1301948
1301948
العرب والعالم

برلين: استبعاد الدوافع «السياسية» لمنفذ عملية الدهس في مونستر

08 أبريل 2018
08 أبريل 2018

اعتقال 4 أشخاص أحدهم متهم بالتخطيط لهجوم -

برلين - مونستر (ألمانيا) - (وكالات) - أعلنت الشرطة الألمانية أمس أنها تستبعد وجود دوافع «سياسية» لدى سائق الشاحنة الصغيرة الذي دهس حشدا في مقهى قبل أن ينتحر في حين ذكرت وسائل إعلام انه يعاني من اضطرابات نفسية.

وقال هايو كوليش قائد الشرطة في مدينة مونستر حيث وقع الحادث «لا توجد أي مؤشرات حول دوافع سياسية» مضيفا ان «الدوافع واسباب (الجريمة) لا تزال مع مرتكبها نفسه».

وقالت النائب العام في المدينة التي تسكنها 300 الف نسمة وشهدت الحادثة التي اودت بشخصين «ليس لدينا اي عناصر حول دوافع محتملة لهذا العمل والتحقيق يجري بدقة في كل الاتجاهات».

ولم يعرف ما إذا كان منفذ الهجوم البالغ من العمر 48 عاما أراد الانتحار مع قتل أشخاص آخرين معه مثلما فعل اندرياس لوبيتس الطيار الذي صدم عمدا الطائرة التابعة لشركة «جيرمان وينغز» بجبال الألب الفرنسية قبل ثلاثة أعوام، او انه تحرك بدوافع سياسية.

لكن الأمر المؤكد هو أن العملية التي وقعت في وسط مدينة مونستر بشمال غرب ألمانيا وأودت بامرأة في الحادية والخمسين ورجل في الخامسة والستين من سكان المنطقة، ليست اعتداء.

وقال هربرت رويل وزير الداخلية في المنطقة «لا شيء يدل حاليا على ان للقضية دوافع إرهابية». وقعت الحادثة بعد ظهر أمس في وقت يرتاد فيه سكان المدينة والسياح المقاهي والمطاعم في يوم مشمس.

وما زالت ألمانيا تذكر الاعتداء الذي شهدته برلين في ديسمبر 2016 عندما قام طالب لجوء تونسي بدهس حشد في سوق لعيد الميلاد بشاحنة، باسم تنظيم داعش.

اضطرابات نفسية

قال رويل إن سائق الشاحنة الصغيرة «ألماني وليس لاجئا كما يتردد في كل مكان».

وذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن السائق يدعى ينس ار. ويقيم في مونستر في مكان غير بعيد عن الموقع الذي انطلق فيه بشاحنته باتجاه مقهى شهيرا في المدينة.

والى جانب القتيلين، سقط عشرون جريحا. وانتحر المهاجم بسلاح ناري بعيد ذلك.

وأمضت الشرطة بعد ذلك ساعات للتأكد من امن الشاحنة التي كان يظهر فيها اسلاك معدنية، خوفا من وجود عبوة ناسفة.

لكن في نهاية المطاف لم تعثر سوى على سلاح السائق وعشر قطع كبيرة جدا من الالعاب النارية التي يمكن استخدام البارود الموجود فيها لصنع متفجرات. وقالت الشرطة أن المحققين عثروا في شقته على رشاش كلاشنيكوف غير صالح.

وذكرت وسائل الإعلام أن الرجل يعاني من اضطرابات نفسية. وأكدت الشرطة لوكالة فرانس برس انها «واجهت من قبل بعض الحوادث» معه. وتابعت وسائل الإعلام ان الرجل ارتكب جنحا صغيرة وأعمال عنف في الماضي وكان يواجه صعوبات مهنية.

وقد حاول «قبل فترة قصيرة» الانتحار وتحدث مؤخرا عن إمكانية القيام بمحاولة جديدة، لكن بطريقة استعراضية هذه المرة.

لكن شبكة «زي دي اف» قالت انه على علاقة وثيقة بأوساط اليمين القومي. ووقع الحادث في ساعة ازدحام في الحي القديم في المدينة.

صراخ وذعر

روى نادل في المقهى لشبكة «ان-تي في» انه «سمعنا ضجيجا وصراخا ثم وصلت الشرطة». واضاف «كان هناك كثير من الناس يصرخون. انا غاضب. من الجبن القيام بعمل كهذا».

وأثار اندفاع الشاحنة حالة من الذعر بين المارة. وظهرت في لقطات وضعت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاعد مقلوبة ومحطمة.

ويأتي ذلك في أجواء من التوتر في ألمانيا حيث ما زالت السلطات في حالة تأهب منذ عام ونصف العام بسبب اعتداءات متطرفه وقعت او قد تقع في هذا البلد.

في الأثناء كشفت تقارير صحفية في ألمانيا، أن الشرطة تمكنت من منع وقوع هجوم في مسابقة نصف الماراثون التي انطلقت أمس في العاصمة برلين، بمشاركة 36آلف شخص.

وكتبت صحيفة «دي فيلت» أمس أن قوات خاصة ألقت القبض على أربعة رجال، بينهم مشتبه به رئيسي، وحسب الصحيفة فإن من المفترض أن الأخير خطط لقتل مشاهدين ومشاركين في المسابقة باستخدام سكاكين.

من جانبه، اكتفى متحدث باسم الشرطة بالتأكيد على أن إلقاء القبض على أشخاص له صلة بمسابقة نصف الماراثون، ولفت إلى أن القضية الآن في أيدي الادعاء العام، وقال إنه سيصدر بيان صحفي بخصوص هذه الواقعة في غضون وقت قصير.

في موضوع مختلف قال مكتب المدعي الاتحادي الألماني إن الشرطة داهمت منازل ثمانية من المعتقد أنهم أعضاء في جماعة يمينية متطرفة في برلين وفي ولايتي براندنبرج وتورينجين أمس بحثا عن أسلحة.

وقال مكتب المدعي الاتحادي في بيان إن العملية شملت تفتيش منازل الثمانية الذين يشتبه أنهم أسسوا جماعة إرهابية يمينية متطرفة.

وكان المحققون، الذين ساعدهم في التفتيش أفراد من وحدة الشرطة (جي.اس.جي 9) المتخصصة في مكافحة الإرهاب، يبحثون عن أسلحة بحوزة المتهمين الذين يعتقد المحققون أنهم مستعدون لقتل أفراد مستهدفين إذا تطلب الأمر. ولم يحتجزوا أحدا.

ويعتقد المحققون إن المتهمين أعضاء في جماعة مواطني الرايخ الذين لا يعترفون بألمانيا الحديثة كدولة شرعية ويصرون على أن «الرايخ الألماني» ما زال قائما رغم هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وتقدر المخابرات الداخلية أن جماعة مواطني الرايخ تضم آلاف الأعضاء.

وقتل أحدهم ضابط شرطة في ولاية بافاريا في أكتوبر عام 2016 عندما كان فريق من رجال الشرطة يستعد لدخول منزله لمصادرة بنادق صيد قالت السلطات إنه غير مؤهل لحملها باعتباره عضوا في الجماعة.