أعمدة

توعويات : رمضان قادم .. ولكن

02 مايو 2018
02 مايو 2018

حميد الشبلي -

أيام وليالي قليلة ويحل علينا ضيف كريم، وبقدومه تبتهج الأنفس وتسعد القلوب، إنها ليالي شهر رمضان المبارك، شهر الصفاء والمحبة والعبادة والإحسان، ومع قدوم هذا الشهر الفضيل اعتدنا سنويا تذكير أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا حول كيفية استقبال هذا الضيف العزيز وماذا أعددنا له، وفي هذا المقال سوف أركز حول الحديث عن أهم الثقافات والعادات التي اعتاد بعض أفراد المجتمع العربي والإسلامي والعماني الاهتمام بها أكثر من اهتمامه بالجو الإيماني والروحاني والإنساني الذي يفترض استخلاصه من وجود هذا الشهر الكريم، ولهذا أحاول جاهداً توعية المجتمع حول الحذر من استقبال هذا الشهر بأمور لا تتناسب مع روحانية شهر الصيام.

وتأتي في مقدمة هذه الظواهر هو ارتفاع التكلفة الشرائية الاستهلاكية للأسرة المسلمة، وهذا ما نلاحظه في هذه الأيام مع استعداد أفراد المجتمع من استقبال شهر رمضان، ويكتمل المشهد مع حلول الليالي المباركة حيث تتعدد الموائد الرمضانية بالعديد من الأكلات والمشروبات، وهنا يحدث المحذور حين يقوم البعض برمي كثير من الأطعمة في صناديق القمامة، مع أن الحكمة من فرض الصوم في نهار رمضان لكي يستشعر العبد المسلم بظروف بعض البشر الذين ابتلاهم الله بالفقر، حيث لا يجدون ما يسدون به جوعهم ولا ظمأهم، لذلك لا مانع من قيام الناس بالاستمتاع بالوجبات الخاصة التي يشتهر بها شهر رمضان، ولكن التنبيه والتوجيه هنا حول الابتعاد عن الإسراف والمبالغة في إعداد الطعام والشراب، وللأسف الشديد الموائد الرمضانية الخليجية اليوم أصبحت تتباهى بكمية ونوعية الأصناف الغذائية التي تفرش على موائد دعوات الإفطار بين الأسر والأفراد والمجموعات، حيث يحاول كل طرف أن يتفوق على الطرف الآخر في كمية المعروض من هذه الأطعمة والمشروبات، مع أن ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم لم تدعو لهذا التنافس المادي والشكلي، بقدر الاهتمام والدعوة بزيادة روابط المحبة والتواصل بين الأفراد بما يرضي الله ورسوله، لا بما يتنافى مع التعليمات والتشريعات.

لذا أتمنى أن يساهم الجميع في هذه الحملة التوعوية التي تدعو لعدم البذخ والإسراف في موائد رمضان، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وجود القدوة، فليكن كل واحد منا هو القدوة في بيته ومع أهله ومجتمعه، رمضان قادم بإذن الله ولذا يجب علينا الاستعداد له، بتطهير الأنفس من وساوس الشيطان وكذلك من الحقد والحسد والبغض لبني الإنسان، يجب أن نستعد له بقلوب محبة وساعية لفعل الخير، نستعد له بالتسامح والمودة والإحساس بظروف الغير، رمضان قادم ليس لإظهار ما نملك من المال والغذاء والشراب، رمضان قادم لكي نتعلم ونعلم الأجيال القادمة بأهمية أن نحمد الله للنعم التي أنعم الله علينا بها، وجعل الحكمة في حرمان غيرنا من التنعم بها، رمضان قادم ليعلمنا أن الذي تكفل بتوزيع الأرزاق والخيرات هو الله سبحانه، لذا علينا أن نحسن عبادته وطاعته وخصوصا في ليالي وأيام شهر رمضان المبارك.