1324972
1324972
عمان اليوم

المفتي: الأمة لا تزال بخير ما حافظت على القرآن والمسجد

02 مايو 2018
02 مايو 2018

افتتح مسجد سعيد بن خلفان الخليلي بالموالح -

متابعة ـ بشير الريامي -

أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن الأمة ما تزال بخير ما حافظت على القرآن والمسجد فالقرآن كلام الله الموجه إلى الأمة، وهو هدى للمتقين وهدى وبشرى للمؤمنين، وهو شفاء ورحمة للمؤمنين، والمسجد هو الذي يجمع شتات الأمة على الخير، فيجمع القوي والضعيف والغني والفقير والعربي والأعجمي والغني والفقير، فتذوب بينهم جميع النعرات والحواجز والفوارق، حيث ينتظمون في حركاتهم وركوعهم وسجودهم. جاء ذلك في الحفل الذي أقيم بمناسبة افتتاح مسجد العلامة المحقق الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي بمنطقة الموالح بولاية السيب.

وأشار سماحته في الكلمة التي ألقاها إلى أنها من الفرص العظيمة أن نلتقي في افتتاح هذا البيت من بيوت الله، وفي مناسبة افتتاح هذا الصرح الـديني، وقد جعل الله بناء هذه البيوت في أرضه لعبادته للمسارعة إلى رضوانه ونيل الأجر العظيم ورحمته وجنته، وقد اختارها الله سبحانه وتعالى للرفع من شأنها، واختصها لنفسه فقال: «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا»، وهي مشرق النور ليذكر فيها اسمه، وقد جعلها الله لعباده ليأنسوا بعبادته، فكانت عمارة بيوت الله من أعظم القرب التي تقرب المؤمن إلى الله فقال سبحانه: «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، وأشار سماحته إلى أن عمارة بيوت الله هي عنوان الإيمان بالله واليوم الآخر، وقد شهد الرسول عليه الصلاة والسلام على الذين يعمرون المساجد ويترددون عليها بالإيمان فما أعظمها من شهادة من الله ورسوله.

وأضاف: ولا ريب أن عمارة المساجد لا تنحصر في بنائها وصيانتها فقط، ولكنها تتعدى إلى إقامة العبادات فيها وإلقاء الدروس والتردد إليها؛ لتلقي العلوم الدينية، وعندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة اعتنى فيها أولا بالمساجد فأسس مسجد قباء على تقوى من الله، وبعد ذلك أقام مسجده في المكان الذي بركت فيه ناقته فأقام الرسول فيه الصلوات والخلفاء الراشدين من بعده فأقيمت حلقات العلم والرسول يعلم الناس ما ينزل إليه من الوحي ويعلمهم الكتاب والحكمة، وكانت حركة الأمة السياسية، وكانت بمثابة ثكنة عسكرية، فكانت كتائب القتال تنطلق من المساجد، وبالتالي فلا بد من أن تعاد إلى المساجد مكانتها وهيبتها لتكون أماكن تدار منها شؤون الأمة بأكملها، وأن تكون مراكز إشعاع ومنارات للدعوة ومحاريب للعبادة، ولا بد أن تجتمع هذه المهام في رسالة المسجد.

وبيّن سماحته أهمية الصلاة وتأديتها على أكمل وجه فأثر الصلاة روحاني يؤثر على باطن الروح، وهكذا تبين حاجة الناس لتنقية أرواحهم، كما بين أهمية تعويد الناشئة وتربيتهم على حب التردد إلى المسجد ليكون الرباط وثيقا. وكان حفل افتتاح مسجد الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي قد اشتمل على تلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها أحمد بن حمد الشبيبي، ثم كلمة جماعة المسجد ألقاها الدكتور هلال بن سعيد الشيذاني رحب فيها بالحضور ودعا الله أن يتقبل هذا العمل في ميزان من ساهم في بنائه وبيّن أهمية بناء المساجد التي انتشرت في أقاصي الأرض ودانيها وميز القائمين عليها بالإيمان بقوله تعالى: «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، وقال: إن الجهود تضافرت من أهالي المنطقة بتبرعات شخصية ومتابعة للمشروع حتى اكتماله، وكذلك من أصحاب الخير والأيادي البيضاء؛ لبناء هذا الصرح الديني الذي يشغل حوالي ألف متر مربع، ويتسع لخمسمائة مصل بالإضافة إلى توفر المرافق الأخرى لخدمة المصلين وأكد على أن افتتاح المسجد نقطة مضيئة وأكثر ازدهارا لعبادة الله وذكره ودعا في آخر كلمته أن يديم الله سبحانه وتعالى الأمن والأمان لبلادنا وسائر بلاد المسلمين وأن يمن على سلطان البلاد بالصحة والعافية والعمر المديد، كما ألقى زاهر السابقي قصيدة شعرية، وبعد ذلك تم تكريم المهندس حمود الشكيلي مدير الكلية المهنية بالسيب ثم تم تكريم قسم النجارة بالكلية المهنية على المساهمة التي قدمها خلال فترة بناء المشروع.

وقال حمد الشبيبي ومحمد الداودي وكيلا المسجد: إن المسجد بني بتعاون وتكاتف الأهالي في هذه المنطقة بالإضافة إلى المساهمين من أهل الخير في بلادنا الغالية مضيفين أن تكلفة بناء المسجد بلغت حوالي ٢٤٠ ألف ريال عماني، ويتسع المسجد لحوالي خمسمائة مصل بالإضافة إلى الفناء الخارجي للمسجد الذي يتسع لحوالي خمسين مصليا، وتوجد أيضا بالمسجد المرافق الأخرى التي تخدم المصلين من المواضئ ودورات المياه.