1317398
1317398
مرايا

كويتية تنحت من خشب الشجر ديكورات غير مألوفة

02 مايو 2018
02 مايو 2018

مع إضافات بسيطة من الزجاج أو مواد أخرى -

من- أحمد المصري -

هلا الجاركي فتاة كويتية تعشق الفن خصوصا النحت على خشب الأشجار، فهي تقوم بعمل ديكوراتها التي أبهرت الكويتيين بعد ابتكارها بطرق حديثة وأشكال تجذب الأنظار إليها، ولعل ما يثير الانتباه هو كيفية صناعة هذه الديكورات، فهي تبدو ديكورات غير مألوفة لأنها صنعت من خشب الشجر الطبيعي.

هلا الجاركي هي أول فنانة كويتية تقوم بهذا النوع من الصناعات، فهي تستخدم خشب الشجر في صورته البدائية، وتقوم بنحته بطرق تعطي ديكورات رائعة.

في البداية تقول هلا الجاركي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): “لدي مشروع متكامل حول هذه الصناعات، وأقوم بتسويق منتجاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستجرام، وتضيف: كان الموضوع في البداية صعبا كون هذا النحت يحتاج لنوع من المشقة والوقت والجهد، ولكن حبي لهذه الديكورات كان حافزا لي في التغلب على هذه الصعوبات».

وبدأت رحلة الجاركي في مجال ديكورات الأخشاب الصلبة عندما كانت في تركيا وحصلت على قطعة خشبية من الشجر حولتها إلى طاولة فخمة، وبعدها اتجهت إلى صناعة ونحت أدوات أخرى مثل الديكورات المنزلية، وتوضح أنها صنعت أطباقا من خشب الشجر يتم تقديمها على مائدة الطعام، حيث تجذب أنظار الضيوف. ومع كثرة تبادل الزيارات في رمضان لفتت الأطباق الخشبية المصنعة يدويا أنظار الزوار خصوصا النساء، حيث يمكن تقديم الأجبان والحلويات والعديد من الأشياء في هذه الأطباق.

وعن أنواع الخشب الذي تستخدمه «هلا» في صناعتها اليدوية قالت: إنها تستخدم العديد من الأخشاب الكويتية مثل خشب الصفصاف والسدر وبراهما، بالإضافة إلى أخشاب يتم استيرادها من الخارج خصوصا من شرق آسيا، ولعل أبرزها خشب الاكاسيا، وينقسم بدوره إلى نوعين أكاسيا تركي وأكاسيا شرق آسيوي، لكن هلا تعتمد في عملها على الأخشاب الصلدة، وتقوم بعمل مجسمات مختلفة من طاولات وأطباق وألواح.

ويمثل استيراد الأخشاب من شرق آسيا بالنسبة لهلا الجاركي بعض الصعوبة خصوصا في التكلفة؛ لأنها ما زالت ناشئة في السوق، ولا يوجد لديها مخازن لتخزين الأخشاب المستورة، كما أنها تستورد كميات صغيرة، وهذا يكلفها أكثر مقارنة باستيراد كميات أكبر؛ ولكنها تحتاج إلى شريك أو الاشتراك مع مجموعة في استيراد حاوية بأكملها.

وتلفت أعمال هلا انتباه المارة خصوصا الطاولة المستديرة التي تتكون من خشب صلب لكنها مجوفة وفوقها أحد الألواح الزجاجية، لكن هذا اللوح الزجاجي يمكن إزالته ووضع الدوة مكانه؛ والدوة يستخدمها الكثير من الكويتيين في صناعة الشاي والقهوة سواء في منازلهم أو في مخيمات البر، وحتى القواري التي تستخدمها هلا جعلتها تمتص الحرارة بحيث يكون في استطاعة الأشخاص حملها.

كما صنعت هلا مجسما على شكل أسد من الخشب الصلب لكنه منحوت بطريقة محترفة، وتم تركيب أرجل له مع نحت مميز للوجه، وهذا الأسد من الممكن أن يوضع ديكورا في المنازل، كما أنه جذب أنظار المارة، فاقترب منه العديد من الأشخاص سائلين هلا عن سعره الذي بلغ ألف دينار تقريبا.

أيضا تقوم هلا الجاركي بصناعة طاولات مستديرة ومستطيلة تستخدم في الصالون أو الدواوين تقدم عليها الطعام والمشروبات إلى الضيوف، بالإضافة إلى مجسمات أطباق خشبية تعطي منظرا متكاملا من الأخشاب الطبيعية المنحوتة، هذا بالإضافة إلى العديد من مجسمات الزينة التي تستخدم في المنازل، فجميعها مصنوعة من الخشب مع وضع إضافات بسيطة سواء من الزجاج أو مواد أخرى، لكن الشكل الخشبي يطغى على المجسم، ولعل ما يبرز المجسم هو الطريقة التي تم بها نحت الأخشاب. وتحظى هلا بدعم كبير من عائلتها حتى في السفر، فتجد أخاها يسافر معها، وتعتبر تركيا أبرز الدول التي تتردد عليها هلا بالإضافة إلى الهند وبعض دول شرق آسيا، ولم تطلب هلا أي دعم مادي من الدولة، ولكنها ترغب في الاعتماد على نفسها؛ لأنها اتخذت هذه الهواية كتجارة وبدأت في تأسيس شركة خاصة بها مسؤولة عن تأسيس بيوت والإشراف على ديكوراتها.

ودعت هلا الشباب إلى العمل من أجل تحقيق حلمهم، فالجميع يستطيع الإبداع في المجال الذي يحبه، ولكن حب التطور والتعلم حلم دائما تسعى لتحقيقه، خصوصا أن مثل هذه المجالات صعبة نوعا ما على السيدات، ولكن الكويت دولة لديها سوق مفتوح ويستطيع أي شخص أن يبدأ من الصفر ويتطور أكثر مع مرور الوقت على حد قولها، وأيضا الدولة تقوم بدعم العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة. (د.ب.أ)