1306246
1306246
العرب والعالم

أبو الغيط:القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولة خطيرة لتقويضٍ مُحدداتها الرئيسية

12 أبريل 2018
12 أبريل 2018

الصفدي: الممارسات الإسرائيلية تعطل حل الدولتين.. الجبير: فلسطين تتصدر هموم العرب -

بمشاركة السلطنة..انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب بالرياض -

الرياض- الدمام - عمان- نظيمة سعد الدين- العمانية -

انطلقت أمس أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد حاليا بالعاصمة السعودية الرياض، للتحضير للقمة العربية المقرر انعقادها بالدمام،بعد غد.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القضية الفلسطينية تتعرض في المرحلة الحالية لمحاولة خطيرة لتقويضٍ مُحدداتها الرئيسية،مشيرا الي ان قرار الرئيس الأمريكي الأُحادي وغير القانوني، بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، شكل تحدياً غير مسبوق لمُحددات التسوية النهائية المستقرة والمتفق عليها دولياً، منذ بدء العملية السياسية في مطلع التسعينات.

وقد شاركت السلطنة في الاجتماع بوفد برئاسة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة.

وأضاف أبو الغيط في كلمته «لقد حرصتُ خلال العام الماضي أن تكون القضية الفلسطينية -وخاصة فيما يتعلق بالدفاع عن وضعية القدس كأرضٍ محتلة، وكذا عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تتعرضُ لتضييق غير مسبوق- على رأس قائمة أولويات العمل السياسي للجامعة العربية.

وأضاف أن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعاً عملاً متضافراً من أجل تعزيز المواقف الفلسطينية، ودعم صمود الفلسطينيين على الأرض خاصة في القدس، وحشد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الصعيد الدولي، فضلاً عن ضرورة التصدي لكافة المحاولات التي تقوم بها دولة الاحتلال «عبر اختراق بعض الكتل الدولية التي طالما أيدت الحقوق الفلسطينية» من أجل تطبيع وضعيتها في المؤسسات الأممية بالحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن عن الفترة 2019-2020..

وهو أمر إن حدث فسيكون بمثابة مكافأة للدولة الأكثر انتهاكاً للقرارات الأممية.

وأكد أن التحدي أمام العرب اليوم يتمثل في الحفاظ على محددات العملية السلمية كما وضعها الجانب العربي في مبادرة السلام العربية، وعدم السماح بتمييعها أو التلاعب بها أو قلب أولوياتها بهدف جني ثمار السلام قبل الوفاء بمقتضياته.

وشدد على أهمية الرؤية التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» في كلمته أمام مجلس الأمن في 20 فبراير الماضي والتي قدم خلالها تصوراً واقعياً وقابلاً للتطبيق لتسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقال أبو الغيط «ما زالت كل من الأزمتين اليمنية والليبية بعيدتين عن الحل، مشيرا إلى أنه في اليمن تُمعن القوى الانقلابية في البطش والتنكيل بالشعب اليمني، متمترسة خلف مواقفها، ومواصلة لأداء دورها كمخلب قط لداعمها الإقليميّ ورافضة لأي حوار جاد أو حل سياسي يكون من شأنه استعادة الاستقرار لهذا البلد الذي عانى أبناؤه الكثير والكثير. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن انحسار التأثير العربي في مجريات الأزمة السورية يتيح تدويلها بصورة لاتصب في مصلحة الشعب السوري.

وقال أبو الغيط إنه في ظل ما تشهده الأزمة السورية من تطورات مُتسارعة ومؤسفة، فإن انحسار التأثير العربي في مجريات أحداث هذه الأزمة يُتيح تدويلها بصورة لا تصب في مصلحة الشعب السوري».

وأضاف «لقد شهدنا مؤخراً عدداً من الاجتماعات التي تضم قوى دولية وإقليمية لتقرير مصير الوطن السوري بصورة أخشى أن تدفع بهذا البلد العربي إلى واقع تقسيم فعلي، وتفتح المجال أمام تفتيته إلى كياناتٍ أصغر تهيمن عليها قوى خارجية وهو أمرٌ لا أتصور أن دولة عربية تقبل به».

وأكد أن الإجماع العربي لا زال منعقداً على أن وحدة الوطن السوري وتكامل ترابه الإقليمي واستقلاله وحقن دماء أبنائه تمثل كلها منطلقات جوهرية في أية معالجة للوضع المأسوي الذي تعيشه سوريا.

وتابع أبو الغيط: «لقد انعقدت إرادة دولنا، في قرارات متتالية أصدرها مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، على أن الحل السياسي يُمثل المخرج الوحيد لهذه الأزمة المستحكمة التي فاقت خسائرها المادية والبشرية كل تصور». وشدد أبو الغيط في هذا الصدد، على ضرورة الحفاظ على مسار جنيف، الذي تقوده الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تضم جميع القوى السياسية في سوريا على أساس القرار 2254، مؤكدا على أنه لا ينبغي السماح بتهميش هذا المسار أو تقويضه لصالح أجندات أخرى.

وقال أبو الغيط إن القمة العربية تنعقد هذا العام وما زال حال الأزمة يُمثل الصفة الغالبة على الأوضاع العربية بصورة عامة، مشيرا إلى أن أوضاعاً وأزمات خطيرة مكنت قوى دولية وإقليمية من التدخل في شئون دول المنطقة بصورة غير مسبوقة تحقيقاً لمصالحها الذاتية وبشكلٍ يؤدي إلى تعقيد الأزمات القائمة وإطالة أمدها. وأضاف أبو الغيط إنه برغم أن الأغلبية العظمى من الدول العربية لا تواجه تهديدات أو أزمات خطيرة، إلا أن استمرار حالات التفكك والتفتت في بعض الدول يُلقي بظلاله على المشهد العربي في مجمله خاصة وأن الأزمات لا تعرف الحدود، وإنما تمتد آثارها السلبية من دولة إلى أخرى في صورة مخاطر أمنية وتهديدات إرهابية، فضلاً عن تفاقم مشكلة اللاجئين التي تُمثل واحدة من أخطر الأزمات التي ينوء بها كاهل الدول المستضيفة، وعلى رأسها لبنان والأردن.

وأشار إلى أن المشهد ليس قاتماً كله حيث حمل العام الماضي بعض الأنباء المبشرة وعلى رأسها ما تحقق من انتصارات على جماعة الإجرام والتخريب المُسماة بداعش، مؤكدا على ضرورة العمل على تحصين هذا الانتصار بالإسراع في إعادة الإعمار وتأهيل السكان الذين تعرضوا لشتى صنوف المعاناة، تمهيداً لعودة اللاجئين لأوطانهم والنازحين إلى ديارهم.

الصفدي: تقويض حل الدولتين

ومن جانبة حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن الممارسات اللاشرعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستقوض حل الدولتين الذي أجمع العرب والعالم عليه سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم والشامل، مؤكدا أن إسرائيل بذلك تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم. وقال الصفدي في كلمته أمام الاجتماع إن السلام خيارنا العربي الاستراتيجي، وسنقوم بدورنا كاملا لتحقيقه، منوها في هذا الإطار إلى مبادرة السلام العربية وضرورة إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو 1967، معتبرا أن ذلك هو طريق السلام الوحيد.

وأكد أن القدس الشريف خط أحمر وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وأننا نريد القدس المقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث، المسلمون والمسيحيون واليهود، رمزا للسلام لا ساحة للقهر في ظل سلام دائم، على أساس حل الدولتين، الذي يضمن دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. وأكد الصفدي على ضرورة أن يستعيد العرب زمام المبادرة في جهود إنهاء المأساة السورية، وأنه لا حل عسكريا للأزمة، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل لحل سياسي يكون للعرب التأثير فيه.

وأشاد بجهود العراق في القضاء على العصابات الداعشية حيث أنجزوا انتصارا للعرب جميعا.

الجبير: فلسطين تتصدر هموم العرب

كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستتصدر بنود جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وذلك تعبيرا عن الموقف الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كما نصت عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأعرب «الجبير» في كلمته عن استنكار بلاده اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيدا في الوقت نفسه بالإجماع الدولي الرافض لذلك، معتبرا أن الخطوة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ستعيق الجهود الدولية الرامية لتحقيق إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي.

وأكد «الجبير» أن الإرهاب والتطرف يشكل خطرا كبيرا على دولنا ويجب التعامل معه بحزم بما في ذلك مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابع تمويله وعدم توفير الملاذ الآمن لمن يرتبط به. وتبحث القمة العربية التاسعة والعشرون التي ستنعقد في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية الشقيقة بعد غدٍ العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية الهامة. وتبحث القمة نحو 20 بندًا في مقدمتها التقرير المرفوع من قبل القمة السابقة التي استضافتها الأردن حول نشاط هيئة ومتابعة تنفيذ القرارات والالتزامات وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك وملف القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس المحتلة وما يتصل بدعم موازنة دولة فلسطين إضافة الى تطورات الصراع العربي الإسرائيلي. وأشارت مصادر خاصة لوكالة الأنباء العمانية الى أن هذه القمة ستناقش تطورات الأزمة السورية وتطورات الوضع في ليبيا واليمن وما يخص دعم السلام والتنمية في السودان والصومال وعدد من القضايا الهامة الأخرى. وقالت إن هناك العديد من البنود والموضوعات التي ستبحثها هذه القمة من بينها صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة وتطوير جامعة الدول العربية وما يتعلق بعقد القمة الثقافية العربية والملف الاقتصادي والاجتماعي وموعد القمة العربية المقبلة الـ30 في عام 2019.

ورأت المصادر أن هذه القمة تكتسب أهمية خاصة نظرًا للوضع الإقليمي الراهن والملفات السياسية والأمنية والاقتصادية المطروحة معربة عن تمنياتها بتبني القمة العربية الـ19 للتصور النهائي حول التعامل مع موضوع توفير الدعم للدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين لمساعدتها على تحمل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية لهذه الاستضافة.