1299584
1299584
عمان اليوم

بلدة خدل بعبري .. عبق التاريخ ينبعث من بيوت الحارات القديمة والأبراج التراثية

06 أبريل 2018
06 أبريل 2018

تشتهر بالعيون المائية المتدفقة من أعالي الجبال على مدار العام -

الأهالي يطالبون باستكمال رصف الطرق الداخلية وعمل سد لتغذية المياه الجوفية والأفلاج -

عبري ـ سعد الشندودي -

تشتهر ولاية عبري كغيرها من ولايات السلطنة بالعديد من القرى والبلدان التي تمتاز بالمعالم التاريخية والأثرية والسياحية والأودية التي تحيط بها الأشجار الوارفة الظلال والنخيل الباسقات على ضفافها.

وقد كان لعمان جولة بين جنبات وردهات بلدة خدل بولاية عبري، وذلك لمعرفة سبب تسميتها بهذا الاسم ومعرفة أهم المعالم التاريخية والحضارية التي تشتهر بها منذ القدم، بالإضافة إلى معرفة الجهود التي قام بها الأهالي من أجل الارتقاء بالبلدة.

وتعتبر البلدة واحدة من عشرات القرى والبلدان التابعة لولاية عبري، وتبعد عن مركز المدينة حوالي 35 كيلومترا، والشخص الذي يرغب في زيارة هذه البلدة الوديعة عليه أن يسلك طريق عبري /‏‏ الدريز، وعند دوار بلدة الدريز عليه أن يسلك طريق عبري ـ ينقل ويتجه إلى بلدة العارض، وبعد مسافة تقدر بحوالي 2 كيلو متر سيجد لافتة مكتوبا عليها «خدل»، ثم يتجه إلى جهة اليمين وسيجد البلدة الوديعة وارفة الظلال.

سبب التسمية

إن سبب تسمية بلدة خدل بهذا الاسم حسب رواية كبار السن بالبلدة يرجع إلى وفرة وكثرة مياهها في العصور السابقة، وتحيط بالبلدة سلسلة من الجبال من جميع الجهات، وتحد البلدة من الجنوب بلدة العارض، ومن الشرق بلدة هجيرمات، ومن الشمال بلدة مجزي، ومن الغرب بلدة فدا، ويشتهر أهالي بلدة خدل بزراعة أشجار النخيل والمانجو والليمون والتين، وغيرها من المحاصيل الموسمية كالبر والذرة، ويقوم الأهالي بمزاولة حرفة النسيج والغزل وتربية الجمال والأغنام.

تشتهر بلدة خدل بولاية عبري بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية كالحصون والحارات القديمة والأبراج، والمقابر الأثرية، والأفلاج الداودية، وكذلك تشتهر بالعيون المائية المتدفقة على مدار العام، وهذه العيون توجد بوسط الجبال، وتبعد عن البلدة حوالي خمسة كيلومترات، ويمكن الذهاب إلى العيون المائية عن طريق سيارات الدفع الرباعي لمسافة تقدر بحوالي 3 كيلومترات، وبعدها يمشي الشخص برجليه إلى أن يصل للعيون المائية، ويحيط بالبلدة الأودية التي تزخر بأشجار السدر والغاف وارفة الظلال والنخيل الباسقات، وفي هذه الأودية يجد السائح متعته وراحته بأودية بلدة خدل.

المعالم الحضارية

إن بلدة خدل بولاية عبري تزخر بالمعالم الحضارية، وتمتاز بجبل الحوراء الشامخ ذي الارتفاع العالي، وهو يقع على مدخل البلدة من جهة الغرب، وتشتهر كذلك بالعديد من الفنون الشعبية التقليدية كفن الرزحة والعازي، ويحرص الأهالي بالبلدة على إقامة سباق للعرضة بالجمال والخيول العربية الأصيلة بالإضافة إلى ذلك فإن البلدة تشتهر بالرماية بالأسلحة التقليدية، وشباب بلدة خدل حصلوا على الكثير من الكؤوس والجوائز في مجال الرماية بالأسلحة التقليدية سواء كان على مستوى السلطنة أو خارج السلطنة.

كما تشتهر بالعديد من الأودية، وذلك كوادي الخوار ووادي الجيلة، ووادي المغادر وغيرها من الأودية، وكذلك تشتهر البلدة بالعيون المائية التي تتدفق على مدار العام، وذلك كعين وشل القطن، والمقيبرة، والقديرات، وغيرها من العيون المائية.

المنجزات التنموية

إن بلدة خدل بعبري حظيت بالعديد من منجزات عصر النهضة المباركة، فمدت لها شبكات الكهرباء والهاتف والمياه، ورصف الشارع المؤدي للبلدة، وكذلك رصفت بعض الشوارع الداخلية وتمت صيانة أفلاج البلدة، كما قام الأهالي بجهود من أجل النهوض والارتقاء ببلدة خدل، وتمثلت هذه الجهود في بناء المجالس العامة، وبناء جامع بالبلدة ومصلى للعيد، وصيانة الفلج وشق بعض الطرق، وإقامة ميدان للرماية وعمل ملاعب رياضية لممارسة الشباب هواياتهم الرياضية، بالإضافة إلى تسوير المقابر بالبلدة.

طموح الأهالي

إن الأهالي ببلدة خدل بولاية عبري يأملون ويطمحون من الجهات الحكومية ذات الاختصاص باستكمال رصف الطرق الداخلية بالبلدة، ورصف الشارع المؤدي إلى بلدة هجيرمات لمسافة تقدر بحوالي كيلومتر ونصف تقريباً، وتوصيل مياه المسرات إلى بعض الأحياء السكنية بالبلدة، وعمل مواقف للسيارات أمام الجامع والمجلس العام. بالإضافة إلى ذلك يناشد الأهالي بعمل سد لحماية بلدة خدل نتيجة تأثرها بالطريق المزدوج عبري /‏‏ ينقل، وذلك من جهة الوادي، وعمل سد تغذية للمياه الجوفية بالبلدة.