salem
salem
أعمدة

نوافـذ: أمام فرصة التصالح

09 أبريل 2018
09 أبريل 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

تمثل القمة العربية المنتظر لها أن تعقد يوم 15 الجاري في العاصمة الرياض أملا للشعب العربي الذي تراجعت أحواله في العشر سنوات الماضية لتخالف أحلامه، هي بمثابة فرصة تاريخية أمام العرب لطي صفحات المعاناة التي تعيشها معظم الدول العربية من حروب داخلية وخارجية في بعضها ومن الإرهاب وما يمثله من تحد كبير وتراجع في الاقتصاديات التي كانت أمل ازدهار هذه الأمة من محيطها لخليجها.

الفرصة تتمثل في أن هذه القمة مهيأة ليحقق العرب فيها على الأقل «أدنى الطموحات» التي يتطلعون إليها أن تعذر جلها، ولكون الشقيقة المملكة العربية السعودية المستضيفة لها، وهذا له بعده السياسي والديني، فإنها تمثل واحدا من العناصر التي تساهم في ذلك النجاح المنشود.

ثم إن معظم الدول العربية قد خرجت وبعضها القليل لا يزال يعاني من ويلات ذلك الإرهاب الذي أهدر الموارد لمحاربته منذ قرابة 20 عاما واشتدت قوته في السنوات العشر الماضية وحطم معه الكثير من البنى الأساسية التي بنيت في اكثر من نصف قرن ، أضف الى أن العرب يعانون من الحالة الاقتصادية التي خيمت على العالم خلال السنوات الثلاث الماضية لتراجع أسعار النفط، مما أثر بشكل كبير على الموارد وتسخيرها، ثم التراجع في الأمن وقلة الإنتاج الغذائي والعلمي.

الأهم في الحضور العربي القادم معالجة «أم القضايا العربية» وهي فلسطين والأزمة الخليجية والملف اليمني وسوريا وليبيا والأزمات الثنائية والجماعية بين بعض الدول التي ستشارك من أجل إيجاد صيغة توافقية.

القمة تحد كبير قد لا يدرك حجم مخاطره إلا القلة من أصحاب الرؤى السياسية، لأن قاطبة العرب لم يكن حالها يوما ما مثل ما هي عليه الآن، وهذا ما يحتاج الى جسارة من القيادات العربية لمعالجته، فقد أفضى الى انشغالات العرب بأنفسهم وتكاثرت عليهم محن الحروب والإرهاب والتحديات التي أصبحت تهدد قوت عيشهم ومستقبلهم في هذه المنطقة وتعليمهم ومواردهم وكل ما يمكن أن يبقيهم لعهد أطول من العيش الكريم، في مقابل إسرائيل في الكثير من المجالات ولعل أبرزها توثيق تحالفاتها التي تضمن لها الأمن مع القوى الكبرى، فاتسع الفارق بين الجانبين فما كان بالأمس حلما لإسرائيل أن يكون لها علاقات طبيعية مع العرب أصبح اليوم ليس ضرورة كما كانت أو خيارا ملحا، بل الى درجة التفكير في التهام الأرض العربية برمتها وفاق حلمها «إسرائيل من الفرات الى النيل» الى الوطن العربي كله، فهل نشهد تصالحات عربية؟