1319159
1319159
المنوعات

المؤتمر العلمي الدولي «الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية» يختتم أعماله

26 أبريل 2018
26 أبريل 2018

[gallery size="medium" ids="586831,586829,586828"]

خارجاً بتوصيات وتأكيدات -

أسدل الستار مساء أمس على المؤتمر العلمي الدولي للوثائق والمحفوظات «الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية»، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وكلية الشرق الأوسط، الذي استمر ليومين بمسرح كلية الشرق الأوسط، وقد رعى حفل الختام سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبحضور عدد من الشخصيات والباحثين والمفكرين والمهتمين من داخل السلطنة وخارجها المهتمين بمحاور ومواضيع المؤتمر. ويأتي هذا المؤتمر في سياق إبراز الدور الحضاري والتاريخي للأرشيف العماني والعربي والدولي عبر العصور التاريخية. كما ويعد استمرارا وامتدادا لرؤية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية واهتمامها الدؤوب بإقامة مثل هذه الندوات والمؤتمرات الدولية على غرار ما تم إنجازه في كل من تركيا وزنجبار وبوروندي وفرنسا وجزر القمر والكويت ومسقط.

التوصيات

وأوصى المؤتمر دعم دولة فلسطين في حماية وثائقها من الاعتداءات الإسرائيلية استنادا إلى بنود الاستراتيجية العربية لاستعادة الأرشيفات المنقولة والمسلوبة والمنهوبة والمهربة؛ الصادرة عن الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف والمؤكد عليها بقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، إضافة الى تحويل المؤتمر العلمي الدولي «الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية» في مجال الوثائق والمحفوظات العلمية الى مؤتمر سنوي الانعقاد لإتاحة فرص المشاركة العربية والدولية بغرض النهوض بالوثائق والمحفوظات في الوطن العربي، إلى جانب الدعوة إلى مشروع عربي لتوحيد المصطلح الأرشيفي يوفر إطارا مؤسسيا حاضنا للجهود والمبادرات الفردية في هذا المجال. وإعطاء مزيد من الاعتبار للأرشيف عبر تعزيز حضوره، والتعريف بأهميته في وسائل الإعلام والاتصال وكذا البرامج الدراسية لغرس الوعي الأرشيفي لدى الجيل الجديد. وتناغما مع مبادئ حق النفاذ والحوكمة الرشيدة يوصي المؤتمر بدعم التشريعات التي تساعد الأرشيف على أن يلعب دوره كأداة أساسية في البحث العلمي والتنمية المستدامة. ولأن الأرشيف العام ليس وحده ما يدعم الذاكرة الوطنية، وإنما للأرشيف الخاص والأرشيفات الفردية مكانة هامة في هذا السياق؛ وعليه يوصي المؤتمر بدعم الجهود من أجل جمع وتوثيق وتثمين هذه الأرشيفات. ودعم الاهتمام بتوثيق التاريخ الشفوي لما يمثله من رصيد معرفي وفكري لحماية الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية.

كما شجع لحماية الأرشيفات الرقمية هي إتاحتها بدلا من حجبها؛ وعليه يشجع المؤتمر على دعم مبادرات الأرشيفات التشاركية والديناميكية مع تطبيق المنهج الدبلوماتي على الوثائق الإلكترونية. ونظرا لما تحتويه مؤسسات الوثائق والمحفوظات الوطنية من ذخائر توثق لذاكرة الوطن وهويته؛ يوصي المؤتمر بتصنيف هذه المؤسسات ضمن الأماكن التي يحميها القانون. وتوجه المشاركون بالشكر والتقدير والعرفان للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-على عنايته ورعايته بالتاريخ والحضارة ودعمه المتواصل للنهوض بهما والمحافظة عليهما.

جلسات اليوم الختامي للمؤتمر

شهد المؤتمر العلمي الدولي في يومه الختامي عقد جلستين، ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة المصري السابق، وكانت الأستاذة سلوى علي ميلاد المتحدثة الرئيسية بالجلسة تطرقت إلى الأرشيف والذاكرة والهوية وكذلك البحث العلمي وارتباطه بالأرشيف، فيما قدم الدكتور عبد الرزاق مقدمي، أستاذ مساعد بجامعة منوبة في تونس، الورقة الأولى بالجلسة «تقييم أرصدة المحفوظات زمن الإنسانيات الرقمية» حيث شهد مجال الأرشيف تطورا ملحوظا على مستوى المفاهيم والمبادئ والأدوات، وقد تدعّم هذا التطور خاصة في الآونة الأخيرة مع ظهور ما يسمّى بـ«الإنسانيات الرقمية» هذه «الظاهرة» التي شملت استخدام التقنيات الحديثة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية وطرحت تساؤلات عدة حول الممارسات الجديدة للبحث العلمي وقدمت آفاقا جديدة للتحاليل المتجددة والأساليب الكمية المعقدة للبيانات. حيث تندرج دراسة الدكتور الباحث لمسألة الإنسانيات الرقمية وأثرها على الأرشيف والأرشيفيين وعلى دور الأرشيف في الحفاظ على السيادة الوطنية بمفهومها التقليدي مع التركيز على دراسة منتجاتها: مجموعة أرصدة الأرشيف الرقمية. ومن هذا المنطلق حاول الدكتور مقدمي الإجابة على بعض الأسئلة منها: إلى أي مدى أثرت ما يسمى بالإنسانيات الرقمية على تطور الأرشيف، ومفاهيمه ومبادئه وأدواته وأدائه، وخاصة أساليب حفظه على المدى الطويل؟ هل نتحدث عن ثورة أو تطور في وضع الأرشيف؟ ما هي الآثار الهامة للإنسانيات الرقمية على حفظ الأرشيف على المدى الطويل وعلى ممارسات المهنيين المسؤولين عن إدارة الوثائق والبيانات؟ ما الدور الجديد الذي يلعبه الأرشيفيون عصر الإنسانيات الرقمية؟.

الخدمات التعليمية

وقدم الدكتور سيد الصاوي أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس، الورقة الثانية في الجلسة بعنوان: «المحتوى التعليمي للأرشيفات العربية على الإنترنت وأهميته في التعليم وترسيخ قيم الهوية» تناول فيها الأرشيفات الوطنية وما تقدمه من خدمات ومعلومات متنوعة لجمهور المستفيدين. ومن أبرز هذه الخدمات التي شرعت الأرشيفات الوطنية في الاهتمام بها مؤخرا الخدمات التربوية لدعم التربية الوطنية والخدمات التعليمية لدعم المناهج الدراسية لتدريس التاريخ والدراسات الاجتماعية وغيرها من التخصصات العلمية والإنسانية من خلال التدريس المستند إلى الوثائق. يرصد الدكتور الصاوي في دراسته أشكال الخدمات التعليمية التي تقدمها الأرشيفات الوطنية ومقومات تقديم كل منها.

أمن الوثائق

واختتمت الجلسة الأولى من اليوم الثاني بورقة الدكتور محمد مصطفى محمد علي، جامعة الإمام المهدي في السودان، حيث يعد أمن الوثائق من أهم الركائز التي يستند عليها الأرشيف الإلكتروني في الحفاظ على المحتويات الرقمية، وهنالك العديد من الجرائم الإلكترونية التي تزامنت مع مطلع الألفية الثالثة، فكان لابد من اتباع سياسة أمنية قوية من أجل حماية الوثائق والمعلومات بالأرشيف الإلكتروني. يهدف الباحث إلى بيان واقع الأرشيفات الإلكترونية في تأمينها للوثائق بولاية الخرطوم، ومعرفة النظم والسياسات الأمنية المتبعة في ذلك، كما يهدف إلى التعريف بأمن الوثائق وبيان أهميته في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، وأيضا إلى التعريف بالجرائم التي تتعرض لها الأرشيفات الإلكترونية وكيفية حمايتها.

الجلسة الثانية

واستهلت الجلسة الثانية من اليوم الختامي التي ترأسها الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي، مدير عام البحث وتداول الوثائق، بورقة الدكتور خلفان بن زهران الحجي وحمد بن علي السعدي، بعنوان «دور مؤسسات الأرشيف الوطنية في دعم التنمية الوطنية من خلال البحوث العلمية» حيث تلعب مؤسسات الأرشيف دوراً بارزاً لرفد وتعزيز البحوث العلمية بما تحويه من الوثائق والمواد الأرشيفية المرتبطة بالجوانب التاريخية والقانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، مما يساهم بشكل مباشر في المساعدة على وضع الاستراتيجيات والخطط والمساهمة في صنع القرارات بناءً على إحصاءات واقعية وبيانات دقيقة استقيت من مصادرها الأساسية. ومن جهة أخرى فإن الأرشيفات الوطنية تعتبر الذاكرة الحية للأمة ومرآة تعكس أسس تفكير وتخطيط وأنشطة مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية، ومن هنا فإنها تشكل مصادر بالغة الأهمية للبحوث والدراسات التنموية والعلمية والتاريخية. تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على دور مؤسسات الأرشيف الوطنية في تعزيز جوانب البحث العلمي من خلال إتاحة ما لديها من وثائق ومواد أرشيفية مختلفة لخدمة الباحثين والدارسين.

الحرف العمانية

وقدمت وضحة بنت محمد الشكيلية، الورقة الثانية بعنوان دور الوثائق والمخطوطات في الحفاظ على الحرف العمانية «حرفة التبسيل» وفيها تبين الباحثة دورالوثائق والمحفوظات والمخطوطات في الحفاظ على الكثير من الحرف العمانية التقليدية القديمة التي لم تنل نصيبا كبيرا من البحث والدراسة والتوثيق، ومنها حرفة التبسيل «صناعة البسور» أحد الحرف العمانية القديمة التي لم تحظ بالكثير من الدراسات والبحوث التي عملت على توثيقها علما بأن هذه الحرفة تعاني في الوقت الحالي من اندثار شبه كلي في عدد كبير من الولايات التي تمارسها إضافة إلى اندثارها بشكل كلي في الكثير منها، هذا وقد ساعدت الوثائق والمخطوطات في الكشف عن مدى أهمية هذه الحرفة في حياة المجتمع العماني.

البحث العلمي

وجاءت الورقة الثالثة بعنوان «المؤسسات الأرشيفية ودورها في خدمة البحث العلمي» لنجوى محمود الحاج موسى، دائرة الوثائق القومية في السودان، تتناول الدراسة المؤسسات الأرشيفية من حيث أنواع هذه المؤسسات والتي تختلف من قُطر لآخر في مسمياتها مع تشابه المهام والوظائف. وتبين الدراسة أهمية هذه المؤسسات خاصة الأرشيفات الوطنية أو القومية أو المركزية، كما تذكر الدراسة أنواع الأرشيفات الأخرى لتوضح فيما بعد في المحاور الأخرى أهداف ووظائف هذه المؤسسات وكيفية إسهامها في البحث العلمي وبالتالي التنمية الوطنية. كما تتحدث الدراسة عن نوعية وأشكال المقتنيات الوثائقية التي تضمها مستودعات الوثائق، وتنوع هذه المقتنيات واختلاف درجة تصنيف مصدرها. وتناقش الدراسة العلاقة بين المؤسسات الأرشيفية والبحث العلمي والمتمثلة في الخدمات التي تقدمها المؤسسات الأرشيفية للبحث العلمي ومستوى هذه الخدمات، كما تحاول الدراسة توضيح المعايير المناسبة لمستوى تقديم الخدمة.

المعاهدات والاتفاقيات

وجاءت الورقة الرابعة بعنوان «المعاهدات والاتفاقيات بين السلطنة ودول شرق أفريقيا دراسة تحليلية للمخطوطات والوثائق» للدكتور أبو ياسر مبورالي كامي، كينيا، وفيها يوضح أن علاقة عمان ودول شرق أفريقيا علاقة متينة وقوية منذ تاريخ طويل، حيث كانت القيادة العمانية قيادة حكيمة في شرق أفريقيا وعلى حسب مصادر تاريخية كان لحكام سلطنة عمان في شرق أفريقيا دور ملموس وحي في تنشيط التجارة بداية بالبحر وانتهاء بالبر خاصة بعد نقل مركز قيادة الحكم والدولة من عمان إلى المنطقة في عهد السلطان برغش بن سعيد إلى زنجبار. وتعد مدن شرق أفريقيا هامة لدى حكومة السلطنة ولذلك قام حكام عمانيون باتخاذ هذه المدن مراكز للحياة والعيش. حيث حدث كثير من المواقف لحكام عمانيين مع أهالي شرق أفريقيا مما أدى إلى عقد اتفاقيات ومعاهدات لحماية المدن ومنها الاتفاقيات التجارية.

أسند الباحث بدراسة بعض من هذه الاتفاقيات والمعاهدات من خلال المخطوطات.

فيما اختتمت الجلسة بالورقة الخامسة «الدراسات والأبحاث الجامعية ودورها في جمع وتوثيق وأرشفة المخطوطات التاريخية» (دراسة حالة مشروع قسم الآثار جامعة النيلين بشرق سنار- في السودان) للأستاذ مزمل سعد إبراهيم المكي، تطرقت الورقة إلى تجربة قسم الآثار بجامعة النيلين، في جمع التراث الثقافي والمخطوطات أثناء المسح الآثاري والاثنوغرافي لمنطقة شرق سنار، للمساهمة في مشروع سنار عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2017م، حيث كشفت الدراسة عن العديد من المواقع الأثرية والتاريخية وجمع المخطوطات القرآنية. وخلصت الدراسة إلى وجود تراث وعادات وتقاليد مختلفة لها ارتباط وثيق بالحضارات السودانية القديمة مما يدل إلى وجود استمرارية ثقافية.