1322429
1322429
المنوعات

هيثم بن طارق يناقش ترميم بيت العجائب مع وزير الإعلام والتراث الزنجباري

30 أبريل 2018
30 أبريل 2018

توقيع مذكرة تفاهم لحفظ ورقمنة الوثائق التاريخية وتبادلها -

كتبت - بشاير السليمية :

استقبل صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث في حكومة زنجبار الذي يزور السلطنة بـدعـــوة مــن وزارة التراث والثقافة.

تم خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الصلة بالتعاون في مجال التراث وبصورة خاصة تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين إلى جانب مناقشة مشروع ترميم بيت العجائب بعد الحصول على الموافقات اللازمة من منظمة اليونسكو باعتبار البيت من المعالم التابعة للمدينة الحجرية المسجلة في قائمة التراث العالمي.

كما تم استعراض الجوانب الخاصة بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها امس مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. حضر اللقاء سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل الوزارة لشؤون التراث، وسعادة السيد فيصل بن حمود البوسعيدي مستشار الوزير.

إلى ذلك وقع كل من معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مذكرة تفاهم في مجال الوثائق والمحفوظات «الحفظ والرقمنة وتبادل نسخ من الوثائق التاريخية»، وهي التي أبرمت بين الهيئة وحكومة زنجبار بمقر الهيئة صباح أمس، ضمن برنامج زيارة معاليه والوفد المرافق له للسلطنة.

وقال سعادة الضوياني في تصريح صحفي: «نحن سعداء بتوقيع مذكرة التفاهم حول التعاون بين مؤسسة الأرشيف في زنجبار وبين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية؛ لما للعلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين، ونحن نعتز بهذه العلاقات القائمة، ونعتقد أننا سنشرع في التعاون الذي تم تأصيله من خلال مذكرة التفاهم التي تتناول عدة موضوعات منها: رقمنة الوثائق ومسحها في أرشيف زنجبار والأرشيفات الأخرى الموجودة كالأرشيف الوطني، وكذلك إتاحة فرص التدريب المتبادل بين البلدين، وفتح مجال البحث العلمي والدراسات حول العلاقات العمانية التنزانية، حيث ستتاح هذه الوثائق سواء من قبل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أو من قبل أرشيف زنجبار للباحثين والدارسين لمساعدتهم في مجال البحث العلمي والإبداع الفكري».

وأضاف: «ومن الجانب الآخر لهذه المذكرة إيجاد الآلية المتعلقة بعقد المؤتمرات والمعارض للتعريف بهذه العلاقات الأخوية بين البلدين سواء في عمان أو في تنزانيا، أو مشاركة الجهتين في المعارض الدولية لتعريف العالم بحجم العلاقات الممتدة بين سلطنة عمان وتنزانيا وزنجبار على وجه الخصوص».

وأتت هذه المذكرة لأهمية ما يحويه أرشيف زنجبار من آثار الوجود العماني في شرق إفريقيا والحكم العماني إبان تلك الفترة، وانطلاقا من العلاقات المتميزة بين سلطنة عمان وجمهورية تنزانيا، ورغبة البلدين في تعزيز وتطوير التعاون بينهما في مجال الوثائق والمحفوظات. احتوت المذكرة على القيام بعمليات حفظ وترميم المخزون الوثائقي في زنجبار والموجود في الأرشيفات، وتحويلها من وثائق ورقية إلى وثائق رقمية، كما احتوت على شروط تبادل نسخ الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات التاريخية بين زنجبار وعُمان، والشؤون المتعلقة بها، كما شجعت على تبادل الدورات التدريبية، وزيارات الخبراء والبحوث العلمية، إضافة إلى التعاون والتنسيق في كل ما يتعلق بأنشطتهما مع الهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالأرشيف.

كما ستعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على تقديم المساعدة والدعم لحكومة زنجبار في حفظ الوثائق الورقية بصورة رقمية، ولأهمية الحفظ الرقمي للوثائق الورقية ستساعد الهيئة في إجراء المسح الضوئي ورقمنة الوثائق الأرشيفية، وحفظها في أقراص مضغوطة كوسيلة للحفظ وتوسيع إمكانية حصول الباحثين والدارسين وغيرهم من المجتمع عليها، كما ستوفر الهيئة لزنجبار الأدوات المطلوبة، والتقنية الملائمة من أجل تطوير القدرات التقنية للحفظ الرقمي، وستعمل الهيئة على توفير نسخ مصونة من الوثائق الأرشيفية المتعلقة بزنجبار، إضافة إلى حفظ مخزون الوثائق المتأثرة الموجودة في الأرشيفات، وستقوم الهيئة بتوفير مواد وأجهزة الحفظ، بالإضافة إلى ترميم وصيانة وثائق زنجبار المتأثرة والتالفة، وحفظ المخزون الوثائقي بشكل عام، كما ستوفر الهيئة التدريب والتقنية ذات الصلة التي تؤدي إلى إيجاد البنية الأساسية اللازمة والخدمات الضرورية لضمان الحفظ المستديم والطويل المدى للمخزون الوثائقي بزنجبار.

ومن الطرف الزنجباري ستعمل حكومة زنجبار على نسخ الوثائق التراثية والمخطوطات، كما ستقوم بتبادل نسخ من المخزون الوثائقي والمخطوطات حسب الضوابط المنصوص عليها في المذكرة المتعلقة بالعلاقات الزنجبارية العمانية التاريخية، وهي التي سوف يتم تملكها واستخدامها وفقا لأحكام مذكرة التفاهم، كما سيقوم الطرفان بنسخ المخزون الوثائقي والمخطوطات المتعلقة بعُمان وزنجبار، وهي التي سيتاح استخدامها للأغراض العلمية والبحثية بما في ذلك المعارض التعليمية في عمان والخارج.

وأشاد معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار بالدور الكبير الذي تقوم به الهيئة في هذا الإطار مشيرا إلى التقدم الكبير الذي يلمسه في الهيئة ومدى اهتمامها بحفظ الوثائق والمحفوظات والنشاط الفعّال الذي تقوم به الهيئة على المستوى الداخلي والخارجي، كما أكد على أهمية علاقات التعاون التي من المؤمل أنها ستتقدم بعد توقيع مذكرة التفاهم، وتترجم إلى تبادل الخبرات والزيارات وإقامة الندوات والمعارض المشتركة.

وقال معاليه: «التاريخ المكتوب والمحفوظات والصور التي توثق العلاقات الأخوية العمانية الزنجبارية تعود إلى أكثر من 250 سنة إلا أن العلاقات التاريخية بينهما تعود جذورها لأكثر من 1000 عام. وتهدف مذكرة التفاهم التي وقعناها اليوم مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال تبادل المعلومات الأرشيفية؛ وذلك نظرا لكون زنجبار فيما سبق عاصمة للإمبراطورية العمانية، إلى إتاحة فرصة الاطلاع على التجربة المتقدمة لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال رقمنة الوثائق والمحفوظات، وهي التي ستسهم في حفظ هذا التاريخ المشترك لفترات طويلة ونقله للأجيال القادمة».

وأضاف: «من الأهداف الرئيسية لمذكرة التفاهم هو مناقشة مشروع ترميم وتحديث بيت العجائب الذي يجسد مرحلة طويلة من التاريخ المشترك بين عمان وزنجبار الذي بناه السلطان برغش بن سعيد، حيث سيمنح هذه المشروع عمرا جديدا له لتشاهده الأجيال القادمة. كما أننا نهدف من خلال هذه المذكرة إلى تعزيز السياحة الثقافية لمتحف بيت الساحل الذي كان بيتا لتسعة سلاطين عمانيين، ومن المتوقع أن يستغرق مشروع رقمنة الوثائق والمحفوظات في الأرشيف الزنجباري الوطني قرابة سنة بينما يتطلب مشروع تحديث بيت العجائب حوالي العامين».

والجدير بالذكر أن معاليه اطلع والوفد المرافق له على تجربة السلطنة في مجال الوثائق والمحفوظات بالهيئة بعد توقيع المذكرة من خلال عروض مرئية قدمت له للتعريف بأنشطة الهيئة وأعمالها المختلفة، حول الهيئة وأهم أهدافها والاختصاصات والأعمال التي تقوم بها، وكذلك تقديم نبذة شاملة حول نظام إدارة الوثائق والمحفوظات الذي تعمل عليه الهيئة في الجهات الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات، وحول إدارة المنظومة الداخلية للهيئة والتخزين الإلكتروني وطرق وآليات إتاحة الوثائق إلكترونيا والخطوات التي تعمل بها الهيئة إلكترونيا في مختلف التقسيمات.