1312272
1312272
مرايا

«باراديز» مزرعة معتمدة دوليا لإنتاج الأغذية العضوية

25 أبريل 2018
25 أبريل 2018

بغرض تأمين منتجات غذائية صحية لأحفادها -

كتبت - رحمة الكلبانية -

تقضي نرجس ميرزا ساعات طويلة من يومها في زراعة المحاصيل العضوية بهدف تأمين طعام صحي وطازج وخال من المواد الكيميائية لأحفادها وأسرتها في مزرعة بمساحة 10 أفدنة في ولاية بركاء أسمتها «باراديز» التي تعني الجنة باللغة الفارسية.

وبالرغم من تخصصها الأدبي ودراستها للتاريخ، اطلعت نرجس على الكثير من الدراسات والمعلومات العلمية التي تحذر من خطر الخضروات المعرضة للمبيدات الحشرية والكيميائية على صحة الإنسان، الأمر الذي دفعها للسؤال والبحث عن الطرق والآليات التي تستطيع من خلالها زراعة الخضروات وتغطية احتياجها وأسرتها من الأطعمة دون استخدام أية مواد كيميائية أو مبيدات حشرية.

وبعد أشهر من اتقانها للزراعة العضوية، أرادت نرجس أن يستفيد غيرها من تجربتها، ومن المحاصيل التي تجنيها من مزرعتها، خاصة أنها باتت تنتج أكثر من حاجتها وأسرتها، فتوجهت بدورها لسوق السبت الذي يقام خلال الفترة من نوفمبر إلى فبراير كل عام في الموج، وبدأت بعرض منتجات المزرعة مثل: الخس والجرجير والطماطم الكرزية والهيليون والبازلاء والبطاطس، والليمون، والذرة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الخضروات العشبية، وبعد الإقبال الواسع الذي شهدته هذه المنتجات بدأت نرجس بإضافة المزيد من المنتجات كالمخللات وزيت الزيتون والجبنة الحلومي واللبنة.

وفي عام 2016 بدأت نرجس ببيع منتجاتها بالتجزئة للمحلات التجارية الكبرى، حيث أصبحت منتجات مزرعة باراديز متوفرة في كل من كارفور، وسبار، واللولو، ومركز سلطان ومارس وغيرها من المحلات الكبرى وذلك مع تزايد الطلب عليها.

تقول نرجس: «إن ما يسعدني حقًا هو ملاحظتي لزيادة وعي الناس، ومن حولي بأهمية الأطعمة العضوية، وحرصهم المتزايد على ملء أطباقهم بأطعمة طازجة وصحية مليئة بالنكهات الطبيعية دون أن تمس بأي مواد كيميائية أو ضارة».

وتضيف: ومن السائد خطأ أن المنتج العضوي ينبغي أن يكون باهظ الثمن، غير أن الأكيد والصحيح دائما هو أن المنتج العضوي غذاء غني بالفوائد الصحية والمذاق اللذيذ ويستحق سعره.

الآفات الزراعية

وللقضاء على الحشرات والآفات الزراعية وضمان سلامة مزروعاتها تحرص نرجس على استخدام بعض الوصفات والمنتجات الطبيعية والتي أثبتت فاعليتها بالحفاظ على الخضروات سليمة ومنها استخدام الخل الطبيعي وأوراق النيم. وتقول: «أضع أوراق النيم بين الرطب عندما أود تجفيفه وبهذه الطريقة أضمن عدم وجود أية حشرات أو مشكلات في التمر الذي يتم إنتاجه».

حيث تدخل المبيدات السامة التي تستخدم عادة في وقاية النباتات من الحشرات الضارة والآفات إلى الجهاز الهضمي عن طريق الخضار والفواكه الملوثة وتصل إلى الدم وكافة أعضاء الجسم وتستقر فيها مما قد يسبب له العديد من الأمراض الخطيرة منها أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطانات. كما أشارت نتائج البحوث العلمية الأخيرة إلى أن الأثر المتبقي لتلك المبيدات يؤدى إلى ضعف الحالة الجنسية، ويسبب العقم، وبالنسبة إلى المرأة الحامل فإن هذه السموم تنتقل من الدم إلى مشيمة الأم ومن ثم إلى جنينها وتسبب تشوهات خطيرة للجنين.

ونتيجة للجهود التي بذلتها نرجس، أصبحت مزرعة «باراديز»، أول مزرعة تحصل على الاعتماد الأمريكي والأوروبي لإنتاج الأغذية العضوية في السلطنة. فقد حصلت المزرعة على شهادة «ونسيرت من الاتحاد الأوروبي، وشهادة «يو اس دي ايه» الأمريكية، وذلك اعترافاً بانها مزرعة لإنتاج أغذية عضوية مما يمكنها من أن تضع على منتجاتها شارة مكتوب عليها بأن هذا المنتج «عضوي»، وهي صفة بالضرورة ان تكون نتيجة التزام بمجموعة من المعايير الدولية المحددة في مجال الزراعة العضوية التي يتم فحصها كل عام، وبذلك يكون مؤكدا للمستهلكين بأن ما يقومون بشرائه هو حقا منتجا عضويا تم إنتاجه بنزاهة تامة في كافة مراحل إنتاجه وبكافة عملياته الزراعية.

مشروع مقهى

وبالرغم من الإقبال المتزايد التي تلقاه محاصيل مزرعة باراديز، إلا أن الإنتاج يزيد في كل مرة عن كمية الطلب، الأمر الذي دفع نرجس للتفكير بفتح مقهى خاص بالأغذية العضوية. تقول نرجس: «أود الاستفادة من فائض المحاصيل وتقديمها ضمن أطعمة مميزة تقدم للناس ليتعرفوا من خلالها على المذاق المختلف للخضار والفاكهة الطبيعية ولتوعيتهم بأهمية الأطعمة العضوية بشكل عام».

وأوصت نرجس ميرزا في نهاية لقاءها مع «مرايا» ربات المنازل بتعلم طرق الزراعة البسيطة لبعض الخضروات والفواكه في حديقة منزلهم، الأمر الذي سيغنيهم عن شراءها من الأسواق في كل مرة ولتضمن الأمهات أن يأكل أفراد أسرتها طعامًا طازجًا خاليًا من سموم المبيدات الحشرية.