1301314
1301314
الاقتصادية

مهرجان طاقة يسدل الستار على فعاليات الإثارة والبهجة وسط إقبال جماهيري

08 أبريل 2018
08 أبريل 2018

جسد التراث العماني الأصيل والبيئات الحضرية والريفية والساحلية -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

أسدل الستار على فعاليات مهرجان طاقة 2018م مساء أمس الأول في نسخته السادسة والتي انطلقت في 22 من شهر مارس الماضي، لمدة 17 يومًا تخللتها الإثارة والبهجة، حيث شهد المهرجان إقبالاً جماهيرياً كبيراً متزايدا في عطلة نهاية الأسبوع. ويعد مهرجان طاقة والذي يقام بولاية طاقة للعام السادس على التوالي نافذة تطل بها الولاية على الصعيد المحلي اقتصاديا وسياحيا، حيث جسد على مدى الأيام الماضية نموذجا من النشاط المتواصل على مختلف الأصعدة والبرامج المتنوعة من خلال مناشط وفعاليات مختلفة تمثلت في الثقافية والرياضية والترفيهية والدينية فضلا عن الموروث الشعبي والمشغولات اليدوية والحرف والصناعات التقليدية والفنون وريادة الأعمال والمرأة والطفل والبيئات الريفية والبحرية بالإضافة إلى محطة الألعاب الكهربائية التي شهدت طوال فترة المهرجان زخما جماهيريا كبيرا وخاصة من فئة الشباب الذين تستهويهم المغامرة وشغف التجربة لكل ما هو جديد في ساحة الألعاب الإلكترونية والكهربائية.

واستطلعت “ عمان “ انطباعات آراء المشرفين والمشاركين على فعاليات المهرجان، فقال الشيخ محمد بن معتوق الشحري عضو المجلس البلدي بمحافظة ظفار عن ولاية طاقة: تعتبر ولاية طاقة من الولايات التاريخية التي تمتلك الكثير من الموروثات الشعبية والحرفية فضلا عن المعالم التراثية ويعتبر مهرجان طاقة منذ انطلاقه وإلى الآن ولعامه السادس على التوالي مترجما لكل هذا الموروث. وأصبح لمهرجان طاقة جمهور يترقب انطلاقه سنويا لما يحمل في طياته الكثير من الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية التي تناسب كافه فئات المجتمع حيث كان هناك انطباع جيد من قبل زوار المهرجان لجميع المناشط والفعاليات المختلفة المقامة على أرض المهرجان. مؤكدا بأن مهرجان طاقة ساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية للولاية بشكل عام وفي موارد الأسر المنتجة بشكل خاص من خلال عرضها لمنتوجاتها في الخيام المخصصة لذلك وتعتبر الأسر والأفراد المنتجة المهرجان موسما ثريا يمكنها أن تبرز فيه أعمالها وتجني عائدا ماديا جيدا يساعدها في أعباء الحياة.

الفعاليات نالت إعجاب الزوار

أما نور بنت علي المعشنية رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية طاقة قالت: تأتي مشاركة جمعية المرأة بولاية طاقة ضمن فعاليات مهرجان طاقه 2018م من خلال الإشراف على المعرض المصاحب للمهرجان الذي يضم حرفيات الولاية ونياباتها والأسر المنتجة وقد شهد هذا المعرض الكثير من الزوار من الولاية وخارجها بالإضافة إلى إشراف وإدارات جميع الفعاليات التي تقام بالقرية الريفية طيلة أيام المهرجان من خلال مسابقات الطبل والرقيد للأطفال ومسابقة الأمثال الشعبية باللهجة الجبالية حيث كان لها صدى واسع وجمهور كبير، ونالت هذه الفعاليات إعجاب الزوار مما جعلهم يطالبون باستمرارية مثل هذه الفعاليات. وقد سلط مهرجان طاقة كعادته الأضواء على الأسرة موفِّرا الأجواء التي تناسب الأسرة بكافة أفرادها ومراحلهم العمرية؛ ليحمل روحا وطنية تعبر عن تلاحم أبناء عمان وتجمعهم في حب الوطن. فنقدم شكرنا لكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان وكل من ساهم في إنجاح فعالياتنا وعلى رأسهم سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة الرئيسية لمهرجان طاقة الذي سهل لنا الكثير من الأمور.

أما فاطمة بنت محمد المعشنية صاحبة متجر ورق إلكتروني والتي شاركت في مهرجان طاقة ولأول مره بركن خاص لعرض العديد من الكتب التي تنوعت بين التنمية الذاتية والروايات وكتب دينية وقصص ودواوين شعرية ونصوص وخواطر وسير ذاتية قالت: إن مهرجان طاقة أبرز الثقافة العمانية الغنية بشقيها المادي والمعنوي، وهو أمر يحسب للقائمين عليه، ويمكن أن يتم إثراؤه بعدد من الفعاليات الثقافية الموجهة لتعريف طلاب المدارس بهذا الموروث الضخم، كما يمكن عقد مسابقات ثقافية لاكتشاف مواهبهم وصقلها على أرض المهرجان وإبراز قدراتهم، وتنمية المواهب المختلفة كعمل معرض مكتمل للرسومات واللوحات الفنية للمواهب والطاقات الشبابية من خلال إبراز الوجه الثقافي. وأكدت أن مهرجان طاقة يعد ملحمة وطنية وتجسيدًا لروح العمل الجماعي من أبناء الولاية الذين دائمًا سبّاقون لكل ما من شأنه أن يخدم الولاية، وذلك من خلال الحضور والمتابعة المستمرة للفعاليات المقامة خلال فترة المهرجان وقد شهد المهرجان حضورا كبيرا من قبل أبناء الولاية والولايات الأخرى المجاورة بالإضافة إلى الأفواج السياحية الشتوية التي تزور المحافظة خلال هذه الفترة، والمهرجان كان فرصة للتعريف بالتراث ليبقى متوارثا بين الأجيال المتعاقبة. مع إبراز السمة الحضارية والتاريخية للولاية.

وقالت إحدى المواطنات - والتي طلبت عدم ذكر اسمها - بان مهرجان طاقة من وجهة نظرها يعد إحدى الفعاليات التي يمكنها أن تعمل على انتعاش الولاية اقتصاديا فالعائد الاقتصادي سيكون مجديا لكل العائلات التي تشارك في المعارض الحرفية أو معرض الأكلات الشعبية كما أنه يعد فرصة مميزة للتعرف على الحرف اليدوية وعادات ولاية طاقة في المدينة وفِي الريف وعادات أهل الساحل الجميلة. وأكدت بأن مهرجان طاقة على مدى هذه الأعوام الستة أعطى المرأة في ولاية طاقة الفرصة الكاملة في المشاركة في المعارض المختلفة وأجد أن المرأة هنا أثبتت أنها على قدر الثقة الموكلة إليها على كل المستويات، فزائر المعرض يستطيع أن يلحظ منذ الوهلة الأولى تواجدها الكثيف في كافة الفعاليات من هنا أعتقد أن المرأة في المحافظة بشكل عام وفِي ولاية طاقة بشكل خاص أصبحت مؤهلة أن تبدأ مشروعها الصغير بنفسها وهذا ما أثبتته مشاركتها الفاعلة في فعاليات مهرجان طاقة ومن هنا أناشد المسؤولين أن يمكنوا المرأة في ولاية طاقة من أن يكون لها سوق شعبي يستوعب طاقاتها وما تنجزه من حرف لتحقيق هدفين أساسيين أولهما أن يصبح لها دخلها المستقل وتسهم في دعم أسرتها اقتصاديا وثانيهما أن تحافظ على موروث الولاية الحرفي والصناعات التقليدية. وقالت لقد لاحظت من خلال تجوالي بالمهرجان بأن للجنة المنظمة لفعاليات المهرجان أضافت هذا العام بعض الفعاليات الإضافية التي وجدت أنها أضفت رونقا من نوع خاص كمعرض الجالية السودانية المميز والذي يمكنك فيه أن تتعرف على الثقافة السودانية من حيث الموروث الثقافي فيها، بالإضافة إلى المعرض الصحي لمستشفى طاقة الذي أضاف هذا العام الطبيب الصغير والذي يقدم توعية للأطفال ممزوجة بمعلومات صحية، وهنا أيضا نجد إشراف المرأة على تنظيم الفعالية وترتيب مسابقات الأطفال. وأتمنى في الأعوام القادمة أن يتم تلافي بعض النواقص التي يمكن أن يكون وجودها إضافة تحسب للمهرجان، فمثلا يمكن رصف المكان الذي تقام فيه الفعالية بدلا عن الأتربة التي يمكن أن تكون عائقا. بالإضافة إلى تنظيم مسابقات الأطفال بعيدا عن الفعاليات الأخرى وذلك حماية لهم من الإزعاج أولا ومن الضياع ثانيا بسبب الزحمة.

إبراز السمة الحضارية التاريخية

وقد أبرز المهرجان في فعالياته خلال الفترة الماضية تلك السمة الحضارية التاريخية للولاية حيث يهتم المهرجان بالتراث العماني الأصيل والموروث الشعبي بشكل عام، حيث عبر المهرجان من خلال البيئات المختلفة وهي الحضرية والريفية والساحلية وما تزخر به من شواهد ومكنونات تراثية جسدتها أيادي الإنسان العماني بشكل عام والمرأة العمانية بشكل خاص وإيمانا بأهمية دور المرأة العمانية ومساهمتها الفاعلة ومشاركتها المتميزة مع الرجل في كافة الأصعدة والدور الهام الذي تمثله مؤسسات العمل المدني والاجتماعي فان إشراك جمعية المرأة العمانية بولاية طاقة في مهرجان طاقة من خلال إقامة معرض يعد من الأركان المهمة التي تميز المهرجان بما تقدمه من منتجات الجمعية والتي يكسوها الطابع الإنتاجي للحرفيات المنتسبات لهذه الجمعية، كما تعرض بعض نسوة الولاية منتجاتها من خلال هذه النافذة السنوية في مهرجان طاقة. من خلال زوايا مختلفة تبرز منتجاتها وحرفها وعطاءاتها الفياضة فضلا عن مشهد أنماط الفنون والعادات والتقاليد العمانية التي جسدتها الفرق الشعبية بالولاية التي قدمت ألوانا مختلفة من الفنون والإيقاعات والتي هدفت إلى إبراز كل ما من شأنه إظهار هوية الخصوصية العمانية.