كلمة عمان

المواطن شريك في التخطيط للمستقبل

06 أبريل 2018
06 أبريل 2018

بينما يقف جامع السلطان قابوس الأكبر في ولاية بوشر بمحافظة مسقط ، صرحا دينيا وثقافيا وعلميا كبيرا، ومعلما بارزا من معالم محافظة مسقط، سواء بحكم مبانيه وتصميمه المعماري الرفيع، أو بحكم مرافقه والأنشطة الثقافية العديدة التي تستضيفها، فإن جوامع السلطان قابوس في الولايات، والتي حرص جلالته – حفظه الله ورعاه – على إقامتها في ولايات السلطنة المختلفة، على امتداد السنوات الماضية، وعلى نفقة جلالته الخاصة، تشكل منارات علم ومراكز إشعاع ديني وثقافي واجتماعي رفيع من أجل الإسهام في تعزيز الجوانب الدينية والروحية للمواطنين والمقيمين وتحقيق مصلحة المجتمع، في الحاضر والمستقبل. وفي هذا الإطار وبتكليف من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أبقاه الله – افتتح أمس معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات جامع السلطان قابوس في ولاية شناص بمحافظة شمال الباطنة، و الذي يتسع لنحو ألفين وستمائة مصل، بالإضافة إلى ثلاثمائة وستين مصلية في مصلى النساء، فضلا عن المرافق المختلفة التي يضمها.

وفي الوقت الذي تسهم فيه جوامع السلطان قابوس وغيرها من الجوامع في ولايات السلطنة المختلفة، في الارتفاع بوعي المواطن العماني، خاصة فيما يتصل بالجوانب الروحية، فإن المواطن العماني، الواعي بمصلحة الوطن والمدرك لطبيعة التطورات والتحديات التي تمر بها المنطقة من حولنا، أثبت دوما قدرته على القيام بدوره المنشود، كشريك للحكومة في صياغة خطط وبرامج التنمية الوطنية، وفي تنفيذها أيضا، باعتباره صاحب المصلحة، في الحاضر والمستقبل، في تحقيق أهدافها وأولوياتها، وفي الحفاظ على منجزات مسيرة النهضة العمانية الحديثة على امتداد العقود والسنوات الماضية.

ولعل مما له دلالة عميقة في هذا المجال، وعلى سبيل المثال، إن محافظة شمال الباطنة احتضنت في الأيام الأخيرة، ملتقى « كل عمان »، وذلك بكلية عمان البحرية في صحار. ويستهدف ملتقى « كل عمان »، الذي يأتي ضمن جهود اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية « عمان 2040 » التي يترأسها صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، إتاحة الفرصة للمواطنين في محافظات السلطنة وفي المجتمعات المحلية المختلفة، للإسهام والمشاركة بالرأي والمقترحات والتصورات التي يرونها للرؤية المستقبلية « عمان 2040 » بمحاورها الرئيسية المعروفة ، وما يقترحونه لتحقيقها .

وفي حين يتيح ملتقى « كل عمان » الذي ستستضيفه كل محافظات السلطنة ، الفرصة واسعة لشرح وإيضاح وإلقاء الضوء على الجوانب المختلفة للرؤية المستقبلية « عمان 2040 » التي سيبدأ تنفيذها اعتبارا من أول عام 2021 ، أي مع بداية خطة التنمية الخمسية العاشرة ( 2021 – 2025 ) فإن الملتقى يتيح في الوقت ذاته للمواطنين على امتداد هذه الأرض الطيبة، التعبير عن آمالهم وتطلعاتهم ورؤيتهم لما ينبغي أن تكون عليه هذه الرؤية، التي سيتحدد في إطارها مسار التنمية الوطنية حتى عام 2040. ومن المؤكد أن اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية « عمان 2040 » سوف تستفيد من مختلف الآراء والمقترحات التي يقدمها المواطنون والمتخصصون، كأحد أهم الروافد لتحديد عناصر وتفاصيل وجوانب المحاور الرئيسية الثلاثة للرؤية المستقبلية، وهى « الإنسان والمجتمع » و « الاقتصاد والتنمية »، و«الحوكمة والأداء المؤسسي ».