1308422
1308422
العرب والعالم

القادة العرب يؤكدون تمسكهم بحل الدولتين ويدعون إلى حل سياسي في سوريا

15 أبريل 2018
15 أبريل 2018

الملك سلمان يطلق اسم «القدس» على القمة العربية بالظهران -

أبو الغيط يطالب بالتوافق حول أولويات الأمن القومي العربي -

الظهران - عمان : نظيمة سعدالدين - وكالات -

اختتمت أمس بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية أعمال القمة العربية الـ29 لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء الدول العربية. وكان صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء قد ترأس وفد السلطنة المشارك في أعمال القمة وذلك نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

وقد افتتحت أعمال القمة أمس، بتجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز، رفض بلاده قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، مؤكدًا على أن «القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية». وأطلق الملك سلمان على القمة العربية الـ29 المنعقدة في الظهران بالمملكة العربية السعودية، «قمة القدس». وفي الشأن اليمني، أكد الملك على التزام الرياض بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه.

ودعا المجتمع الدولي لتهيئة كافة السبل لوصول المساعدات إلى اليمن، وتابع: «نجدد التأكيد على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة».

كما دعا الملك سلمان إلى موقف أممي قوي ضد سلوك إيران في المنطقة.

وفيما يخص الأزمة الليبية، قال الملك سلمان: إن اتفاق الصخيرات هو الطريق للحل في ليبيا ووحدة أراضيها.

وشدد العاهل السعودي على أن الأمن القومي العربي منظومة كاملة لا تقبل التجزئة، ورحب بالتوافق العربي على قيام قمة ثقافية عربية.

ومن جانبه، قال الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية في كلمته: إنه لا بد من إعادة التأكيد على الحق الأبدي الخالد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

وأوضح العاهل الأردني أنه لا بد من الإشادة بالتطورات الإيجابية والنصر الذي حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الإرهابيين، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكري، بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.

وأشار إلى أنه فيما يخص الأزمة السورية، وفي إطار السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم في عودة اللاجئين، قمنا بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشي، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في كلمته بالقمة: إن الأزمات في منطقتنا تخصم من رصيد أمننا القومي، واعتبر أبوالغيط أن التهديدات الكبرى التي تواجه العرب تتساوى في أهميتها وتتطابق في خطورتها.

وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية إن «التحديات الحالية تدعونا لحوار حول أولويات الأمن القومي العربي»،ولفت إلى أن قضية فلسطين شهدت انتكاسة بعد إعلان نقل السفارة الأمريكية للقدس، مؤكدا على ضرورة دعم رؤية الرئيس محمود عباس بشأن القضية الفلسطينية.

وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الشعب السوري، دفع أبهظ الأثمان من الدم والمال، في سبع سنوات، مضيفا: «لا أبرئ ساحة لاعبين إقليميين ودوليين يسعون لتحقيق أهداف على جثث السوريين داخل وطنهم».

وتابع أبو الغيط خلال كلمته: «تساقطت الصواريخ على رؤوس السوريين، لتذكرهم أن استعادة وطن آمن ما زالت بعيدة، أمل أن يستعيد القادة العرب والحكماء العرب زمام الموقف، على أساس مسار جنيف والقرار 2254».

من جانبه، أكد أمير الكويت على ضرورة بذل جهود مضاعفة لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي، وشدد في كلمته، على أن هذه الخلافات «تمثل تحديا لنا جميعا يضعف من تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي نتعرض لها وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص بنا ويريد السوء لأمتنا».

وبخصوص الوضع في العراق قدم الشيخ الصباح التهنئة للعراقيين «على تحرير كامل أراضيهم من قبضة تنظيم داعش، ونسعد للعمل معهم في إعادة بناء وطنهم عبر تنظيم مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق والذي حقق نجاحا مشهودا وكان لمشاركتكم دور فاعل في تحقيق هذا النجاح المنشود بمشاركة دولية واسعة، متمنين كل النجاح للانتخابات النيابية التي ستجرى الشهر القادم، وأن تعكس نتائجها تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي حفاظا على وحدته وتماسكه متمنين للبلد الشقيق الاستقرار والازدهار.

وحول الوضع في اليمن أعرب أمير الكويت عن الإدانة والاستنكار للهجمات الصاروخية المتكررة على السعودية، وأشاد بجهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية والدور الإنساني الرائد لدول التحالف لمعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن.

وفيما يتعلق بالمسيرة المتعثرة للسلام في الشرق الأوسط قال الشيخ الصباح: «إننا نشعر بأسى بالغ لقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس في مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وأدعو من هذا المنبر إلى أن تراجع الإدارة الأمريكية قرارها وتمارس دورها كراعية لهذه المسيرة عبر إيجاد الطرق لتحريكها، وضمان نجاحها والتزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية. إن ما قامت وتقوم به إسرائيل من قمع لتفريق أشقائنا الفلسطينيين في غزة الذين يمارسون حقهم في التعبير السلمي والذي أدى إلى استشهاد العشرات منهم وإصابة الآلاف يدعو المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن للقيام بمسؤولياته لحماية المواطنين الفلسطينيين في غزة ووقف هذا العدوان الإسرائيلي الآثم».

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته: «تنعقد هذه القمة وتتطلع معها أنظار شعوبنا لموقف قوي يستعيد وحدة الصف العربي، للوقوف بحسم في مواجهة الأخطار التي طرأت على منطقتنا خلال السنوات الماضية، فأضعفت الجسد العربي حتى بات يعاني من تمزقات عدة، وأصبح لزاما علينا أن نتصدى للتحديات التي نواجهها برؤية واضحة وإصرار كامل على تعزيز أمننا القومي».

وتابع: «نحارب الإرهاب ونتصدى له بكل الحسم والقوة، في الوقت الذي نبذل فيه أقصى الجهد لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة، واستعادة الأمن والاستقرار فيها من خلال تمكين وتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية لتقوم بمهامها المنوطة بها».

كما استعرض الرئيس السيسي، جهود الدولة في مكافحة الإرهاب والعملية الشاملة تحت شعار «سيناء 2018».

من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن القدس الشريف تتعرض لهجمة استيطانية غير مسبوقة تهدف إلى الاستيلاء على أرضها وتهجير أهلها وطمس هويتها التاريخية وانتمائها العربي الإسلامي والمسيحي الأصيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية جعلت نفسها طرفا في الصراع بقرار اعتبارها القدس عاصمة لإسرائيل ما جعل الحديث عن خطة سلام أمريكية أمرا غير ذي مصداقية.

وأعرب عباس -في كلمته- عن تقديره لإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتسمية القمة العربية «بقمة القدس» وتبرعه لبرنامج الأوقاف الإسلامية بالقدس ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

فيما تناول الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في كلمته المشهد الإسلامي وتصدرت كلمته قضايا مكافحة الإرهاب، وأوضح العثيمين الدور الذي قامت به دول منظمة التعاون الإسلامي في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف.

فيما نقل موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، تحيات الأشقاء قادة الدول الأفارقة لقادة الدول العربية، في مستهل كلمته أمام فعاليات القمة العربية في الظهران، وأكد أن حضوره هو تأكيد على العلاقات الإفريقية العربية لتدعيمها، والذي أكد عليه مؤسسو المنظمة، وأن القمة العربية الإفريقية في الرياض العام القادم، ستشهد المزيد من المناقشات بين الأشقاء العرب والأفارقة.

وأكد فكي، ضرورة مضاعفة الجهود للتعاون لتدعيم الشعب الفلسطيني لإنشاء دولته وعاصمته القدس الشريف، وندد فكي باستخدام الكيماوي في سوريا ضد المدنيين.

وشدد أن الاتحاد الإفريقي ينفذ أجندة 2063، والتي رسمها لتحقيق التعاون بين الدول الإفريقية، والسعي لإقامة سوق إفريقية مشتركة.

وقالت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسة الخارجية فيدريكا موكوريني في كلمتها: إن هذه المنطقة عانت من النزاعات لفترة طويلة وأن العالم العربي يمكن أن يتحول إلى منطقة ذات رفاهية ورخاء. وأوضحت أنه من واجب الأوروبيين والعرب التنسيق من أجل سلام الشرق الأوسط. وذكرت «أننا قضينا على إرهاب (داعش) تقريبا من خلال عملنا المشترك»، لافتة إلى أن الشعب العراقي أظهر شجاعة فائقة في مواجهة إرهاب (داعش).

وقالت موجريني إنه ينبغي محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سوريا، وذكرت أن الأوضاع تتفاقم في الأراضي الفلسطينية لا سيما غزة، مبينة أن الاتحاد الأوروبي يجدد تأييده لحل الدولتين.

وتتطرق القمة العربية أيضا إلى تطوير جامعة الدول العربية وعقد قمة ثقافية عربية والملف الاقتصادي والاجتماعي وموعد القمة العربية المقبلة الـ30 عام 2019. كما تناقش تقريرا عن الوضع العربي المشترك من جانب التجارة والاستثمار والاستراتيجية العربية لتلبية التحديات المائية والخطة التنفيذية الإطارية للبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي للمرحلة الثانية والاتفاقية العربية لتبادل الموارد النباتية والمعرفة التراثية.

وتحظى القمة بمشاركة واسعة من قبل القادة العرب، كما يشارك فيها عدد كبير من مسؤولي المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية في مقدمتهم أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني بالإضافة إلى ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا.