1299895
1299895
العرب والعالم

روسيا تؤكد في مجلس الأمن أن اتهامها بتسميم سكريبال «بلا دليل»

06 أبريل 2018
06 أبريل 2018

واشنطن تفرض عقوبات على شخصيات مقربة من بوتين -

عواصم - (أ. ف. ب) - نفت روسيا أمام مجلس الأمن الدولي تورطها في محاولة تسميم جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا، مؤكدة أن لندن تتهمها «بلا دليل» في إطار «حملة منظمة معدة مسبقا».

وخلال اجتماع المجلس الذي عقد بطلب من موسكو شدد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على أن «روسيا ليست لها أي صلة بتسميم سكريبال» وابنته.

وأضاف أنه «اتهام بلا دليل» يهدف إلى «تشويه صورة روسيا»، وتابع الدبلوماسي الروسي: «نحن في مسرح العبث»، مشيرا إلى أنه «قلنا لزملائنا البريطانيين -أنتم تلعبون بالنار- وستندمون على ذلك». وغداة رفض المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إشراك روسيا في التحقيق، طالب السفير الروسي بردود على عدد من الأسئلة. وأكدت السفيرة البريطانية كارين بيرس أن لندن اتبعت كل الإجراءات القانونية والدولية. وأضافت «الشيء الأهم الآن، هو السماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية» باستخلاص النتائج في هذه القضية مع «إبقاء مجلس الأمن مطلعا» على ما يحصل.

من جهتهم أعلن الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن دعمهم للمملكة المتحدة. وقال السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر: «لا يوجد تفسير آخر مقنع سوى أنّ روسيا مسؤولة» عما حصل.

من جهتها قالت الولايات المتحدة: إن اجتماع مجلس الأمن الدولي هو «محاولة جديدة من قبل روسيا لاستخدامه لتحقيق مكاسب سياسية».

«كشف الحقيقة»

في المقابل قالت الصين إن «كشف الحقيقة واستخلاص النتائج على أساس أدلة دامغة أمر ملح».

وأدى تسميم الجاسوس الروسي السابق وابنته يوليا في الرابع من مارس على الأرض البريطانية إلى سلسلة تاريخية من إجراءات الطرد المتبادلة بين روسيا ودول غربية، شملت حتى الآن نحو 300 دبلوماسي.

وغادر الدبلوماسيون الأمريكيون الستون وعائلاتهم موسكو أمس الأول. وتبذل روسيا -التي تتهمها بريطانيا التي يدعمها الغربيون بقوة بالوقوف وراء تسميم سكريبال- جهودا شاقة لإسماع صوتها. وقد دعت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي إلى اجتماع لكنها لم تتمكن من إقناعها بإشراك روسيا في التحقيق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إأنه «لا يمكن تجاهل الأسئلة المشروعة التي نطرحها» في هذه القضية.

وطرح السفير الروسي بعض هذه الأسئلة.

وقال: «إلى أين نقل سكريبال (وابنته) بعد تسممهما؟»، و«من أين أخذت عينات» المادة المسممة و«لماذا لم يتم منح روسيا الحق القنصلي في الوصول إلى الضحايا؟» و«كيف أمكن العثور على ترياق بهذه السرعة؟».

وردّت السفيرة البريطانية بأن طلب الزيارة القنصلية تم إرساله إلى الضحايا، مؤكدة أن بلادها اتبعت كل الإجراءات القانونية والدولية في هذه القضية.

وقالت بيرس قبل الاجتماع: إنّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي «تجري تحقيقا مستقلا حول عينات تم جمعها في سالزبري، وتقريرها غير جاهز بعد». ووفقا لدبلوماسيين، فإن نتائج هذا التحقيق قد يُعلن عنها الأسبوع المقبل.

«في صحة جيدة»

قالت يوليا سكريبال في أول تصريحات علنية لها في القضية التي أثارت أزمة دبلوماسية كبيرة بين موسكو والغرب: إن صحتها تتحسن.

ونقل عن يوليا سكريبال قولها في تصريحات نشرتها الشرطة الروسية: «لقد أفقت قبل أسبوع، ويسرّني أن أقول: إن قوتي تزداد يوميا».

وقالت يوليا في تصريحها المقتضب: إنها تجد الحادثة «مربكة» دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل عن الهجوم. وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن استخبارات لندن تمكنت من تحديد مكان المختبر الروسي الذي يتم إنتاج هذا الغاز السام فيه وهو يخضع على حد قولها لإشراف جهاز الاستخبارات الروسي. في غضون ذلك أعلن المستشفى حيث يعالج الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال أن صحة الأخير «تتحسن بسرعة».

وقال الأطباء في مستشفى سالزبري أمس أن سكريبال «يتجاوب جيدا مع العلاج ووضعه الصحي يتحسن بسرعة ولم يعد في وضع حرج».

في الأثناء فرضت الولايات المتحدة أمس عقوبات على سبع شخصيات روسية متهمة بدعم جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتقويض الديمقراطية في بلدان غربية.

ووصف مسؤولون أمريكيون رفيعون رجال الأعمال الأثرياء الروس الذين شملتهم العقوبات بأنهم من «دائرة بوتين المقربة».

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن «الولايات المتحدة تأخذ هذه القرارات ردا على النهج الوقح المستمر والمتزايد للحكومة في القيام بنشاطات خبيثة حول العالم». وبين الذين شملتهم العقوبات قطب تجارة الألومنيوم أوليغ ديريباسكا الذي يوصف بأنه يعمل لصالح الحكومة الروسية، إضافة إلى أليكسي ميلر مدير عملاق الغاز «غازبروم» التي تملكها الدولة.