1311400
1311400
المنوعات

ندوة «الإعلام والتراث الثقافي» تجوب الآفاق وترصد التطلعات

18 أبريل 2018
18 أبريل 2018

السلطنة تحتفل باليوم العالمي للتراث -

حسني نصـر: ضـرورة وضـع خــطوط عريضة لأنشطـة التوعــية بالتراث الثقافــي -

كتبت: مزنة الفهدية وبشاير السليمية -

أقامت الأمانة العامة للجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ندوة بعنوان «الإعلام والتراث الثقافي (المادي وغير المادي)»، صباح أمس في مبنى الفرقة الموسيقية الكشفية بمرتفعات المطار، وذلك احتفالا باليوم العالمي للتراث، شارك فيها عدد من الإعلاميين العمانيين بأوراق عمل حول دور الإعلام في نشر التراث وحفظه وصونه.

وفي كلمة ألقاها محمد اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم أكد فيها على أهمية الاحتفال باليوم العالمي للتراث لما يترجمه من أهمية للتراث الثقافي على الإنسانية، وما يتوجبه من حرص لإحيائه والحفاظ عليه وصونه بين الأجيال المتعاقبة.

وتخلل الحفل عرض فيلم قصير تضمن عرضا مختصرا لعدد من عناصر التراث الثقافي العماني بشقيه المادي وغير المادي، وركز الفيلم على المواقع العمانية المدرجة على لائحة التراث العالمي باليونسكو، والرموز العمانية المسجلة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الغير المادي للإنسانية، ويعد هذا الفيلم أحد إصدارات اللجنة الوطنية في مجال توثيق التراث العمانية.

بعدها قدمت فرقة الفنون الشعبية بمدرسة الإمام ناصر بن مرشد للبينين إحدى المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو بمحافظة جنوب الباطنة عروضا فنية تراثية تمثلت بفن الرزحة، أحد الفنون الممارسة بولاية الرستاق، بالإضافة فنون متنوعة أخرى.

أوصت ورقة العمل الرئيسية «دور وسائل الإعلام الجديدة في نشر التراث الثقافي وحمايته» التي قدمها الأستاذ الدكتور حسني نصر أستاذ الصحافة ورئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس إلى وضع استراتيجية اتصالية وإعلامية واضحة المعالم تحدد الأهداف وتستخدم كل وسائل الاتصال الممكنة الشخصية والجمعية والجماهيرية في التوعية بالتراث الثقافي وضرورة صونه والحفاظ عليه والترويج له ونقله بين الأجيال، بالإضافة إلى الاستخدام الفعّال لشبكات التواصل الاجتماعي في الوصول إلى الجمهور وتقديم رسائل معرفية وإرشادية وسلوكية حول التراث الثقافي وضرورة صونه والحفاظ عليه».

كما أوصى الأستاذ الدكتور من خلال الورقة الأكاديمية إلى وضع خطوط عريضة لأنشطة التوعية بالتراث الثقافي حسب كل فئة مستهدفة «السياسيون، الطلاب، المعلمون، المهنيون، الجمهور العام»، واستخدام قادة الرأي والمؤثرين في وسائل الإعلام الاجتماعي في حملات التوعية بالتراث الثقافي المادي وغير المادي، وإنشاء جمعيات مجتمع مدني للمحافظة على التراث تقوم على إعداد الخطط والبرامج الخاصة بنشر التراث الثقافي والتشارك فيه وصونه، والتواصل مع الجهات العلمية والبحثية المعنية بالتراث.

وقال: «نهدف إلى تحليل العلاقة الجديدة والقوية التي أصبحت تربط المؤسسات المعنية بالتراث الثقافي بوسائل الإعلام الاجتماعي الجديدة»، موضحا أن للإعلام الاجتماعي ثلاثة أدوار هي نشر التراث الثقافي، وتعزيز ثقافة المشاركة في التراث الثقافي، وحماية وصون التراث الثقافي».

وأضاف :«تتيح وسائل الإعلام الاجتماعي لأفراد الجمهور التعرف على أماكن أثرية والوصول إلى مجموعات من التراث الثقافي لم يكن بإمكانهم الوصول لها قبل ظهور هذه الوسائل أما بسبب البعد الجغرافي أو بسبب مشكلات الصيانة التي تمنع عرضها على الجمهور، ومن خلال الأدوات الرقمية التي أتاحتها وسائل الإعلام الاجتماعي فإن معظم التراث الثقافي معرّض للتلف، لا يمكن عرضه على الجمهور للحفاظ عليه، ويمكن إعادة بنائه رقميا من خلال المعارض الافتراضية التي تبرز هذا التراث وتؤكد أهمية الحفاظ عليه».

وقدم الإعلامي محمد بن علي المرجبي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ورقة العمل الأولى عن «دور إذاعة وتلفزيون عمان في خدمة التراث الثقافي»، وقال: إن تأثير الإعلام مهم وقوي وملموس، وقمنا بتقديم التراث الثقافي العماني بالتوازي مع منجزات الحاضر، من باب تطبيق سياسة الأصالة والمعاصرة، وتمّ إنتاج الأعمال الدرامية، وتوزعت فرق التسجيل والتصوير في كل عمان، فتمّ توثيق الكثير من الموروث، ولعب هذا الموضوع دورا كبيرا في تعريف العمانيين ببعضهم بعد عقود من التخلف والعزلة، وحققت الإذاعة والتلفزيون الكثير من الجوائز في المهرجانات الإقليمية منذ وقت مبكر».

وأضاف المرجبي لعل انطلاق قناة «عمان الثقافية» في 2016م أتى ليسد شيئا من هذا النقص، ومن الطبيعي أن تواجه بعض التحديات لإنجاز مهامها، مؤكدا أن الإعلام لن يستطيع أن يقدم خدمة متكاملة بمعزل عن الجهات ذات الصلة، ومن زاوية أخرى فإن للإعلام دورا مهما للغاية في إحياء ما أوشك على الموت أو الانقراض من هذا التراث، وتطرق إلى بعض التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية في إنتاج البرامج الإذاعية والتلفزيونية من أجل توثيق التراث العماني والتعريف به.

وتناولت الورقة الثانية، والتي قدمها الصحفي بجريدة $ عاصم الشيدي «دور الصحافة المحلية في خدمة التراث الثقافي»، إسهامات الصحافة العمانية في نشر التراث الثقافي المادي وغير المادي سواء، منها الصحف المهاجرة التي قال عنها الشيدي أنها كانت تفرد مساحات كبيرة للحديث عن عمان وتاريخها وثقافتها وأعلامها ومؤلفاتهم وما تم إنجازه من منجز حضاري مادي وغير مادي، كما استشهد بالأعداد الأوائل من صحيفتي «$» والوطن اللتين كان الحضور للتراث والتاريخ العماني على صفحاتهما كبيرا، إضافة إلى توظيفهما له في معركة البناء ومعركة استعادة الأمجاد.

وعرج إلى استعراض بعض المجلات العمانية التي اهتمت بنشر التراث الثقافي بشقيه مثل مجلة الغدير التي صدرت في سبعينات القرن الماضي والتي اهتمت اهتماما كبيرا بالتراث والتاريخ العماني، إضافة إلى مجلة السراج، وكذلك مجلة جند عُمان التي احتفت بالتاريخ العماني واتخذت على عاتقها مسؤولية تثقيف الجندي العماني بتراثه وبتاريخه.

كما تطرق إلى محاولات نبش الذاكرة الشفهية التي قامت الصحافة من خلال الحوارات التاريخية والتراثية مع العديد من كبار السن الذين سجلوا شهادات مهمة حول فترات زمنية معينة. ومن عناصر التراث المادي التي لفت إليها الشيدي في ورقته والذي أولته الصحافة العمانية أيضا الاهتمام الكبير بالقلاع والحصون والحارات العمانية التي قدمتها الصحافة باعتبارها أعظم ما أنتجته العقلية الهندسية العمانية وساهمت به ضمن المنجز الحضاري الإنسانية.

وعرضت بدرية العامرية، من اللجنة الوطنية للشباب في ورقتها «دور الإعلام الرقمي في توجيه الإعلام الثقافي»، بيانات رقمية لعينة من الصحفيين العاملين في الحقل الثقافي المقروء والمسموع والمرئي (التقليدي)، والذين بلغ عددهم 26 صحفيا، مثلت الإذاعة ما نسبته 31%، والصحافة 38%، والتلفزيون 31%. حيث دارت البيانات حول مدى تأثير الموضوعات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي على محتوى الإعلام التقليدي، وما إذا كان تسارع المعلومات ومنافسة التطبيقات الحديثة يضطر منصات الإعلام التقليدي لتغيير أجندتها قبل النشر/‏‏‏البث، ومدى تأثير التطبيقات الإلكترونية الحالية على اختصار المساحة والمدة الزمنية للمحتوى الثقافي في الإعلام التقليدي، وخلصت إلى أن «الإعلام الرّقمي بما يُتيحه من إمكانات لإبداء الرأي والتفاعل مع الآخرين والتأثير عليهم يفرض في أحيان كثيرة على العاملين في المجال الثقافي على مواكبته الموضوعات المُثارة فيه، كما أنّ ميول العاملين في الإعلام الثقافي إلى تقديم أي توضيح لهم رغم نشر المحتوى على الإعلام التقليدي على مواقع التواصل الاجتماعي تُعطي مؤشِّرًا على سطوة الإعلام الرّقمي وقدرته الأكبر على التأثير في الجمهور».