1322289
1322289
مرايا

مشاركة المؤسسات في «الشعبانية » هل تكسر روح الأصالة؟

02 مايو 2018
02 مايو 2018

عادة سنوية تراثية  -

استطلاع- سُعاد بنت فايز العلوية -

تتعاقب الأجيال مع مرور السنين، حاملة معها طابعا خاصا يميزها محتفظة بشيء من الموروث القديم لأجيال سبقتها، فمنها مالا يلبث سنوات قلال ومنها ما يظل راسخا وإن طرأ عليه تجديد.

ولعل من أبرز ملامح التراث التقليدي في ولاية صور عادة (الشعبانية)، التي تشتهر بها الولاية وتحتفل كل عام في الرابع عشر من شهر شعبان؛ حاملة معها شكلا آخر للصدقة والتكافل وفك كربة.

مرايا يسلط الضوء على بعض التغييرات التي طرأت على هذا الإرث والتي من أهمها مشاركة مختلف المؤسسات في هذه المؤسسة واستقبالها للأطفال لمشاركتهم الفرحة، وكذلك تنظيم الفعاليات المفتوحة في المراكز التجارية. حيث نستطل آراء متباينة بين التأييد والمعارضة، ونستعرض أمثلة على الفعاليات المنفذة في الولاية.

من الحارات إلى المؤسسات

في البداية سألنا حمود الغيلاني- باحث تاريخي- هل تعتبر مشاركة المؤسسات مؤشرا لاندثار هذه العادة الموروثة؟ فأجاب قائلا: رغم أن فكرة الاحتفال في المؤسسات لها جوانب إيجابية إلا أن لها سلبياتها أيضا؛ فمن الإيجابيات حماية الأطفال من ضربة الشمس وحوادث السيارات، و ترافق مع جولاتهم في السنوات الأخيرة وجود عاملات المنازل، وكذلك وجود فئات أعمارهم كبيرة.

إلا أن السلبيات واضحة؛ وهي افتقاد درجة السعادة في نفوس الأطفال عند دخولهم للمنازل والحصول على هداياهم، ووصل الأطفال لأرحامهم واستقبال عماتهم وخالاتهم من الأشياء المفقودة، ومن الملامح المفقودة كذلك وهي سلبية كبيرة، حصول الأطفال على مبالغ نقدية في الجولات بين الحارات مفقودة في المجمعات، وهناك الكثير.

وتعارض يسرى الغيلانية- رئيسة جمعية المرأة العمانية بصور- مشاركة المؤسسات في هذه المناسبة حيث تقول: نعم للموروث التقليدي الذي تتميز به ولاية صور وهي المناسبة الاجتماعية (الشعبانية) والتي تعكس الفرحة في عيون الصغار ويترقبها الكبار من خلال الاستعداد لها، ولذا أصبحت الشعبانية موضع اهتمام لكل أفراد الولاية، مما جعل المؤسسات والمراكز التجارية يشاركون الأهالي من خلال تنظيم الفعاليات وهذا شيء إيجابي يعكس روح التآلف بين الناس.

وتضيف: ولكن هذه الظاهرة كسرت روح الأصالة في طريقة كيف تكون الشعبانية في رونقها التقليدي الأصيل، لذا نحن لا نتفق مع هذا الاتجاه، ودعونا نحافظ على أصالة موروثنا الجميل ببساطته وجماله.

غياب الملابس التقليدية

ويقول وليد بن فايز المحيجري- ناشط إجتماعي ومدير شبكة أخبار صور-: أنا مع الاحتفال بمثل هذه المناسبة في المراكز التجارية لأنها تنوع من وجهات الأطفال؛ خاصة أن الهدف منها إدخال البهجة والسرور إلى الأطفال ، بشريطة أن تقام في أوقات غير أوقات الصباح والتي يستمتع فيها الأطفال بالتنقل بين البيوت في جماعات، مما يساهم في زيادة الروابط المجتمعية والتعارف .

وكذلك نتيجة لتوسع العمران الجديد واستحداث مناطق سكنية نرى أن هذا الموروث يقل رؤيته في هذه المناطق الجديدة في الولاية بسبب قيام أطفالها بممارسته في مناطقهم وحاراتهم القديمة.

ويقول: نعم هناك بعض التغيير في هذا الموروث حيث قل التزين بالملابس التقليدية عند الأطفال، فلم نعد نرى الدشداشة الصورية في الأولاد، وأيضا تم استبدالها عند البنات بالفساتين العصرية.

فعاليات سنوية

وحول تبني بعض المؤسسات لفعاليات سنوية بهذه المناسبة، نستعرض تجربة إدارة السياحة بمحافظة جنوب الشرقية التي تحتفل سنويا بليلة مفتوحة مع الأطفال، حيث يقول سعود بن حمد العلوي-مدير الإدارة-: تنظم إدارة السياحة بمحافظة جنوب الشرقية بدعم من شركة العنقاء للطاقة بتاريخ ١٤ شعبان من كل عام فعالية الشعبانية بمسرح حصن السنيسلة بعد صلاة المغرب للأطفال من سن ١٢ فما دون؛ إيمانا وعرفانا من الوزارة بإحياء هذه الموروثات الشعبية التقليدية المتأصلة في نفوس أهالي ولاية صور منذ قديم الأزل وإدخال البهجة والسرور في نفوس الأطفال وإضفاء الابتسامة على وجوههم ،من خلال مسابقات ترفيهية وتوزيع هدايا للأطفال والرسم على الوجوه والنقش بالحناء، وإتاحة الفرصة أيضا للأسر المنتجة لعرض وتسويق منتجاتها، والكثير من الفعاليات المشوقة والمثيرة. للأطفال.

ويضيف وتسعى الوزارة من خلال الفعاليات التي تنفذها في جميع المناسبات والمواقع بالمحافظات معانقة الماضي واستشراف آفاق المستقبل للترويج للمقومات السياحية والصروح التاريخية والأثرية وتنشيط السياحة الداخلية، فيما تقول الدائرة بزيارة للأطفال المرقدين في مستشفى صور المرجعي ومشاركتهم الفرحة.

أما عن الفعاليات المتاحة التي أقيمت هذا العام إلى جانب نشاط إدارة السياحة؛ فإن الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال احتفلت بالمناسبة في مركز الوفاء لتأهيل المعوقين، بالإضافة إلى زيارة الأطفال المرضى في المستشفى، واحتفلت جمعية المرأة العمانية بصور بالمناسبة بدعم من الشركة العمانية الهندية للسماد، واحتفل ماي ستي سنتر صور مع الأطفال في الفترة المسائية، بالإضافة إلى عدد من الفرق التطوعية في الولاية، واحتفالات داخلية في المؤسسات.