ممارسة الدين وتنظيم المؤسسات الدينية، وعن المؤسسات المسؤولة هذه الممارسات مثل الجمعيات الاجتماعية والثقافية لمجتمع التتار في مينسك وغرودنو، والجمعية البيلاروسية للمسلمين التتار والتي تشكلت في صيف عام 1991، والمعروفة باسم «الكتاب»، والجمعية الدينية الإسلامية في جمهورية بيلاروس في شتاء عام 1994.

والجدير بالذكر أن الشيخ يعقوب (أليكساندروفيتش)، من مواليد عام (1968م) في بلدة «كلتسك»، منطقة (مينسك)، وقد تخرج الشيخ يعقوب من المدرسة الثانوية، وتخصص في الهندسة اللاسلكية، في حين درس الشيخ أساسيات الدين الإسلامي الحنيف، وتم انتخابه عام 2010م لمجلس المجتمع المحلي المسلم، وإماما لمسجد «نافاهروداك»، ويعمل حالياً كمهندس متفرغ في «شركة منطقة نافاهروداك للشبكات الكهربائية»، إضافة لكونه إماما، وخطيبا بمسجد «نافاهروداك»، وقد رافقه في ترجمة المحاضرة المباشرة أمين عام المتحف الوطني جمال الموسوي. في حين يتواصل معرض «بيلاروس على مفترق طرق التواصل الحضاري» بالمتحف الوطني في مسقط بقاعة المعارض حتى يوم الاثنين الموافق2 يوليو 2018م، والذي دشن في الثاني من أبريل الماضي.