العرب والعالم

مهاجرون أفارقة يشكون من التمييز وانسداد الأفق في إسرائيل

09 أبريل 2018
09 أبريل 2018

تل أبيب - ماجدة البطش - (أ ف ب) :-

ينتظر عشرات من المهاجرين الأفارقة في حديقة (ليفينسكي) في جنوب تل أبيب جالسين على العشب أو إلى جانب الشارع، أن يعرض عليهم مقاولون إسرائيليون عملا لليوم، في سعي حثيث للبحث عن رزقهم في بلد لا يريدهم.

وبعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الماضي أنه توصل إلى التفاهمات مع الأمم المتحدة بشأن ترحيل نحو 16 ألفا من المهاجرين الأفارقة إلى دول غربية على أن يبقي على العدد نفسه في إسرائيل، تراجع في اليوم التالي وألغى الاتفاق.

ويبدو مصير 42 ألف مهاجر إفريقي معلقا في إسرائيل على قرارات الحكومة المتقلبة منذ أشهر.

وقال محمد إريس (32 عاما) الذي جلس على رصيف عند حديقة ليفنسكي «أنا من جبال النوبا في السودان. جئت إلى هنا لأن عندنا مشاكل. أنا اعمل في مجال البناء، لكن لا يوجد عمل الآن.. أنا لم أعمل منذ شهرين رغم أنني أحضر إلى هنا يوميا».

وتابع أنه في إسرائيل منذ ست سنوات، مضيفا «لا مستقبل لنا هنا... لا نعرف أين ستعصف بنا الريح».

وأشار إلى أنه يتشارك مع أربعة أشخاص آخرين في غرفة واحدة صغيرة، و«يدفع كل منا بين الإيجار والكهرباء والماء 500 دولار شهريا». وأشار إلى ان بعض المهاجرين الأفارقة ممن ليس لهم عمل، ينامون في الحديقة لأنهم لا يملكون قيمة الإيجار.

وقال إدريس: «نحن هنا نعيش معزولين عن العالم، ليست لنا حياة اجتماعية، لا نتعامل مع المجتمع الإسرائيلي ولا مع المجتمع العربي، عالمنا منحصر بمنطقة المحطة المركزية للباصات» المجاورة للحديقة.

ووصل معظم هؤلاء المهاجرين إلى إسرائيل بعد عام 2007، عن طريق مصر. وعمل الإسرائيليون بعد ذلك على تشديد الإجراءات على الحدود لمنع وصول المزيد. ووعد نتانياهو العام الماضي ب«إعادة جنوب تل ابيب» إلى سكانها.

وقال الإسرائيلي بحر مئير (61 عاما) من جنوب تل أبيب الذي يعمل مدربا «لرياضة الدفاع عن النفس» لفرانس برس «لا نريد الأفارقة هنا، ليس لأنني عنصري. أنا نشأت وأعيش في هذا الحي، بل لأن نوعية حياتنا تغيرت. كنا نتجول بالليل لكن الآن أصبح ذلك غير ممكن. صارت منطقة المحطة المركزية مركزا للدعارة والمخدرات».

وأضاف أن «الإيجارات ارتفعت. فالبيت الذي كان سعره 3000 شيكل (870 دولارا) صار بسبعة آلاف شيكل (2000 دولار). على الحكومة أن تهتم بأبنائها. لا توجد منازل لجنودنا الذين يخدمون مدة ثلاث سنوات للدفاع عن بلدهم، ولا يستطيعون دفع الايجار».

واعتبر أن نتانياهو «اقترف خطأ كبيرا بان وافق على التفاهمات مع الأمم المتحدة. يجب طردهم جميعا».

وكانت خطة حكومية أولى نصت على إعادة المهاجرين إلى البلد الذي جاؤوا منه أو إلى دولة أخرى بحلول الأول من ابريل تحت طائلة توقيفهم، على الا يطال الإجراء النساء والأطفال والرجال الموجودين مع عائلاتهم. ونددت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة واسرائيليون بينهم ناجون من المحرقة، بهذه الخطة.

وأقرت إسرائيل ضمنا بعدم إمكان إعادة الاريتريين والسودانيين إلى بلادهم من دون تعريض حياتهم للخطر، بسبب الاتهامات الموجهة الى هذين البلدين من منظمات دولية بارتكاب «جرائم ضد الانسانية». على الإثر، وضعت خطة ثانية تقضي بإرسالهم الى رواندا التي رفضت استقبالهم.

وتم الاتفاق حينها على إرسال أكثر من 16 ألف اريتري وسوداني مقيمين في اسرائيل الى دول غربية، على أن تبقي اسرائيل عندها العدد نفسه، وهو اتفاق أثار انتقادات واسعة، ما دفع نتانياهو إلى التراجع عنه.

وقال رئيس مجموعة مهاجري اريتريا هالوفوم سلطان «نحن نظمنا أنفسنا، وأقمنا مكتبا حتى يتمكن المهاجرون الاريتريون من تقديم طلبات للحصول على تصريح للبقاء والعمل». وأقيمت الى جانب المكتب مدرسة للأطفال لتعليم اللغة الاريترية يتراوح عدد تلاميذها بين 80 إلى 200 طفل وطفلة.

وقال سلطان «يوجد آلاف المهاجرين من دول أخرى لا يتحدثون عنهم، يطالبون بترحيلنا بسبب لون بشرتنا السوداء».