كلمة عمان

نفخر بجامعة السلطان قابوس

01 مايو 2018
01 مايو 2018

اليوم الثاني من مايو، فيه تحتفل جامعة السلطان قابوس بالذكرى السنوية الثامنة عشرة للزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - للجامعة، والتي تمت في مثل هذا اليوم من عام 2000. وليس من المبالغة في شيئ القول بأن الاحتفال بهذه المناسبة الغالية مفعم بالكثير من المعاني والدلالات، وعلى كل المستويات، ليس فقط من منطلق الحرص السامي، العميق والمتواصل، من أجل أن تكون جامعة السلطان قابوس منارة علم، وبؤرة إشعاع وطني رفيعة، لتحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها إعداد وتأهيل الكوادر العمانية المتخصصة والمؤهلة على أرفع المستويات العلمية، في مختلف المجالات، ولكن أيضا من منطلق القيمة التي تمثلها جامعة السلطان قابوس في منظومة التعليم العالي في السلطنة وبالنسبة للمجتمع العماني ككل امس واليوم وغدا.

وبينما اهتم جلالة القائد المفدى - أعزه الله - بكل الجوانب والعناصر والبرامج التي جعلت من جامعة السلطان قابوس إضافة علمية وأكاديمية كبيرة ومتطورة، لمسيرة النهضة العمانية الحديثة، وإحدى ركائزها وأدواتها الفعالة في مجال التنمية البشرية، وهو ما يعطي ثماره العملية والملموسة، على مستوى الوطن والمواطن، فانه من المؤكد أن من حقنا أن نفخر بهذا الصرح العلمي الرفيع، وهو أمر له في الواقع جوانبه العديدة والمتكاملة أيضا، سواء في البرامج الأكاديمية للجامعة ، أو في ارتباطها بحركة وتطور المجتمع العماني، وحرصها على أن تقوم بدورها الأكاديمي والتنويري فيه، أو فيما يتصل بجهود مراكزها البحثية العديدة والمتطورة، والتي تغطي مجالات كثيرة ومتزايدة باستمرار، بما في ذلك أبحاث استراتيجية ومستقبلية، تلامس جوانب وقضايا على جانب كبير من الأهمية في حركة المجتمع واهتماماته وأولوياته وتطوره وتنميته الاقتصادية والاجتماعية الفكرية والثقافية وغيرها.

وفي الوقت الذي احتضنت فيه جامعة السلطان قابوس مزيدا من أبنائنا وبناتنا الطلاب، عاما بعد عام، للدراسة في المرحلة الجامعية، وفي مرحلة الدراسات العليا، مع الزيادة المطردة في عدد الكليات والمساقات والبرامج العلمية، ومراكز البحوث العاملة في إطار الجامعة، والتي تحظى بدعم سخي من جلالة القائد المفدى، فان الجامعة حرصت بدورها على الارتفاع الدائم والمستمر بالمستويات العلمية والأكاديمية للدارسين فيها وللأساتذة العاملين فيها، وبذل المزيد من الجهود العلمية لتحقيق مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية للجامعات. والمؤكد أنه ليس مصادفة أبدا، أن يحقق العديد من أبنائنا وبناتنا الباحثين مراكز مرموقة في الكثير من المؤتمرات العلمية الإقليمية والدولية، وتسجيل براءات اختراع متوالية، وأن تكون جامعة السلطان قابوس على مدى السنوات الماضية بيت خبرة على المستوى الوطني.

وفي حين تتعاون جامعة السلطان قابوس أكاديميا وبحثيا مع الكثير من الجامعات المرموقة في أوروبا وأمريكا وعلى امتداد العالم، فانها تتعاون أيضا مع مجلس البحث العلمي ومع الجامعات الأهلية في محافظات السلطنة المختلفة، ومع العديد من الجهات والهيئات على المستوى الوطني، من اجل الإسهام في تحقيق هدف تطوير البحث العلمي في السلطنة ومواكبة احتياجات التنمية في المراحل القادمة من ناحية، وتحقيق تنمية بشرية مستدامة من ناحية ثانية، وبما يحقق المرتكزات التي اكد عليها جلالة القائد المفدى خلال زيارته التاريخية للجامعة.