tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :فاكهة الموسم!

09 أبريل 2018
09 أبريل 2018

د.طاهرة اللواتية -

[email protected] -

كلما تقدم العلم كلما تكشفت أمور كانت غامضة علينا، ومنها أن الطعام الذي نتناوله له دور كبير في الاستفادة والوقاية والعلاج، وهو ما يزيدنا يقينا بالحكمة الإلهية وجمال خلقه، ففي موسم ما نرى سيادة أنواع معينة من الخضروات والفواكه، فللصيف فاكهته من البطيخ والشمام وفواكه عديدة نراها تنتشر في مراكز البيع، بينما تختفي في الخريف أو الشتاء أو الربيع، وهكذا في فصل الشتاء تختفي فواكه وخضروات وتبرز أخرى لا نراها في الصيف.

لكن مع انتشار زراعة البيوت المحمية في عدد من بلدان العالم لوحظ توفر فاكهة موسم ما طوال العام، ولا تكاد تنقطع مثل البطيخ الأحمر، وحتى في الشتاء البارد! حيث لا تعود هناك حاجة لأكل البطيخ مثلا للتبريد بسبب برودة الجو!

إلى الآن قد لا توجد دراسات كافية تتحدث عن فوائد و مضار توفر فواكه موسمية طوال العام. لكن دراسات عديدة تذكر أن تناول فاكهة الموسم في وقتها أفضل طريقة لاستفادة الجسم والوقاية والعلاج لبعض الأمراض التي تنتشر في هذا الموسم، فتناول الموالح مثلا في الشتاء - وهو موسمها- أفضل طريقة للوقاية من نزلات البرد والزكام، لتوفر فيتامين «س» بكثرة فيها، ومن ناحية ثانية لاحظت الدراسات أن زراعة فواكه في غير موسمها مكلف، ويتطلب جهدا أكبر، وإن كان في بيوت محمية.

توجد مجموعة صغيرة من الخضروات والفواكه متوفرة طوال العام، وهي مفيدة في جميع المواسم، لكن الأعم والأغلب أن لكل فصل وموسم فاكهته وخضرواته، ومع تطور وسائل الزراعة يكاد هذا الهامش من التنوع والاختلاف يختفي يوما بعد يوم  بسبب اشتهاء الإنسان فاكهة ما في غير موسمها.

ونظن أن التقنية وتطورها عامل مساعد يخدمنا، ولكننا في واقع الحال نغير من أنظمة طعامنا الصحية والمتناسبة مع احتياجات أجسامنا في كل موسم، وتتعارض مع النظام الغذائي الذي كان موجودا ومتداولا منذ خلق الإنسان على هذه الأرض. وهو نظام يفيد الأرض والتربة والإنسان والحيوان وما يحيط بهم من أجواء وبيئة، فإذا ما تم إلغاؤه فكم من الضرر قد نتسبب به لأنفسنا وما يحيط بنا من هذه العناصر المهمة؟