1319877
1319877
المنوعات

«عام الفزوع 1864».. الأمل والخيبة في رحلة الإنسان للتحرر من الاستبداد

27 أبريل 2018
27 أبريل 2018

تونس «رويترز»: - استوحى الباحث والروائي التونسي حسنين بن عمو أحدث رواياته (عام الفزوع 1864) من حقبة تاريخية تناولتها الكثير من الدراسات وتناقلها الرواة جيلا بعد جيل لكنه أعاد بناءها على نحو تخييلي تمتزج فيه جمالية السرد الروائي بشغف الغوص في التاريخ مقتفيا رحلة الإنسان بين الأمل والخيبة بحثا عن التحرر من الاستبداد. جاءت الرواية في 589 صفحة عن دار نقوش عربية للنشر والتوزيع الفائزة بجائزة نور الدين بن خذر لأفضل ناشر في معرض تونس الدولي للكتاب. وأعاد بن عمو في روايته إحياء شخصيات تاريخية واقعية وخلق شخصيات خيالية ليحبك بأسلوب بديع أحداث رواياته ويجعل القارئ ينغمس فيها بشغف لملاحقة أحداثها المتسارعة ومتابعة تفاصيل دقيقة للوضع الاجتماعي والاقتصادي والعلاقات التي تربط المجتمع التونسي في القرن التاسع عشر. تدور أحداث الرواية حول الثورة الشعبية التي اندلعت في تونس بقيادة علي بن غذاهم ضد نظام محمد الصادق باي عام 1864 بسبب قرار الدولة مضاعفة الضريبة من 36 ريالا إلى 72 ريالا. وأدى القرار إلى تمرد عدة قبائل بغرب ووسط تونس وامتدت الثورة الشعبية إلى المناطق الساحلية والجنوبية لتونس. واستمرت عدة أشهر قبل أن ينجح الباي في القضاء عليها.

ولاذ علي بن غذاهم الذي أطلق عليه لقب (باي العربان) إلى الجبال في غرب تونس ثم إلى الجزائر قبل اعتقاله وموته في سجن بحلق الوادي عام 1866. وقال بن عمو لرويترز «عام الفزوع 1864، رواية تحمل كل مقومات الفن الروائي. عمل أدبي يتداخل فيه الواقع التاريخي بالمخيال الفني الإبداعي». وتعني كلمة (الفزوع) في اللهجة التونسية الاستنفار والدعوة لمواجهة الأخطار والطوارئ. غير أن الكاتب ذكر في تصريحات صحفية منشورة أنه اختار الكلمة لما لها من دلالات متعددة، فهي تحمل معنى الفعل «فَزَعَ» بفتح الأحرف الثلاثة أي خاف و«فَزِعَ» بكسر الزاي أي هب لإنقاذه ونجدته، وكذلك إلى ما كان يعرف قديما في تونس بتعبير «طبال الفزوع» حين كانت تقرع الطبول لجمع الناس لإخبارهم بشيء أو في الأفراح والمناسبات. وفي حديثه لرويترز قال بن عمو «الخيال أو التخيل الذكي ينقل الكتابة السردية من قيود الأحداث التاريخية إلى فضاء واسع مفتوح على الماضي والحاضر والمستقبل».

وتابع قائلا «الإطار التاريخي من أكبر الإيحائيين لابتداع الحكاية.. متعة التجاوز الذي يستنبطه الكاتب بمزج التاريخي بالخيالي».