1298654
1298654
آخر الأخبار

«البيئة» تؤكد فاعلية مشروع استقطاب الضباب في علاج تدهور الأراضي بظفار

07 أبريل 2018
07 أبريل 2018

350 ألف جالون متوسط المياه المجمعة بموسم الخريف

مسقط/٧ ابريل ٢٠١٨/ خالصة الشيبانية : كشفت وزارة البيئة والشؤون المناخية عن النتائج الإيجابية لمشروع استقطاب الضباب بمحافظة ظفار على الأراضي المتصحرة، حيث طبقت الوزارة آلية حصاد الضباب في أربعة مواقع بمحافظة ظفار في كل من امبروف بولاية رخيوت، ومدينة الحق بولاية طاقة وطيطام ومفرق زيك بولاية صلالة، حيث تم زراعة مجموعة من النباتات البرية الموجودة في المحافظة على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 931260 مترا مربعا تقريبا وقد بلغ متوسط المياه المجمعة 350000 جالون خلال فترة موسم الخريف، وقامت الوزارة بالتعاون مع احدى شركات القطاع الخاص بالسلطنة بتنفيذ المشروع كمرحلة تجريبية في موقع حجيف بولاية صلالة، وأكدت الوزارة أن المشروع حقق نجاحا كبيرا بسبب تحقيقه للأهداف المتوقعة وتميزه ببساطة العمل وقلة التكلفة.

وأكد مسلم بن علي البرعمي مدير دائرة صون الطبيعة بالمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار أن الوزارة تدرس في خطتها المستقبلية توسيع مشروع استقطاب الضباب في عدد من المواقع بمحافظة ظفار بحيث تتم تغطية مساحات أكبر ومناطق مختلفة في ولايات المحافظة، كما أوضح أن الوزارة تسعى للنظر في تخفيض التكلفة المالية لإقامة المشروع من خلال استخدام التقنيات الحديثة والتطبيقات التي يمكن من خلالها جمع كميات أكبر من المياه بأقل التكاليف الممكنة، وجعل المشروع من المشاريع الرائدة في المنطقة مع إمكانية استخدامه كنموذج لتطبيق الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية ومكافحة تدهور الأراضي والتصحر في المناطق الجافة وشبه الجافة.

وأشار البرعمي إلى أن فكرة مشروع استقطاب الضباب وتجميعه خلال موسم الخريف في محافظة ظفار جاءت من خلال ما تقوم به الأشجار البرية من العمل كمصدات وحواجز للرياح المحملة والمشبعة بالمياه «الضباب»، حيث تتجمع قطرات المياه على الأوراق والأغصان وتجري على الساق إلى التربة ويساعد بالتالي على زيادة الغطاء النباتي ونمو الحشائش بصوره أكثر خصوصا أسفل الأشجار وكذلك زيادة خصوبة التربة وتغذية المخزون الجوفي.

وأوضح البرعمي أنه تم تنفيذ المشروع بعمل مصدات من شباك التضليل باتجاه الرياح بنسبة نفاذية تصل إلى 75%، بحيث يتم تجميع المياه المحتجزة بشباك التضليل في أحواض مصممة لذلك ويتم تخزين المياه المتجمعة واستخدامها بعد موسم الخريف في ري الشتلات المحلية المزروعة في المسورات التابعة للمشروع.

وقال: إن المشروع يخدم المناطق المرتفعة في محافظة ظفار لما تتميز به أجواء المحافظة في موسم الخريف والمحمل والمشبع بالمياه «الضباب»، وأكد كذلك أن المشروع يساهم في التخفيف من فقدان الغطاء النباتي والشجري في جبال محافظة ظفار من خلال الاستفادة من المياه المتجمعة من الضباب لري الشتلات المستزرعة، وإتاحة الفرصة لنمو بعض الأشجار بشكل طبيعي نتيجة حماية تلك المواقع، حيث ان المشروع يؤدي إلى إبطاء عملية التصحر ضمن الجهود التي تبذلها الوزارة للتخفيف من حالات التصحر في السلطنة وبالتعاون مع العديد من المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك مع القطاع الخاص، وأشار إلى أن المشروع يساعد في تغطية الجبال بالنباتات وتوفير إمدادات مياه عذبة في سهل صلالة في المستقبل، كما أن تسوير تلك المواقع أتاح الفرصة لنمو النباتات الموسمية بعيدا عن ضغوطات الرعي الجائر وتوفير البيئة المثالية للأحياء الفطرية المختلفة، فضلا عن تعزيز التوعية البيئية للسكان المحليين بضرورة المحافظة على الغطاء النباتي.

وأشار كذلك إلى بعض التحديات المتعلقة بالمشروع من حيث توفر الكوادر البشرية المتخصصة لمتابعة تنفيذ أعمال المشروع وعملية التشغيل وجمع البيانات حول كميات المياه ونمو النباتات المستزرعة في المواقع، وقال: ان من العوامل المؤثرة على جاهزية محطات الاستقطاب قبل بداية فترة الخريف أيضا توفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة الدورية، حيث شهد المشروع عددا من المراحل منذ بداية عام 2009م، وكانت البداية بتجهيز التصاميم الفنية والمواصفات الهندسية لإنشاء محطة لتجميع مياه الضباب، ثم اختيار المواقع بحسب الخصائص الجغرافية والمناخية، يليه مرحلة العمل على تنفيذ الأعمال الميدانية بحسب المخططات، وأضاف أن المواقع الأربعة يتم صيانتها دوريا قبل بداية فصل الخريف. وأوضح البرعمي أن اختيار المواقع جاء بحسب الخصائص الجغرافية والمناخية التي يمكن من خلال ضمان تعرض الموقع للرياح الخريفية الموسمية وأيضا سهولة تنفيذ الإنشاءات والمتابعة الدورية للمواقع، وأشار إلى بعض البيانات المستخدمة في اختيار المواقع والتي تتمثل في كمية الضباب المتوفر في الهواء، وسرعة واتجاه الرياح، والارتفاع عن سطح الأرض، وخصوبة التربة وغيرها من البيانات المتعلقة بالتنوع النباتي وتدهور الأراضي.

كما بيّن البرعمي أن تكلفة المشروع تقتصر على أحواض تجميع الضباب والشباك حول مسور الأحواض وتمديدات الري للمزروعات، حيث أوضح أن تكلفة المشروع تعتبر قليلة جدا مقارنة بالفوائد التي يحققها في الحفاظ على البيئة في محافظة ظفار ومكافحة التصحر والجفاف، حيث تم تصميم المشروع ليكون بأقل تكلفة ممكنة، لذلك تم اختيار مناطق مرتفعة لعمل خزانات التجميع ليتم ري المزروعات بصورة طبيعية وبدون الحاجة إلى استخدام مضخات.

وقال: إن وزارة البيئة والشؤون المناخية هي الجهة المسؤولة عن إدارة ومتابعة المشروع وتقوم المديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار ومن خلال المختصين لديها بعمل الصيانة الدورية لمحطات الاستقطاب ومتابعة أحواض التجميع ومناسيب المياه خلال موسم الخريف، كما تقوم بعد انتهاء موسم الخريف بمتابعة ري المزروعات بحسب المياه التي تم تجميعها في الأحواض، وتقديم تقارير حول نمو الأشجار والوضع العام للمحطات.