salem
salem
أعمدة

نوافذ .. الباطنة السريع

30 أبريل 2018
30 أبريل 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

بعد 6 أيام وتحديدا يوم الاثنين القادم يفتتح طريق الباطنة السريع، الذي يربط طريق مسقط السريع إلى شمال عمان، ليضيف هذا الطريق فارقا مهما في مسيرة عمان طيلة الخمسين الماضية، هذا الفارق يشكل مكسبا اقتصاديا واجتماعيا ومروريا، سيربط العاصمة مسقط بكل ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة.

أول مكاسب هذا الطريق أنه يأتي في إطار منظومة الطرق السريعة التي تخضع للتنفيذ مثل الشرقية السريع الذي يربطها عن طريق الداخلية والآخر عن طريق العامرات إلى صور، ثم الطريق الذي يربط نزوى بمحافظتي الظاهرة والبريمي، وطريق الداخلية المزمع تحديثه من الرسيل إلى فنجاء وطريق أدم ثمريت ثم صلالة.

كل هذه الطرق ستشكل حزمة عصرية مريحة وآمنة من المواصلات التي يمكن أن يتنقل فيها الفرد من أي مكان في عمان إلى أي جهة يقصدها، ثم أنها تساهم في الانتعاش الاقتصادي كما أحدثتها الطرق خلال الـ40 عاما الماضية، وستنعش السياحة، وترفع من مستوى تدفق أعداد أكبر إلى عمان، وستعزز التواصل الاجتماعي بين الأسر وأفراد المجتمع، وستسهل التنقل إلى مسافات أبعد من أي وقت مضى، وكذا السفر برا إلى خارج السلطنة وجذب المزيد من الراغبين في الزيارة من دول الجوار.

الطريق الجديد افتتحت بعض مراحله خلال الأشهر الماضية وهو من الطرق العصرية التي تحتوي 4 حارات وتساعد على المزيد من الانسيابية بين ميناء صحار ومحافظات السلطنة نظرا لما يمثله هذا الميناء من أهمية استراتيجية، كونه خصص به مسار للشاحنات وهذا مهم للغاية، إذ سيوفر المزيد من الراحة والانتقال من الطريق القديم في الباطنة إلى الطريق الجديد، وستتبقى وصلة لبضع كيلومترات بين السويق والخابورة سيتم إنجاز مرحلتها خلال الأشهر القريبة المقبلة.

هذا الطريق يوجد بجانبه مسار للقطار أيضا والذي تعثر تنفيذه خلال هذا الوقت نتيجة تراجع عائدات النفط، لكنه لا زال مشروعا قائما سينفذ كشبكة واحدة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال السنوات القادمة، وقد بدأت بعض الدول في تنفيذ بعض المراحل، والمراد له أن يربط البريمي بصحار ومسقط والدقم وصلالة إلى حدود اليمن الشقيق، والذي سيشكل قفزة في مفهوم المواصلات بين أبناء الجزيرة العربية.

وإذا كانت الطرق السريعة في السلطنة فتحت آفاقا أوسع لمفهوم المواصلات في النصف الأول من هذا القرن، فإن كل من مطاري مسقط وصلالة أضافا بعدا كبيرا جدا لربط السلطنة بالعالم، وأضافت الموانئ الثلاثة التي افتتحت ووسعت خلال السنوات الماضية، وهي صحار وصلالة والدقم مفهوما آخر لأهميته السلطنة على خطوط الملاحة الدولية، وهذا ما يعد مكسبا اقتصاديا وسياحيا وتجاريا أيضا، والتي هي كلها خارج حوض الخليج العربي.

اليوم نحتاج إلى التفكير بعد الانتهاء من هذه الحزم من المشاريع الكبيرة أن نفكر كيف يمكن إصلاح العديد من الطرق الداخلية في المحافظات وإنشاء طرق للخدمة أكثر عملية وقدرة على أداء دورها، كون أن الحالية غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة اليومية من نمو السكان المتزايد، وهذا أمر يفضل أن تسند إدارتها لوزارة النقل والاتصالات لمعالجة القائم منها واستبدال غير القادر منها على تلبية تلك الاحتياجات؛ لأنها تشكل عصب الحياة اليومية في كل الولايات، ولأنها تحتاج إلى المزيد من الصيانة والمتابعة والإنارة ومرور الأودية منها بأمان.