المنوعات

مدرّسة فرنسية جزائرية تغيّر أسلوب تعليم الرياضيات

07 أبريل 2018
07 أبريل 2018

تولوز (فرنسا) «أ.ف.ب»:- تكسر حورية لافرانس وهي مدرّسة فرنسية متحدرة من أصول جزائرية في حي فقير في مدينة لِيل شمال فرنسا، كل المعايير المتوارثة في التعليم داخل مؤسستها لتصالح التلامذة مع «فن» الرياضيات.

وقد راودتها الفكرة في 2009.. عندها كانت تفكر في «خطوات تجريبية» كاعتماد موسيقى الراب أو الرقص في التدريس، وهي أساليب انتهجتها بشكل متقطع مع تلامذتها المحتاجين للمساندة في فهم نظريات الرياضيات المتشعبة.

وقد كانت هذه التجربة الأولى ناجحة، ما دفع المدرّسة لإعادة الكرّة هذه المرة في مدرستها قرب مدينة تولوز في جنوب غرب فرنسا. وتقول هذه المرأة البالغة من العمر 47 عاما «عندما كنت أقدّم حصة دراسية، كنت أطلب تأديتها على شكل مشهد ارتجالي. كان يتعين أن أستشفّ أين تكمن النظرية المتعلقة بالرياضيات في هذا المشهد». وتشير إلى أن أهمية هذا الأسلوب تتجلى في «تعلّم التلامذة لدروسهم» بسهولة أكبر. وفي بادئ الأمر، كانت الأكاديمية تنظر بعين الريبة إلى هذا الأسلوب الغريب في التدريس غير أنها لم تبد أي احتجاج في نهاية المطاف بعدما أنجزت حورية لافرانس تدريس المنهج بالكامل. رغم ذلك، لا يزال بعض الزملاء أو الأهل غير مرحبين بهذا الأسلوب الغريب في التدريس. وتوضح حورية «اضطررت إلى تفسير الأهمية التربوية لذلك.. وفسرت أن الأمر لا يقتصر على التسلية بل ثمة تعليم للرياضيات». وبات الأسلوب المعتمد من حورية لافرانس جزءا من العادات في المؤسسة التعليمية. لكن هل في الإمكان نقل كل نظريات الرياضيات ضمن مشاهد تمثيلية؟ تجيب المدرّسة ذات الشعر الأسود «الأمر يتطلب مخيلة خصبة. يجب أن نحاول ونمنح بعض الحرية للشباب وأيضا للمدرّسين».

وتضيف حورية «إذا حقق ذلك النتيجة المرجوة فليكن. وإلا فشرف المحاولة يكفي». وقد نال أسلوب هذه المدرّسة اعترافا على أعلى المستويات إذ إنها «فوجئت جدا» لاختيارها أخيرا لنيل وسام الاستحقاق الوطني من رتبة فارس، وهي ستحصل على هذا التكريم قريبا من يدي عالم الرياضيات والنائب سيدريك فيلاني «أفضل سفير للرياضيات».

- «الاحترام» - لماذا المسرح؟ ربما لأن هذه المرأة وهي الثامنة ضمن عائلة مؤلفة من اثني عشر شقيقا وشقيقة كانت تحلم منذ الطفولة باعتلاء الخشبة. لكن في نظر والدها الذي كان يكدّ لكسب لقمة العيش ووالدتها التي تزوجت في سن السادسة عشرة، وكلاهما «لا يجيدان القراءة أو الكتابة»، كان الأمر غير وارد البتة. وتروي حورية لافرانس التي لم تستفد يوما من مساعدة داخل منزلها رغم أنها تلقت تشجيعا مستمرا من شقيقها الأكبر «كان لزاما علينا أن ننجح. لم يكن لدينا أي خيار آخر. كان علي كسب احترام المدرّسين وفرنسا ... في نظر والدي كنا سفراء للعائلة».