1325603
1325603
العرب والعالم

الصليب الأحمر: تضارب مصالح الدول الكبرى في سوريا سيشعل المنطقة مجددا

02 مايو 2018
02 مايو 2018

بريطانيا تقر بقتل مدني في غارة جوية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

اعتبر مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر، أن وجود دول كبرى في سوريا يجعل الوضع في هذا البلد والمنطقة مضطربا وغاية في الخطورة بسبب تضارب مصالح هذه الدول.

وقال ماورر في موجز صحفي في جنيف: «نادرا ما رأينا في السنوات الأخيرة، مثل هذه التناقضات العميقة بين مصالح الدول الواقعة في مثل هذا القرب وفي مساحة صغيرة من الأرض. لا نتحدث عن الاحتمالات، ولكن هذا الوضع يبقى خطيرا، ويتفاقم خطيرا عندما لا تعود مناطق النفوذ الفعلية إلى الاستقرار وتتحول فجأة إلى خط قتال أمامي».

وأشار ماورر إلى أنه تم إجلاء الكثير من المسلحين إلى محافظة إدلب ليبرز «السؤال الكبير»، الذي يتلخص الآن في كيفية تطور الوضع لاحقا، وهل سيصبح من الممكن التوصل إلى حل من خلال المفاوضات حول إدلب، في ظل نفوذ الدول الكبرى واللاعبين في إدلب أو ستندلع المعارك من حين لآخر كما حدث بشكل دوري في العامين الماضيين؟».

وشدد على أن الوضع في سوريا وصل الآن إلى «الحافة» وأنه إما أن تتوصل الدول الكبرى لموقف جماعي لوقف الحرب أو «سنشهد وضعا خطيرا جدا مرة أخرى».

وأشار في الوقت نفسه إلى أن «زيارته الأخيرة لموسكو وأماكن أخرى، دلت على الأرجح، أنه يتم بذل الجهود الدبلوماسية لإيجاد فرص التوصل إلى حد أدنى من التوافق حول استقرار سوريا على أساس مناطق النفوذ الحالية والاتفاقات بين اللاعبين الرئيسيين في مناطق النفوذ هذه».

ونشرت وسائل إعلام تركية صورة قالت إنها تظهر لأول مرة، وتؤكد وجود قوات فرنسية إلى جانب القوات الأمريكية في مدينة منبج في ريف حلب شمال غربي سوريا. وذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أن الصورة تظهر تواجد مدرعة فرنسية بجنودها وتحمل العلم الفرنسي تؤدي دورية مشتركة مع قوات أمريكية وسط مدينة منبج.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية قولها إن عدد الجنود الفرنسيين المتواجدين في منبج يبلغ 50 جنديا. وكان شرفان درويش المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» قد قال امس الاول إن الولايات المتحدة وفرنسا تؤسسان لقاعدة عسكرية جديدة في منبج السورية.

وأشار درويش إلى أن «القاعدة الأمريكية الفرنسية الجديدة يتم تجهيزها على الخط الشمالي لمنبج، لتضاف إلى القواعد الموجودة مسبقا غربي المدينة، فيما يتم تسيير دوريات برية وجوية لمراقبة وحماية المنطقة».

من جهة أخرى، انتهت عملية إجلاء مسلحي «جبهة النصرة» عن الأحياء الجنوبية لدمشق، مشيرة إلى استمرار عدد من عناصر التنظيم المذكور في نشاطهم وانضمامهم لـ«داعش».

وكانت 5 حافلات تقل نحو 200 مسلح مع ذويهم قد غادرت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إخراج المسلحين من المخيم، بحضور عناصر من الجيش السوري.

يذكر أن الحكومة السورية كانت قد توصلت إلى اتفاق مع المسلحين برعاية روسية، نصّ على خروج المسلحين من مخيم اليرموك إلى إدلب شمال غربي سوريا، وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة هناك والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين، وتحرير مخطوفي بلدة اشتبرق في ريف إدلب أيضا على مرحلتين، وعددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال.

ميدانيا، يواصل الجيش الحكومي السوري عملياته العسكرية لإنهاء وجود داعش في الحجر الاسود جنوب دمشق. ونفذ الطيران الحربي السوري عدة غارات مركزة وجه من خلالها ضربات على تحصينات وخطوط إمداد ومحاور تحرك مسلحي داعش في منطقة الحجر الأسود.

وأفاد مصدر عسكري بأن وحدات الجيش الحكومي تنفذ عمليات تكتيكية دقيقة على خط النار الأول باتجاه نقاط يتحصن فيها قناصون ومجموعات إرهابية اتخذت من الأبنية السكنية جنوب الحجر الأسود منطلقا لشن اعتداءاتها في محاولة منها لتشكيل كثافة نارية لإعاقة تقدم مجموعات الاقتحام.

من جهة اخرى، ذكرت الحكومة البريطانية امس أن مدنيا سوريا قتل من طريق الخطأ في غارة شنتها القوات الجوية البريطانية ضد تنظيم داعش.

وقال وزير الدفاع غافن وليامسون في بيان: إن القوات الجوية البريطانية استهدفت مقاتلي التنظيم في شرق سوريا في 26 مارس وقتلت شخصا كان يستقل دراجة أثناء عبوره في تلك المنطقة في اللحظة الأخيرة.

ويأتي ذلك غداة تقرير لهيئة بي بي سي نقل عن مصدر في التحالف ضد تنظيم داعش اعتقاده أن مدنيين قتلوا في «العديد» من الهجمات الجوية البريطانية.