1302592
1302592
المنوعات

معرض «الترجمة كفعل».. الفن لغة عالمية

09 أبريل 2018
09 أبريل 2018

عمّان، «العمانية»: يضمّ معرضٌ فني تحتضنه مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة بعمّان، أعمالاً تندرج تحت ما يسمى «المدرسة المفاهيمية الحديثة» في الفن، حيث تبرز فيه التقنيات الجديدة مثل الفيديو الفني، والأعمال التركيبية والإنشائية، والكتب الفنية.

يشارك في المعرض الذي يحمل عنوان «الترجمة كفعل» فنانون قدموا تجارب تبدو كل واحدة منها منفصلة عن سواها، إلا أن الأعمال بمجملها تشكل إيقاعاً أو حالة بصرية متناغمة، حيث التأكيد على أن الإنسان كائن اجتماعي، ورفض الحروب المدمرة، والدعوة للسلام، وغير ذلك من الرسائل التي لا تحتاج إلى ترجمة عبر كلمات منطوقة كحال الترجمة المتعارف عليها، فلغة البصر هنا عالمية، كلغة الموسيقى وإيماءات الجسد وإشاراته.

وهذا ما أشارت له المؤسسة خلال تقديمها للمعرض الذي قالت إنه «يتتبع خطوط المقاومة التي تفكّك اللغة وتجردها...

ويستخدم الترجمةَ كمجاز عن العمليات المضمَّنة التي تندرج في إنتاج الممارسة الفنيّة» عبر خلق حوار بين أعمالٍ من مجموعة أبو غزالة وأعمال أخرى لسبعة فنانين مدعوين.

في أعمال منيرة الصلح وشريف واكد وحسن خان، تتم عملية ترجمة الكلام باستخدام أدوات بصرية مباشرة، مثل الفيديو الفني وأفلام الرسوم المتحركة، مع التركيز على الصعوبة التي قد تواجه المعنى أو تضر به وتسيء فهمه خلال عملية الترجمة بين العربية والإنجليزية.

أما العمل الفني الذي قدمته الفنانة ليديا أورمان، فيُظهر أن عملية الترجمة تنطوي على لغة يمكن أن يطلَق عليها صفة «المتطفلة»، وتتأمل الفنانة هنا الآثارَ الاجتماعية والسياسية التي يمكن تحقيقها في ما لو تم تأسيس اتحاد للّغات.

ومن خلال تقديمها أربعة أعمال فنية، تستعيد إيتيل عدنان محطات مختلفة في مسيرتها الفنية، منها رفضها الكتابة باللغة الفرنسية أثناء حرب استقلال الجزائر، بوصف اللغة الفرنسية أداة استعمار، وترى عدنان أن هذا الرفض مثّل تحولاً في جميع مفرداتها البصرية اللغوية في ما بعد.

وقريباً من هذا الرفض، تأتي الأعمال الغرافيتية التي قدمها الفنان سليمان منصور، والتي أشّرت على فعل المقاومة عبر الفن من خلال مقاطعة المواد الإسرائيلية التي يحتاجها الفنان الفلسطيني لينجز أعماله، كالألوان والأحبار.

وقد استخدم منصور في إنجاز أعماله مواد ليست رافضة للهيمنة الإسرائيلية فحسب، بل مرتبطة أشد الارتباط بأرض الوطن أيضاً، ومن هذه المواد: القهوة، والطين، والصلصال، والحنّاء.

أما أعمال الفنانة بيفيرلي بوكانان، فهي عبارة عن منازل مستنسخة في هيكلها ومصغّرة في حجمها، ومن خلال المواد التي تستخدمها في أعمالها، تحاول هذه الفنانة البحث عن المعاني المختلفة للبيت.

ويحضر الجسد في أعمال عدد من الفنانين المشاركين في المعرض، من خلال الحركات والإيماءات الحسية والأدائية، حيث يقدم أليكس باكزنسكي-جنكينز حالة من المودّة عبر تصميم عمل يقوم على التلامس بين أصابع اليدين.

كما تنشغل أعمال الفنانين لبينا هميد وآليس نيل ورافال زايكو، بالتعبير عن فكرة نمو المجتمعات وحركة الناس داخلها ومواكبة فعل الترجمة لكل ذلك.