صحافة

القدس: في ذكرى مجزرة دير ياسين.....المجازر متواصلة!!

13 أبريل 2018
13 أبريل 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب راسم عبيدات مقالا بعنوان: في ذكرى مجزرة دير ياسين.....المجازر متواصلة!!،جاء فيه: المجازر الصهيونية بحق شعبنا لم تنته ولم تتوقف.

جاءوا الى أرضنا بمشروعهم الإسرائيلي تحت شعارات خادعة ومضللة، «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، ومنذ اللحظة الأولى لغزوتهم، وبعد مؤتمرهم الصهيوني الأول في بازل بسويسرا في أغسطس/‏‏1897 وضعوا نصب أعينهم طرد وتهجير شعبنا عن أرضه ووطنه وإحلال مستوطنيهم مكانه، ولذلك كانت العصابات اليهودية، ترى بأن تحقيق ذلك غير ممكن إلا عبر المجازر والمذابح، ولترتكب عصابات «الأرغون» و«الهاجانا» و«شتيرن» و«البالماخ» الصهيونية مذبحتها بحق سكان قرية دير ياسين، من أجل بث الرعب والخوف في قلوب أبناء شعبنا وأهلنا، ليس في دير ياسين فقط، بل في كل القرى والمدن الفلسطينية في الجذر الفلسطيني 48 ، من أجل حملهم على الرحيل القسري.

ولم تكن مجزرة دير ياسين الوحيدة بل تبعتها مجازر أخرى الطنطورة والدوايمة وكفر قاسم والسموع ومخيم جنين وصبرا وشاتيلا وغزة وتلك القائمة الطويلة من المجازر المتواصلة بحق شعبنا دون توقف، ودون ان يرف جفن أو يذرف دمع لهذا الغرب الاستعماري المجرم والمتوحش والمتشدق بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، و«المعهر» لمثل هذه القيم والمبادئ الإنسانية، والمستخدم والمدافع عنها فقط عندما تخدم أهدافه ومصالحه، في وقت يتنكر لها، بل يحاربها حينما تتعارض مع ذلك، فالديمقراطية الأمريكية والأطلسية المزعومة جلبت الخراب والدمار لشعوب أمتنا العربية، والعراق خير شاهد ودليل على تلك الديمقراطية التي يدفع العراقيون ثمنها حتى اللحظة مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين، والحروب المذهبية والطائفية والقبلية والعشائرية والتقسيمات الجغرافية والجهوية، ناهيك عن الخراب والدمار والجوع والفقر وامتهان الكرامة وغياب الحريات والتعددية الحزبية والسياسية وغيرها.

وما حدث ويحدث في ليبيا والعراق وسوريا واليمن والتي كان آخرها العدوان الإسرائيلي على مطار «التيفور» في حمص أمس، والذي جاء بتنسيق أمريكي- فرنسي كرد على اجتثاث سوريا للجماعات الإرهابية في الغوطة الشرقية وآخرها جماعة ما يسمى بجيش الإسلام.

ولعل الجميع يذكر القصف الأمريكي بالصواريخ المجنحة لقاعدة الشعيرات الجوية في حمص في أبريل من العام الماضي تحت ذريعة استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية في خان شيخون، وبقرار انفرادي خارج عن الشرعية الدولية، فمن قتل الشعوب في اليابان وفيتنام بالأسلحة الذرية والمحرمة دولياً، ويحمي دولة الاحتلال التي تمارس القتل والإرهاب بحق شعبنا الفلسطيني منذ سبعين عاما، ويمنع صدور قرارات دولية تدين جرائمها ضد قتل شعب أعزل، كما هو الحال في مسيرات العودة من قطاع غزة، لا يحق له الحديث عن الإرهاب وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية. هذا الغرب الاستعماري المسؤول الأول والمباشر عن كل الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني لا يأبه ولا يلتفت لمصير شعبنا ولا يتعامل معنا على أساس أننا بشر لنا حقوق كبقية أبناء البشرية، نريد ان نحيا ونعيش في وطن حر ينعم فيه أطفالنا بالحرية والأمن والأمان كباقي بني البشر، بل همه وهاجسه الأول توفير الأمن والأمان والحماية لدولة الاحتلال، حتى من الغازات المنبعثة من الإطارات المشتعلة التي حرقها أبناء شعبنا في مسيرات العودة لتحميهم من رصاص قناصة جيش الاحتلال، فأمريكا والغرب المجرم يذرفان الدموع ويزعقان وينعقان رسمياً وشعبياً لمجرد سقوط جريح أو قتيل إسرائيلي، وينعتون شعبنا بأقذع الأوصاف أقلها قتلة وإرهابيون، والمتصهين سفير أمريكا في تل أبيب، ديفيد فريدمان، يستحق وسام الوقاحة والعنصرية في هذا الجانب في التحريض على مقاومتنا وشعبنا، رغم انهم يخوضون نضالهم وكفاحهم ضد المحتل ووفق ما كفله لهم القانون الدولي من استخدام لكافة أشكال النضال من أجل نيل حريتهم واستقلالهم.

وهذا الزعيق والنعيق لا نسمعه منهم، بل نرى صمتا مطبقا أو دعوات لضبط النفس، وإيجاد الحجج والأعذار لإسرائيل في ارتكابها لجرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وليس ذلك فقط بل كانت أمريكا والغرب الاستعماري المجرم والمتوحش في الخط الدفاعي الأول ضد أي قرارات أو عقوبات قد تتخذها أو تفرضها عليها المؤسسات الدولية على خلفية تلك الجرائم، لكي تصبح إسرائيل بفعل تلك المظلة والحماية دولة فوق القانون تعربد وتقتل كيفما تشاء وبدون حسيب أو رقيب.

المأساة والطامة الكبرى، رغم كل المجازر المرتكبة بحق شعبنا، والتي يفترض ان توحدنا في مواجهة تلك الجرائم والمجازر، وجدنا أنفسنا نقتتل ونوغل في دم بعضنا البعض على خلفية صراعات على سلطة بدون سلطة ومصالح فئوية وحزبية، وقسمنا الوطن جغرافيا إلى مذبح شهوة السلطة والمصالح والمنافع، وليس هذا فحسب، بل نقلنا صراعاتنا وخلافاتنا الى مخيمات شعبنا في لبنان وسوريا، وكأن شعبنا هناك لا يكفيه ما يعيشه من مأساة وذل وامتهان كرامة ومصادرة حقوق في تلك المخيمات.