1301852
1301852
العرب والعالم

غوتيريش يدعو إلى وقف المعارك في دوما ولا تأكيد حول استخدام أسلحة كيماوية

08 أبريل 2018
08 أبريل 2018

دمشق تعلن التوصل إلى اتفاق لإجلاء فصيل «جيش الإسلام»

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إلى وقف المعارك في دوما قرب دمشق، مشيرا إلى أنه ليس بوسع المنظمة الدولية تأكيد استخدام أسلحة كيماوية طبقا لتقارير وردت.

وأعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان أن «الأمين العام يشعر بقلق كبير حيال العنف الشديد المتجدد في دوما خلال الساعات الـ36 الأخيرة بعد فترة من الهدوء النسبي» و«يدعو جميع الأطراف لوقف المعارك والعودة إلى الهدوء».

وأفاد البيان أن غوتيريش «قلق بصورة خاصة حيال المزاعم حول استخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين في دوما».

وتابع أنه «حتى لو لم يكن بوسع الأمم المتحدة التثبت من هذه المعلومات، فإن الأمين العام يشدد على أن أي استخدام لأسلحة كيماوية، في حال تأكد، فسيكون مشينا ويستوجب تحقيقا معمقا».

وأثارت تقارير حول هجوم محتمل بـ«الغازات السامة» تنديداً دولياً غداة توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام للقوات السورية متحدثين عن عشرات الضحايا.

واتهمت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) وفصيل جيش الإسلام و«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» القوات النظامية بشن هجوم بـ«الغازات السامة».ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان (المعارض) خلال يومي الجمعة والسبت، مقتل نحو «مائة مدني بينهم 21 توفوا السبت اختناقاً» كما أصيب 70 شخصاً بحالات اختناق وضيق نفس. ولم يتمكن المرصد من «تأكيد أو نفي» استخدام الغازات السامة.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إن الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع «ثمنا باهظا» لشنه هجوما دمويا بأسلحة كيماوية على مدنيين وألقى باللوم على إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم «الأسد ».

وقال أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي ردا على تقارير جديدة عن هجوم كيماوي على دوما.

وقال توماس بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقابلة مع برنامج (ذيس ويك) بقناة ايه.بي.سي. التلفزيونية «لا أستبعد شيئا». وأضاف «نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي» وأضاف أن صور الحدث «مروعة».

من جانبها، دانت تركيا أمس بشدة ما وصفته بأنه هجوم بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة دوما السورية مشيرة إلى وجود «شبهات قوية» بأن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عنها. وقال البابا فرنسيس «لا شيء يمكن أن يبرر استخدام هذا النوع من أدوات الإبادة ضد أشخاص وشعوب عزل». وطالبت لندن بفتح تحقيق حول التقارير «المقلقة بشدة».

وبهذا الصدد، نفت دمشق وقوع هجوم بأسلحة كيماوية بمدينة دوما بالغوطة الشرقية، واتهمت الأذرع الإعلامية لـ»جيش الإسلام» بفبركة ذلك لاتهام الجيش السوري، «في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدمه». وقال مصدر رسمي إن «الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيماوية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب»، مضيفا أن مسلحي «جيش الإسلام» في دوما يعيشون حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش. وأضاف المصدر: «لم تنفع مسرحيات الكيماوي في حلب ولا في بلدات الغوطة الشرقية، ولن تنفع الإرهابيين ورعاتهم اليوم، فالدولة السورية مصممة على إنهاء الإرهاب في كل شبر من أراضيها».

ووصفت موسكو المزاعم عن هجوم كيماوي جديد في غوطة دمشق الشرقية بأنها استفزازات سبق أن حذرت موسكو منها، مضيفة أنها تهدف إلى حماية الراديكاليين وتبرير ضربات محتملة على سوريا من الخارج.

وشددت الخارجية الروسية في بيان صحفي أصدرته أمس على أن «الخوذ البيضاء» و»ما يسمى بمنظمات حقوقية تتخذ من بريطانيا والولايات المتحدة مقرا لها»، استندت تقارير عن هجوم كيماوي جديد إلى شهاداتها، سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين.

وحذر البيان من أن أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سوريا، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، وقد يؤدي إلى «عواقب وخيمة للغاية».

وأشارت الخارجية إلى أن الأنباء عن استخدام السلاح الكيماوي في دوما وردت في وقت يواصل فيه الجيش السوري عملياته القتالية في الغوطة الشرقية بغية تحرير سكانها من قبضة المسلحين والإرهابيين، مضيفة أن الراديكاليين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.

وذكرت الخارجية الروسية أن من لا يرغب في تدمير أحد آخر أوكار الإرهابيين في الأراضي السورية، ولا يسعى إلى التسوية السياسية الحقيقية للأزمة، يحاول بكل الوسائل تصعيد الأوضاع وعرقلة عملية إجلاء المدنيين من المنطقة.

وأكدت الخارجية بأن مركز المصالحة الروسي والحكومة السورية كانا ولا يزالان يبذلان كل ما بوسعهما بغية ضمان عمل الممرات الإنسانية الخاصة بخروج المدنيين من الغوطة.

في الأثناء، أعلن مصدر سوري رسمي أمس التوصل إلى اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا).

وينص الاتفاق بحسب المصدر الرسمي على «خروج كامل إرهابيي ما يسمى جيش الإسلام إلى جرابلس (شمال) خلال 48 ساعة»، كما يقضي بإفراج الفصيل المعارض عن معتقلين لديه.وسرعان ما افادت سانا عن «دخول عشرات الحافلات إلى مدينة دوما» تمهيداً لبدء عملية الإجلاء.

وسمع في مدينة دمشق أصوات إطلاق نار احتفالاً بعد الإعلان الذي يصدر بعد تعثر اتفاق سابق واستئناف الجيش السوري خلال اليومين الماضيين هجومه ضد دوما.

واثرَ عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتي إجلاء لمقاتلين معارضين، تمكن الجيش السوري من السيطرة على 95 % من الغوطة الشرقية لتبقى دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات معقدة مع روسيا.

وأعلنت روسيا من جانب واحد عن اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام تم بموجبه بداية الأسبوع الماضي إخراج نحو ثلاثة ألاف مقاتل ومدني إلى شمال سوريا، قبل أن يتعثر مع محاولة الطرفين فرض المزيد من الشروط ووسط انقسام في صفوف الفصيل المعارض.

واستأنفت القوات الحكومية الجمعة والسبت حملتها العسكرية ضد مدينة دوما للضغط على فصيل جيش الإسلام.

ومن شأن خروج جيش الإسلام من دوما أن يتيح للجيش السوري استعادة كامل الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.