1317300
1317300
عمان اليوم

بحيرات الأنصب :تســجل أكــثر مـن 300 نـوع من الطيور النادرة و112 نوعا من النباتات

24 أبريل 2018
24 أبريل 2018

[gallery columns="4" size="medium" ids="586162,586156,586155,586157"]

بينها 22 نوعا من الطيور المحلية -

زار البحيرات: محمد بن حمد الصبحي -

سجلت بحيرات الأنصب التابعة لـ«حيا للمياه» أكثر من 300 نوع من الطيور المحلية والمهاجرة، و112 نوعا من النباتات، حيث تم رصد 22 نوعا من الطيور المحلية التي تعيش في مختلف البيئات والتضاريس بالسلطنة، وتوفر منطقة البحيرات العديد من الخصائص والبيئات التي تستقطب عددا كبيرا من الطيور التي تأتي من مسافات بعيدة من مختلف أنحاء العالم، وتعمل شركة حيا للمياه بشكل دوري على إدارة البحيرات واستزراع العديد من النباتات العمانية، وإدارة البيئات المختلفة لتمكين الطيور من العيش في البحيرات، مثل البيئة الصحراوية والجبلية والسهلية، وإكثار الأشجار العمانية الخاصة بالمشتل واستزراعها في محطات حيا المختلفة بالسلطنة.

الطيور الصحراوية

وقال محمد بن منصور البرواني أخصائي أراضي رطبة بشركة حيا للمياه خلال زيارة خاصة لـ«عمان» في بحيرات الأنصب «يفضل أغلب هذه الطيور البيئة الصحراوية منها الصفرد، الوروار الشرقي الصغير، الحمام المطوق، المينا، الطوال أسود الجناح والقطقاط وغيرها الكثير؛ والعدد في تزايد».

وأوضح البرواني أن هناك العديد من الكائنات الأخرى التي توجد في البحيرات مثل بعض الزواحف مثل الأفاعي منها أفعى الوادي وعدد من السحالي التي تم رصدها في منطقة البحيرات، وعدد من السلاحف التي تعيش في المياه العذبة، كما تتواجد في الموقع بعض الحشرات مثل الفراشات.

الطيور المهاجرة

وأضاف البرواني: «لوحظ من خلال عمل الدراسات والبحوث الميدانية من قبل الفريق المختص في بحيرات الأنصب تواجد العديد من الطيور المهاجرة مثال طائر البنغور، بط الخضارى، بط أبو مجرف وغراب البحر وغيرها خصوصا في فصل الشتاء بحثا عن الدفء والغذاء وكذلك للتعشيش (التكاثر)».

وأكد البرواني أن البحيرات تحتوي على 112 نوعا من النباتات العمانية ذات الطبيعة البيئية المختلفة، منها ما تم جلبه من بيئات ظفار والجبل الأخضر واستزراعها في الموقع..

وتمت زراعة عدد من الأشجار العمانية وبالأخص الصحراوية منها، ومن هذه الأماكن تم عمل غابة كثيفة لزيادة روعة هذا المكان، وكذلك لزراعة 400 شجرة على نسق معين، ومعظم هذه الأشجار استجلبت من ظفار مثال (أشجار الطيق والسوقم والعيتيت والتبلدي والإيرير واللبان)، فمعظم هذه الأشجار لها فوائد طبية كاللبان والطيق والشوع.

وللحفاظ على هذه الأشجار فقد تم عمل مشتل لزراعة وإكثار هذه الأشجار وكذلك تجميع الأشجار العمانية وخصوصا النادرة وإكثارها وزراعتها في محطات الشركة والبعض الأخر يتم توزيعه. وأضاف: «يتخلل بحيرات الأنصب فرع من أحد الأودية الموجودة في منطقة الأنصب الذي ينفرد بتواجد الحياة التي تعكس طبيعة هذا المكان من حيث أنواع الأشجار خصوصا التي تنمو على ضفاف الأودية كالسدر والغاف والقرط وكذلك الحياة الفطرية من حيوانات برية وحشرات وغيرها».

البحيرات الخمس

وقال: «ساهمت حيا للمياه في زيادة جمالية وخصوصية هذا المكان بعمل البحيرات الخمس التي ساهمت بدورها في توفير البيئات والعوامل اللازمة لتواجد التنوع الحيوي المميز. بالتالي أعطت المكان جاذبية ليس للحياة الفطرية المحلية فحسب بل ساهمت في جذب الطيور المهاجرة من مختلف بقاع العالم من أوروبا وآسيا وإفريقيا وغيرها من المناطق المجاورة».

وتطـــرق في حديثه إلى أن لكل بحيرة جاذبية لنــوع معين من الطــــيور التي تمكث بها نظرا لتواجد البيئة المناسبة التي تساعدها على التكيف معها..

فإذا لاحظ القائمون في البحيرات أن طيور النحام والبط تتركز في البحيرة التي لديها الماء الضحل، وبالمقابل في البحيرة الرئيسية التي يصل عمقها إلى 3.5 متر يتواجد هذا النوع من البط والطيور الأخرى (الغواص الصغير، غراب البحر الكبير، البط أبو الخصلة) التي تتكيف مع الماء العميق.

أما إذا نظرنا إلى مجرى الماء فإننا سوف نرى طائر البلشــون بأنواعها والطيور الصغيرة التي تتغذى على الأسماك والطحالب.

وعلّق البرواني على الطيور المحلية، مشيرا إلى أنها تتواجد في الأماكن اليابسة مثل الصفرد والقطا أو في الأشجار الكبيرة ذات الثمر ووارفة الظلال والبعض الآخر يستخدم الهضاب الرملية أو الأكوام الترابية لعمل بيوتها مثال طائر الوروار الشرقي الذي يتواجد في الأماكن التي تكثر بها الحشرات الصغيرة خصوصا النحل. أما إذا تحدثنا عن الحمام الصخري فهو يتواجد في الجروف الجبلية وخصوصا في البحيرة التي توجد في منأى عن الضوضاء ووجود الإنسان.

وقال: «للحفاظ على هذا التميز البيئي فإن فريق العمل لدى بحيرات الأنصب يعمل جاهدا في إدارة هذا المكان لتوفير البيئات المتنوعة لمختلف أنواع التنوع الحيوي، وذلك من خلال إدارة ومتابعة الغطاء النباتي الموجود في الموقع كالأعشاب والأشجار.

فإذا أمعنا النظر في البساط الأخضر والأشجار المتواجدة فإن أغلبها نشأت طبيعيا ليس للفريق دخل في تواجدها مثال أعشاب القيصوب التي تطغى على جميع النباتات الأخرى والتي تعتبر من النباتات المهمة من الناحية البيئية التي بدورها تساعد على تنقية الماء نظرا لاستهلاكها كمية كبيرة من النيتروجين والفوسفات وأيضا لكثرة كثافتها ونموها، فهي تعمل كسياج وغطاء طبيعي للبحيرات ومخبأ للطيور من الضوضاء وأشعة الشمس الحارقة ومن الإنسان والحيوانات الضارة عليها».

كما أن بحيرات الأنصب ليست فقط محمية للطيور والنباتات بل تعتبر مكانا لتواجد جميع الأحياء كالحشرات والزواحف بمختلف أنواعها وأشكالها فهي بذلك مقصد للباحثين وطلاب الجامعات والكليات والمدارس وهواة التصوير والطيور والطبيعة الخلابة.

يذكر أن بحيرات الأنصب تعتبر من الأماكن التي تزخر بها السلطنة والتي تعد مكانا مميزا في محافظة مسقط نظرا لاحتوائها على التنوع البيئي كالمسطحات المائية والبيئة الجبلية التي تضفي طابعا مميزا للبيئة العمانية التي تصنف من البيئات الصحراوية البحتة التي تمتلك الحياة الفطرية بشتى أنواعها.

ويتم أيضا استخدام الخامات الموجودة طبيعيا من الموقع للحفاظ على هوية هذا المكان كاستخدام جذوع الأشجار الكبيرة كشجرة المسكيت في صناعة الكراسي وعمل سياج حماية وكذلك استخدام مخلفات الأشجار كالأوراق كسماد للأشجار واستخدام الصخور كدليل بأماكن الزوار، فبحيرات الأنصب ترحب بجميع الزوار .